أفلحَ قومٌ إذا دعوا وثبوا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أفلحَ قومٌ إذا دعوا وثبوا | لا يرهبون الأخطارَ إن ركبوا |
تسيقُ نهضاتهم عزائمهمْ | أن تستشارَ العاداتُ والعقبُ |
سارون لا يسألون ما حبسَ ال | فجرَ ولا كيف مالت الشهبُ |
عودهم هجرهم مطالبة َ ال | راحة ِ أن يظفروا بما طلبوا |
و خاب راضٍ بالعجز يصبر لل | أوزار مستسلما ويحتسبُ |
إن فاته حظُّ غيرهِ فله | منه اغتيابٌ يشفيه أو عجبُ |
لا تستريح العلى إلى سكنٍ | إلا غلاماً يريحه التعبُ |
تضمنَ السيرُ صدرَ حاجته | و الثقتان التقريبُ والخببُ |
من مبلغُ البين يومَ دلهني | آبَ بما سرَّ بعدك الغيبُ |
ردَّ شبابي من الحسين كما | كان وعادت أياميَ القشبُ |
يا قادما أتهمُ البشيرَ به | من فرحٍ أنَّ صدقه كذبُ |
سرتَ ونفسي تودُّ في وطني | بعدك أنّ المقيمَ مغتربُ |
أحتشم البدرَ أن أراه فأل | حاظى َ عنه بالدمع تحتجبُ |
و كم تصدى عمداً ليخدعني | يسفر عن غيهبٍ وينتقبُ |
فلم أزده على مسارقة ال | جفن ولحظٍ بالكره يستلبُ |
و عبرة ٍ ريه وحليته | يشربُ من مائها ويختضبُ |
و يوم بينٍ صبرتُ قبلك أن | يفوتني الحزمُ فيه والأربُ |
حملتهُ ثابتَ الحشا ذكرَ ال | قلبِ وموجُ الحمولِ مضطربُ |
سلوانَ أجزى بالصدّ جانيه | بملك رأسي إن أظلم الغضبُ |
و نظرة ٍ حلوة ٍ رددتُ عن ال | بيتِ وفيه الجمالُ والحسبُ |
بسنة غير ما اقتضى أدبُ ال | حبَّ حفاظاً وللهوى أدبُ |
و انقدتُ طوعا في حبل ظالعة | تجنبني أو يقالَ مجتنبُ |
بيضاءَ تقلى بغضاً وأعهدها | سوداءَ ترضى حباً وتنتخبُ |
صاحتْ وراءَ المزاحِ واعظة ً | لا يلتقي الأربعونَ واللعبُ |
أعدى بها الشيبُ وهي واحدة ٌ | ألفاً ويعدى الصائحَ الجربُ |
يا ساكنا ثائر العزيمة م | سَّ الصلَّ من تحت لينه يثبُ |
قد علمَ الملكُ إذ دعاك وحب | لُ الرأي واهٍ والشملُ منشعبُ |
أنّ قلوبا غشا تميل مع ال | دولة ِ أهواؤها وتنقلبُ |
و أنّ سرا متى اصطفاك له | أخلصَ ما في إنائهِ الذهبُ |
لما تجلى وجهُ الحذارِ ولي | مَ ابنٌ على غدرهةو خيفَ أبُ |
رمى بك القصدُ سهمَ منجحة ٍ | يسبقُ حرصا حديده العقبُ |
لم يثنِ فأل الشهورِ عزمته | لا صفرٌ عائقٌ ولا رجبُ |
جرتْ عليه أو مرت الريح تلق | اها بوجه أديمه كربُ |
فليلة ُ الحرى وهي جامدة ٌ | له كيوم الجوزاءِ يلتهبُ |
سفرتَ فيها سفارة َ الليثِ لا | يرجعُ إلا في كفه الطلبُ |
لسعيه ما أهمه الدمُ وال | لحم ولكن لغيره السلبُ |
حتى استقامت على تأودها | و انتظمتْ في رؤسها العذبُ |
جزاك حسنى ما استطاع إن وزنتْ | فعلك تلك الأقدامُ والرتبُ |
أعطاك ما لم تنل يدانِ ولا أم | تدّ إلى مطرحِ المنى َ سببُ |
و ضافياتٍ تطول في مذهب ال | ملك إذا شمرتْ وتنسحبُ |
أهدى َ من مزنة السماء لها | ماءٌ ومن نور شمسها لهبُ |
إذا علتْ منكباً علاَ فعيو | نُ الدهر زورٌ عن أفقع نكبُ |
أوكيت رأساً منها موافيهُ | فكلُّ رأسٍ لمجدهِ ذنبُ |
و صافناتٍ بين المواكب كث | بانٌ وفي الروع ضمرٌ قضبُ |
ضاقت مكانَ الخصور واتسعتْ | أضالعاً لا تقلها الأهبُ |
تغيبُ في جريها قوائمها | فما ترى أذرعٌ ولا ركبُ |
من كلَّ دهماءَ أنسها الليلُ تع | زوه إلى لونها وتنتسبُ |
ثارت فطارت فخاضت الأفقَ ال | علويَّ تجتاحه وتنتقبُ |
فمنْ ثرياه أو مجرته | لجامها العسجديُّ واللببُ |
مواهبٌ لا يربهنَّ أبٌ | إلا شفيقٌ على العلا حدبُ |
من معشرٍ لا يجارُ من طردوا | و لا يطيبُ البقاءُ إن غضبوا |
مثرينَ مجداً ومقترينَ لهى ً | و المجدُ طبعٌ والمالُ مكتسبُ |
فرسان يومِ الطعانِ إن طعنوا | بالألسن المشكلاتِ أو ضربوا |
لا يرجعونَ الكلام كراً من ال | عيَّ ولا يعرفون ما كتبوا |
دعا فؤادي شوقي إليك على ال | بعدِ فلبيكَ والمدى كثبُ |
جواب من لا يرام جانبهُ | منذُ غدا وهو جارك الجنبُ |
و لا يبالي إذا سلمتَ له | ما حصدتْ من نباتها الحقبُ |
حملتَ دنيايَ فاسترحتُ وقد | طال عناءُ الآمالِ والتعبُ |
و قمتُ مذ قادني هداك على | محجة ٍ لا تدوسها النوبُ |
فليحمدني في كلّ قافية ٍ | تزيدُ حسنا في درها الثقبُ |
أمسحها فيك أو تقرَّ وقد | أوغل في أمّ رأسها الشغبُ |
حلى من المعدن الصريح إذا | غشَّ تجارُ الأسعارِ ما جلبوا |
تشكرها الفرسُ في مديحك لل | معنى وترضى لسانها العربُ |
يظهرُ منها السرورَ حاسدها | ضرورة َ الحقَّ وهو مكتئبُ |
يطرِ به البيتُ وهو يحزنهُ | و من انين الحمامة ِ الطربُ |
يا آل عبد الرحيم لا تزل ال | دنيا رحى ً أنتمُ لها قطبُ |
إن تفضلوا الناسَ والحسينُ لكم | و منكمُ فافضلوا فلا عجبُ |
فداكمُ خاملون لو كاثروا ال | رملَ بأعدادهم لما حسبوا |
لا يخلقُ العدلُ في خلائقهم | ليناً ولا يكرمونَ إن شربوا |
أخرَ أقدامهم وقدمكم | أنهمُ يحسبون ما كتبوا |