أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

قبل أن نبدأ الإجابة، أود أن أقول: إننا نعطي رأينا من خلال المعطيات، والأولوية في الرأي للطبيب الفاحص والمعاين والذي يسأل ويلمس ويحلل ويأخذ العينة بيده، فهو أحق بالرأي منا، ونحن نتعامل عن بعد ونعتمد على الوصف والنقل بدل الفحص والتحليل.

إن مشكلة الحساسية في هذه المواضع المذكورة قد تكون أحد احتمالات، ولا تكون يقيناً إلا بالفحص والمعاينة وإتمام بعض الإجراءات التشخيصية بشكل عام، يوجد شيء اسمه التهاب الجلد بالاحتكاك، وقد يسميه البعض حساسية احتكاك وهي تكون في الجلد المتعرض لاحتكاك مستمر، مثل أعلى الفخذين، ويؤدي غالباً إلى احمرار أولي، وقد يتلوه اسمرار الجلد فيما بعد.

من الضروري معرفة أن هذا الموضع عرضة للإصابة بالفطريات والتي علاجها مضادات الفطريات، إما الموضعية في الحالات الخفيفة، وإما مضادات الفطريات الفموية إن كان الالتهاب شديداً أو معنداً أو منتشراً.

إن العلاج بضادات الفطريات مثل ديفلوكان لا يفيد في علاج اللون المتغير ولكنه يعالج الفطريات لو وجدت.

وإن الفاكورت هو علاج للحساسية في حالتها الحادة المحمرة، وليس علاجاً للاسمرار، كما أنه لا يجب استعماله إن كان هناك فطريات لأنه يؤدي إلى انتشارها.

أما كريم أوبيزول (ب) ففيه مادة الكلوتريمازول المضادة للفطريات مخلوطة مع كورتيزون موضعي، ولذلك لا داعي لاستعمال الفاكورت معها، وأما الأوبيزول فقط فهو مضاد الفطريات ويمكن عندها خلطه بالالفاكورت.

إن كان التشخيص حساسية تماس فلا داعي للديفلوكان إلا إذا تم تشخيص الفطريات كإنتان ثانوي فوق الحساسية.

يتم تشخيص الفطريات عن طريق الصورة السريرية ووجود العوامل المؤهبة مثل البدانة والاحتكاك أو الداء السكري أو أي سبب ينقص المناعة الموضعية مثل الرضوض المتكررة والألبسة الضيقة، ولكن التشخيص اليقيني هو بالعينة التي تظهر بالفحص المجهري المباشر الخيوط الفطرية أو بالمزرعة والتي تظهر المزارع الفطرية تنمو على سطح الوسط المزروعة عليه

إن تم توثيق التشخيص الفطري يجب استعمال مضادات الفطريات.

الأدوية التي وصفها تساعد في تخفيف الالتهاب سواء أكان حساسية أو فطريات ولكن اللون إما أن يزول من نفسه بعدها، أو أنه يحتاج إلى شيء من التداخلات، خاصة منع السبب واستعمال بعض الكريمات المبيضة التي قد تؤدي إلى مزيد من الحساسية في هذه المنطقة الحساسة

المقصود بالسراويل الضيقة هو أن يكون هناك حائل بين الفخذين يمنع احتكاكهما، وليس بالضرورة أن يكون ضيقاً، بل أن يكون عازلاً وشبه ثابت دون أن يكون ضاغطاً مؤذياً ولا فضفاضاً لا يجدي.

ومن باب التوسع والتفصيل فقد أجبنا في استشارة محجوبة عن سؤال مماثل نورد أدناه نسخة، مع بعض التغيرات حفاظاً على خصوصية السائل الأول.

((قبل البدء بذكر المعالجة أود أن أقول إن العلاج السببي هو الحل الأمثل في كثير من الأمراض إن لم يكن في كلها، فالوقاية خير من العلاج، بل درهم وقاية خير من قنطار علاج.

فإن التصبغات التي تذكرها يجب البحث عن أسبابها وتجنبها، سواء أكانت احتكاكاً أو التهاباً أو إنتاناً، فالاحتكاك علاجه السروال العازل، والالتهاب علاجه بالمرطب قبل المشي لمسافات طويلة، والإنتان علاجه بالمضاد المناسب، إن كان جرثوماً فبمضاد حيوي، وإن كان فطرياً فبمضاد الفطريات.

ولا ننسى الأسباب الأخرى مثل الداء السكري المعتمد أو غير المعتمد على الأنسولين، والذي قد يسبب حكة موضعية أو حكة معممة، والحكة الموضعية غالباً ما تكون في المنطقة العجانية - المنطقة بين الشرج والمنطقة التناسلية - وما يجاورها، والتي بدورها تؤدي للتصبغ سواءً من الالتهاب أو من الحكة.

وتعتبر البدانة من أسباب الاحتكاك الذي يؤدي لزيادة التصبغ، حتى عند أصحاب البشرة البيضاء، وهو عند أصحاب البشرة السمراء أكثر، وهذا الموضع تزيد فيه نسبة التصبغ عن غيره بشكل اعتيادي عند أغلب الناس ولكن التصبغ يكون موضعاً على الثنيات والطويات ولا يصل إلى الفخذين، كما أن البشرة السمراء تهيء وتؤهب لزيادة اللون في هذه المنطقة، خصوصاً في كل موضع يتم فيه احتكاك، سواء أكان بديناً أم لا.

إن بعض الأدوية مثل المينوسايكلين ومشتقات التتراسيكلين قد تزيد التصبغ العشوائي أو الموضعي.

وأريد التأكيد على أن ما تشتكي منه من حساسية جلدية فهي إن كانت حاكة فهذا يضيف عاملين من عوامل التصبغ وهما الالتهاب والحكة، كما أن الحكة والالتهاب قد يؤديان إلى التبدلات والتصبغات الموصوفة في السؤال، فالالتهاب في هذه المواضع غالباً ما يكون بالفطريات إن تجاوز الثنيات الجلدية ووصل إلى الفخذين، ولكن لو كان محدداً في الثنيات ورطباً فهو التهاب بالخمائر، خاصة الكانديدا، والحكة مهما كان سببها تورث التصبغات عند أصحاب الاستعداد لهذا التصبغ.

وهناك تصبغات سببها ثخن الجلد بأسباب هرمونية أو اضطرابات الغدد الصماء والسكري أو أورام داخلية، مثل أكانثوزيز نيغريكانز أو بسودو أكانثوزيز نيغريكانز.

وإن فحصاً سريعاً عند طبيب أمراض جلدية قد يرشد فيما إذا كان هناك أي مرض مسبب لهذه التصبغات مثل الأمراض الفطرية أو الخمائرية أو الجرثومية أو أكزيما تماس أو غير ذلك، وإن تحليل الهرمونات قد يرشد إلى أي اضطرابات غددية مسببة لهذه التصبغات.

وما ننصح به هو مراجعة طبيب أمراض جلدية وذلك للفحص والمعاينة ووضع التشخيص السريري، ونفي أو إثبات وجود الفطريات، وذلك عن طريق الفحص المجهري المباشر لكشاطة من الوسوف والقشور إن وجدت في الموضع المصاب ورؤية العناصر الفطرية فيها.

وأما للعلاج بشكل عام فإن استعمال السروال الذي يفصل احتكاك الفخذين يقلل من الأسباب المحتملة، وأما الفطريات فنعالجها بمضادات الفطريات الموضعية، مثل كريم لوكاكورتين أو البيفاريل أو الداكتارين كريم مرتين يومياً لأي منها، ولمدة أسابيع إلى أن ينتهي الالتهاب تماماً، ونستمر بعده بالدهن لأيام، وهذا يكون علاجاً للفطريات وليس للتصبغات التي تلي الفطريات.

ويجب استعمال مضادات الحكة مثل الزيرتيك أو الكلاريتين أو التلفاست حبة واحدة يومياً عند اللزوم، وذلك لتخفيف الحكة؛ لأن الحكة من العوامل المساعدة على التصبغ كما أسلفنا.

وأما ما بقي من التصبغات فهناك كريمات قاصرة اللون مثل الأتاشي أو ديبيغمنتين، وحديثاً الفوتوديرما وايت أوبجيكتيف، وأظنه من أفضلها وأحدثها، وإن أياً منها يدهن مرة يومياً إلى أن تنتهي المشكلة، والتي قد تحتاج إلى أسابيع، وتكون الفترة أطول عند أصحاب البشرة السمراء، وننصح بعدم استعمال المواد الحاوية على الزئبق مهما كانت نتائجها واضحة.

وختاماً يجب الوصول إلى التشخيص، وعلاج الأسباب من تخريش والتهاب أو فطريات، ويجب التنظيف بلطف، وعزل الجلد من الاحتكاك بالسروال، واستعمال المواد القاصرة المذكورة أعلاه أو ما يماثلها، والتي قد تكون مخرشة، وقد تكون الخطوة الأولى قبل كل ذلك هي زيارة الطبيب المتخصص بالأمراض الجلدية؛ لأنه سيوفر عليك الخوض في هذه الدوامة.))

ختاماً أرجو أن أكون قد وفيت سؤالك حقه مما تريد.

شفاك الله وعافاك.