أرشيف المقالات

مواعظ مؤثرة عن بر الوالدين لابن الجوزي

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
مواعظ مؤثرة عن "بر الوالدين"
لابن الجوزي رحمه الله [1]


الويلُ كلُّ الويل لعاقٍّ والديه، والخزيُ كل الخزي لمَن ماتا غِضَابًا عليه، أُفٍّ له هل جزاء المحسن إلا الإحسان إليه؟!
أَتْبعِ الآن تفريطَك في حقهما أنينًا وزفيرًا، ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].
♦♦♦♦

كم آثراكَ بالشهوات على النفس! ولو غبتَ ساعةً صارَا في حبْس، حياتُهما عندك بقايا شمس، لقد راعياك طويلًا؛ فارعَهما قصيرًا، ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].
 
♦♦♦♦
كم ليلةٍ سهرَا معك إلى الفجر، يداريانك مُداراةَ العاشق في الهجر! فإن مرضتَ أجريا دمعًا لم يَجْرِ، تالله لم يرضيا لتربيتِك غير الكفِّ والحِجْر سريرًا، ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].
 
♦♦♦♦

يعالجان أنجاسك، ويحبَّان بقاءك، ولو لقِيتَ منهما أذى شكوتَ شقاءك، ما تشتاق لهما إذا غابا، ويشتاقان لقاءك، كم جرَّعاك حُلْوًا، وجرعتَهما مريرًا، ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].
 
♦♦♦♦

أتحسُن الإساءةُ في مقابلة الإحسان؟! أوَ ما تأنف الإنسانية للإنسان؟! كيف تُعارِض حسنَ فضلهما بقبح العصيان؟! ثم ترفع عليهما صوتًا جهيرًا، ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].
 
♦♦♦♦

تحبُّ أولادك طبعًا؛ فأحببْ والديك شرعًا، وارعَ أصلًا أثمر لك فرعًا، واذكر لطفَهما بك وطِيب المرعى أولًا وأخيرًا، ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].
 
♦♦♦♦

تصدَّق عنهما إن كانا ميتين، وصلِّ لهما واقضِ عنهما الدَّين، واستغفر لهما واستدمْ هاتين الكلمتين، وما تُكلَّف إلا أمرًا يسيرًا، ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].

[1] من كتاب "التبصرة"؛ لابن الجوزي.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١