أرشيف الشعر العربي

لمن صاغياتٌ في الحبلِ طلائحُ

لمن صاغياتٌ في الحبلِ طلائحُ

مدة قراءة القصيدة : 7 دقائق .
لمن صاغياتٌ في الحبلِ طلائحُ تسيلُ على نعمانَ منها الأباطحُ
تخابط أيديها الطيرقَ كأنها موائرُ في بحر الفلاة سوابحُ
دجا ليلها وهي السهام تقامصا فلم ينصرم إلا وهنَّ طرائحُ
كأنَّ الوجى سرٌّ تخاف انتشاره فمنها مرمٌّ بالتشاكي وبائحُ
حملنَ شموسا في الحدوج غواربا و ليلُ السرى منهن أبلجُ واضحُ
ينوء بها أن القدودَ خفائفٌ و يظلعها أن المتونَ رواجحُ
و فيهنّ منصورُ السهام مسلطٌ لعينيه أن تدوى القلوبُ الصحائحُ
يطير جبارا ما أراقت لحاظه إذا وفيتْ حكمَ القصاص الجرائحُ
رماني ونسكُ الحجّ بيني وبينه و لم يدر أنّ الصيد في الحجّ قادحُ
طرحتُ بجمعٍ نظرة ً ساء كسبها و تبعثُ شراً للعيون المطارحُ
فإن سترتْ تلك الثلاثُ على منى ً هواي فيومُ النفرِ لا شكّ فاضحُ
بكيتُ ولامَ العاذلاتُ فلم تغضْ على رقية ِ العذلِ الدموعُ السوافحُ
و لم أرَ مثلَ العينِ تشفى بدائها و لا كالعذول يجتوى وهو ناصحُ
أمنكِ ابنة َ الأعراب طيفٌ تبرعتْ به هبة ُ التغويرِ والليلُ جانحُ
طوى الرملَ حتى ضاق بيني وبينه ال عناقُ وما بيني وبينكِ فاسحُ
فباتَ على ما ترهبينَ ركوبه هجوما وفيما تمنعين يسامحُ
رعى اللهُ قلبا ما أبرَّ بمن جفا و أثبتَ عهداً والعهودُ طوائحُ
و أوسعَ ذرعا بالوفاء وصونهِ إذا ضاق ما تطوى عليه الجوانحُ
عذيريَ من دهري كأني أريده على الودّ سلما وهو قرنٌ مكافحُ
و صحبة ِ خوانينَ بائعهم وإن تكثر منهم بالتوحدِ رابحُ
أخوهم أخو الذئب الخبيثِ يدله على الدمِ ما تملي عليه الروائحُ
و أيدٍ سباطٍ وهي بالمنع جعدة ٌ تلاطمني منها اللواتي أصافحُ
يضيء على أبصارهم ضوءُ كوكبي و موضعهُ من مطلع الفضل لائحُ
قعدتُ مع الحرمانِ بينَ ظهورهم و طائرُ حظي لو تعيفتُ سانحُ
لقد كان لي عن بابلٍ وجدوبها مذاهبُ يتلوها الغنى ومنادحُ
تركتُ عبابَ البحر والبحرُ معرضٌ و أملتُ ما تسقى الركايا النوازحُ
و لو نهضتْ بي وثبة ُ الجدَّ زاحمتْ على الماء هذى الآبياتُ القوامحُ
إذاً لسقاها ناصرُ الدين ما استقتْ كبودٌ حرارٌ أو شفاهٌ ملاوحُ
و قد كانت الزوراءُ دارَ إقامة ٍ و منعمة ٍ فيها المنى والمفارحُ
زمانَ العلا محفوظة ٌ في عراصها ثقالٌ وميزانُ الفضائلِ راجحُ
فقد حولتْ تلك المحاسنُ وانتهتْ إلى غيرها في الأرض تلك المنائحُ
و أضحتْ عمان للمكارمِ رحلة ً تراحُ عليها المتعباتُ الروازحُ
بها الملكُ طلقٌ والمغاني غنية ُ ال ربا ومساعي الطالبين مناجحُ
يضوع ثراها بالندى فتخالها رياضا وكانت قبلُ وهي ضرائحُ
يدبرها سبط اليدين بنانه لمقفل أرزاق العباد مفاتحُ
صفا جوها بعد الكدور بعدله و طابت حساياها الخباثُ الموالحُ
فما غيرها فوق البسيطة للعلا مقرٌّ على أن البلاد فسائحُ
و لا ملكٌ إلا وفضلة ُ ربها عليه إذا عدَّ الملوكُ الجحاجحُ
بهمة محي الأمة اجتمعت لها ال بدائدُ وانقادت إليها الجوامحُ
بأروعَ وسمُ الملكِ فوق جبينه إذا ارتابت الأبصارُ أبلجُ واضحُ
إذا نسبَ الأملاكُ لم يخش خجلة َ ال دعاوى ولم تدخل عليه القوادحُ
من النفر الغرّ الذين ببأسهم و نعمائهم تلقى الخطوبُ الفوادحُ
إذا ما دجت عشواءُ أمرٍ فأمرهم و نهيهمُ شهبٌ لها ومصابحُ
لهم قصباتُ السبق في كل دولة هم السرُّ منها والعتاقُ الصرائحُ
ينالون أقصى ما ابتغوه بأذرع مخاصرها صمُّ القنا والصفائحُ
أصولُ علاً منصورة ٌ بفروعها إذا غاب ممسٍ منهمُ هبَّ صابحُ
و ربَّ يمينُ الدولة المجدَ بعدهم كما ربت الروضَ الغيوثُ السوافحُ
جرى جريهم ثم استتمّ بسبقه و كم وقفتْ دون الجذاعِ القوارحُ
همامٌ مع الإصرار مصطلمٌ لمن عصى ومع الإقرار بالذنب صافحُ
تسنمَّ أعوادَ السرير محجبٌ لواحظه شرقا وغربا طوارحُ
تراصدُ جرى َ الأرض رجعاتُ طرفه كما ركبَ المرباة َ أزرقُ لامحُ
ألا أيها الغادي ليحملَ حاجتي لعلك إن بلغتَ بالنجح رائحُ
أعد في مقرّ العزّ عني تحية ً يذكي النسيمَ طيبها المتفاوحُ
و قل عبدك المشتاقُ لا عهدهُ عفا و لا وجدهُ إن نقلَ الوجدُ نازحُ
و من لم يخيبْ قطّ عالي ظنونه لديك ولم تخدجْ مناه اللواقح
و أغنيته عمن سواك فلم يبلْ جفا مانعٌ أو برّ بالرفد مانحُ
قليبٌ قريبٌ لي ببغدادَ ماؤها و منبعها شحطَ النوى متنازحُ
لها كلّ عامٍ من سماحك ناهزٌ و من عهدك الوافي رشاءٌ وماتحُ
إذا ما استدرَّ الشكرُ سلسالَ صوبها و جاءك عني تمتريها المدائحُ
أتتني وبطنُ البحر ظهرُ مطيها فروتْ غليلي والسفينُ النواضحُ
و ما زادها التنقيصُ إلا غزارة ً و إلا صفاءً طولَ ما أنا نازحُ
تبلُّ ثرى أرضي وجسميَ وادعٌ و تثمرُ لابني وهو ساعٍ مكادحُ
كلانا سقى من عفوها وزلاها و إن حبستني عقلتي وهو بارحُ
فللهِ مولى منك ما ليَ عنده و متجرُ من يدلي بجاهيَ رابحُ
و ها هو قد كرت اليك رجاءهُ سوائرُ حاجٍ طيرهنَّ سوانحُ
فأمرك زاد اللهُ أمرك بسطة ً بما عودت تلك السجايا السحائحُ
أعنْ جهده واعرف له خوض زاخرٍ يهزُّ الضلوعَ موجه المتناطحُ
و لم أستزدْ نعماك إلا ضرورة ً و قد تستزادُ المزنُ وهي دوالحُ
بما ثقلتْ ظهري الخطوبُ وضاعفتْ تكاليفَ عيشي وانتحتني الجوائحُ
و ما بثَّ من زغبٍ حواليَّ كالقطا تنزى الشرار أعجلتها المقادحُ
أمسح منهم كلَّ عطفٍ أسفتُ إذ أتاني وقد بيضنَ منيّ المسائحُ
نجوتُ على عصرِ الشبيبة ِ منهمُ و أرهقني المقدارُ إذ أنا قارحُ
فدتك ملوكٌ ذكرُ مجدكِ بينهم مثالبُ في أعراضهم وجرائحُ
إذا لعنوا صلتْ عليك محافلٌ صفاتك قرآنٌ لها ومسابحُ
حموا مالهم أن تنتحى بنقيصة عقائلهُ والسارياتُ السرائحُ
و مالكَ في الآفاق شتى ً موزعٌ كرائمهُ والباقياتُ الصوالحُ
سهرتَ ونام الناسُ عما رأيته كأنك للعلياء وحدك طامحُ
و جاريتَ سيبَ البحرِ ثم فضلته و هل يستوي البحرانِ عذبٌ ومالحُ
أعرنيَ سمعا لم تزل مطرباً له إذا ما تغنته القوافي الفصائحُ
و أصغِ لها عذراءَ لولاك لم تجب خطيبا ولم يظفر بها الدهرَ ناكحُ
من الباهراتِ لم تحدثْ بمثلها ال نفوسُ ولم توصل إليها القرائحُ
ظهرتُ بها وحدي على حين فترة ٍ من الشعر برهاني بها اليومَ لائحُ
و منْ شرفِ الأشعار أنك سامعٌ و من شرف الإحسان أنيَ مادحُ
و منْ ليَ لو أني مثلتُ مشافها أفاوضها أسماعكم وأطارحُ
و أن ينهضَ الجدُّ العثورُ بهجرة ٍ تعالجُ أشواقي بها والتبارحُ
و يا ليتما ريح الشمال تهبُّ لي فتطلعني منها عليك البوارحُ
و كيف مطاري والخطوب تحصني و أخدي شوطي والليالي كوابحُ
و قد كان جبن القلب يقعدُ عنكمُ فقد ساعدته بالنكولِ الجوارحُ
و أقسمتِ الستونَ ما لخروقها إذا اتسعتْ في جلدة المرءِ ناصحُ
و إني على أنسي بأهلي وموطني لأعلمُ أنَّ العيشَ عندك صالحُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (مهيار الديلمي) .

نوازعُ الشوق والغليلِ

لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ

إذا رضيتْ رباكَ عنِ الرَّبيعُ

منَ العارِلولا أنَّ طيفكِ يطرقِ

أشاقكَ منْ حسناءُ وهنا طروقها


المرئيات-١