من مبلغٌ عنّى وإن تعذَّرت
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
من مبلغٌ عنّى وإن تعذَّرت | عوفا وجارت بيَ في أحكامها |
ومنعتني النَّصف وهو دينها | وبذلها من غير ما إعدامها |
وطرحتْ بين منابذ الحصى | عهدي على المحفوظ من ذمامها |
حيث اطمأنَّ الملكُ في قبابها | وضفت الدنيا على خيامها |
وعلِّقتْ من أمرها ونهيها | بذروة العلياء أو سنامها |
لاتتعدّى حكمها قبيلة ٌ | ولا نعدّيها إلى أحكامها |
ألوكة ً إن سمع المجدُ بها | قام وكيلا ليَ في خصامها |
وخجلتْ منها أسرّة ُ الندى | فردّت المحدورَ من لثامها |
أبعدَ أن أرسلتها دوافعا | ينثالُ حشدُ السيل في ازدحامها |
قاطعة ً بمدحكم عرضَ الفلا | بين مهاويها إلى آكامها |
معلوطة ً بذكركم وسومها | في الخيل والإبل على وسامها |
في سلمكم تتلى على كؤسكم | والحربِ بين بيضها ولامها |
كلَّ لسانٌ أفصحت بشكره | أوابدُ القول على إعجامها |
تسرُّكم وللعدا من غيظها | ما يؤلم الأطرافَ باصطلامها |
لم يسمعوا لمجدكم بمثلها | في سالفِ الدنيا ولا قدّامها |
تحسدكم فيها وتستغربها | ألسنة ٌ ما درنَ في كلامها |
نبا بأيديكم مضاءُ حدّها | وطاش ما ريَّشتُ من سهامها |
ورجعتْ قهقرة ً أبياتها | تبكي أياماها على أيتامها |
أحللتم بغير مهرٍ بضعها | ظلما وإصرارا على حرامها |
أبلغْ بما أرعتك من أسماعها | عطفا وما أولتك من أفهامها |
فإن لوت صدّاً فقل لبحرها | والقمرِ المشتقِّ من غمامها |
قف وسط ناديها فحيّ قائما | حبّا وإعظاما أبا قوامها |
رسالة ً من كلفٍ بودّه | متيّمِ الأشواق مستهامها |
راضٍ عن الإعراضِ والوصلِ به | وفي انطلاقِ الكف وانضمامها |
وشاكرٍ ديمته إن مطرتْ | ليومها أو مطلتْ بعامها |
عن ثقة ٍ أنّ حبالَ عهدهِ | لفاتلٍ لم يألُ في إبرامها |
وأنه إن بسط الأيامَ لي | وعدا فللضّيقة واحتشامها |
أو فاتت اليومَ نطافُ جوده | فلي غدا ما شئتُ من جمامها |
وأنّ دينَ الشعر في ذمّته | شريعة ٌ يدين بالتزامها |
أمّا حماه أسد وصيدها | فقد عرفتُ الشمّ من أعلامها |
قمتُ لها مواقفا تبصرُ ما | تعدّه السيرة ُ من أيامها |
وأبصرتْ ماخطَّ من أشياخها | بأسا وحلما منك في غلامها |
إن وهبتْ كنتَ عبابَ بحرها | أو رهبتْ كنت شبا حسامها |
أو طلبتْ في الجوّ بك غاية ً | جعلتها تحت ثرى أقدامها |
طلعتَ شمسا لصباح مزيدٍ | وكوكبا يوقدُ في ظلامها |
إن غمستْ في كرمٍ أيديها | حسرتَ والأكفُّ في أكمامها |
أو قصُرتْ بوعُ قناها نطتها | بساعدٍ يذرع في تمامها |
أو دفعتك حسداً عن سؤددٍ | وقطعتْ وصلتَ من أرحامها |
إن مقاما حايدوك دونه | خامدة ٌ لا بدّ من ضِرامِها |
إن قعدتْ عنك المقاديرُ بها | فهي التي تنهض في قيامها |
ذخيرة ٌ عند غدٍ دولتها | صائرة ٌ منك إلى نظامها |
هناك فاحفظني بما أسلفته | قوافيا أبليتُ في إحكامها |
واضمن لما أهملتَ من حقوقها | غرامة ً تبردُ من غرامها |
واشكر لها المحبوبَ من طروقها | في زمن المحلِ وفي إلمامها |
ولا تكن حاشاك كمريقها | بالقاعِ لم يضبط قوى عصامها |
تنكصه البطنة ُ فيما يرتعي | عن حومة العلياء واقتحامها |
فانضح على ما خيّلتْ لهذه | ببلّة ٍ تنقع من أوامها |
إن الكريم منْ قرى أضيافه | ما يسمعُ الإمكانُ من إكرامها |