ينام على الغدر من لا يغارُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ينام على الغدر من لا يغارُ | و لا يظلمَ الحرُّ فيه انتصارُ |
عليَّ لعيني اختيارُ الحبيبِ | و إن خانني فإليَّ الخيارُ |
ملكتُ فؤادي على بابلٍ | و عقَّ أخاه الفؤادُ المعارُ |
و فيمن سمحتُ به للحمو | ل أبيضُ ليلٍ سراه نهارُ |
إذا شكرتْ حقبهُ خصره | تظلم من معصميه السوارُ |
و بدرٌ وما عدَّ من شهره | سوى هجره والتجني سرارُ |
تطلعَ يتبعني مقلتي | ه مختمرا من حلاه الخمارُ |
و كنتُ الحليمَ وفي مثلها | تخفُّ الحلومُ ويهفو الوقارُ |
أحبُّ الجفاءَ على عزة ٍ | و لا أحمل الوصلَ والوصلُ عارُ |
قضيتَ وتهوى ويرضى الفتى | بطيفٍ يزور وربعٍ يزارُ |
و هبتْ تلوم على عفتي | و تحذر لو قد كفاها الحذارُ |
تقول القناعة ُ موتُ الفتى | إذا ألفتْ والحياة ُ اليسارُ |
و ما الناسُ لو أنصفتني الحسا | بَ والأرضُ إلا صديقٌ ودارُ |
و ما ارتبتُ حتى رأيتُ اليمي | نَ تعقد في الحقَّ عنها اليسارُ |
و تطمعُ بالشعر لي في الغنى | متى نصح الطمعَ المستشارُ |
و لم تدرِ أنّ المساعي الطوا | لَ آفتهن الحظوظُ القصارُ |
و ما علمُ طبك من علتي | و صبريَ والكرمُ الإصطبارُ |
إذا لم يبينْ أسى ً أو أسى ً | فكيف يبينُ غنى ً وافتقارُ |
خبرتُ رجالا فما سرني | على الودّ ما كشفَ الإختبارُ |
و لما غلقتُ برهن الوفاء | لهم تركوني بنجدٍ وغاروا |
فلا يبعد اللهُ من ظلمهم | أخلاءَ حصوا جناحي وطاروا |
و جربتُ حظي بمدح الملوك | مرارا وكلّ جناها مرارُ |
و كم من مقامٍ توقرتُ في | ه طاروا له فرحا واستطاروا |
و خفتْ مسامعُ هنَّ الجبالُ | و جفتْ أناملُ هنَّ البحارُ |
و أخرى ولم يأتني نفعها | و يا ليت لم يأتِ منها ضرارُ |
إذا ما دعوتُ زعيمَ الكفا | ة ِ أدركني الماءُ والخطبُ نارُ |
و قام لها ناهضَ المنكبين | يقلصُ عن قدميه الإزارُ |
إذا خاض نقعي حمى ً أو حجاً | تفرج عن حاجبيه الغمارُ |
كريمٌ تبرعَ بالنصر لي | و بالخيلِ من دون نصري انتشارُ |
أبى أن أضامَ وردَّ الفرارَ | عليّ وأقصى سلاحي الفرارُ |
بلا قدمٍ تتقاضاه لي | فترعى له ذمة ٌ أو ذمارُ |
بلى . في التجانس حقٌ جناه | عليّ وجارك بالجنس جارُ |
عجبتُ لباغيَّ أن أسترقَّ | و كسري أبى ولساني نزارُ |
أرادَ لنقصٍ به بذلهُ | و ربحي في بيع عرضي خسارُ |
أمانٍ أصابت له في سواري | و خابت معي الأماني قمارُ |
دمُ الفضلِ ثارَ بهِ أن يطلَّ | فتى ً لا ينام وللمجدِ ثارُ |
قؤولٌ إذا الألسنُ المطلقا | تُ قيدها حصرٌ وانكسارُ |
يرى فورهُ واصفا غورهُ | و هل يصفُ النارَ إلا الشرارُ |
كفى الدولتين عناءُ الحسي | ن من يستشارُ ومن يستجارُ |
و قلبتا واليه مصي | رُ أمريهما وعليه المدارُ |
و قمتَ ودون المقام الحميدِ | مزالقُ يصعبُ فيها القرارُ |
و قبلكَ قد جربوا واجتنوا | و بعدك وانتصحوا واستشاروا |
و حلوا بسيماك من جردو | ه لو قطعتْ بالحليَّ الشفارُ |
فذاك مدلٌّ على عجزه | يؤمرُ وهو عيالٌ يمارُ |
طريرُ العيانِ صدى ُّ اللسانِ | خطا لفظهِ خطأٌ أو عثارُ |
إذا نشر الكبرُ أعطافه | طوت بشره الغرماتُ الصغارُ |
لثوب الرياسة ِ ضيقٌ علي | ه معْ وسعِ أثوابهِ وانشمارُ |
غريبٌ إذا أنت فيها انتسب | تَ أدلى به نسبٌ مستعارُ |
جزتك عن الملك يومَ الجزاء | و عن فخره يومَ يجزي الفخارُ |
غوادٍ من الحمدِ والإعتراف | غوارفُ من كلَّ عذبٍ غزارُ |
تجودك نعماءَ تزكو النفو | سُ فيها وتغنى َ عليها الديارُ |
و عنى سوائرُ إما تحطُّ الرّ | واة ُ وقاطنة ٌ حيث ساروا |
عذاري يجلى لهنَّ الجمالُ | و يخلعُ في حبهنّ العذارُ |
يخيلُ ما نشرتْ من علاك | عيابا متى نشرتها التجارُ |
إذا حبرتْ أمهاتُ القري | ض أخبارها وبنوه الكبارُ |
تمنوا بجهدهم عفوها | على ما سبوا غيرهم أو أغاروا |
يقرُّ لمجدك إكثارها | بما سلفتْ أنه الإقتصارُ |
فإن شفع العبدُ في مذنبٍ | نجت وجروحُ الأماني جبارُ |
و إن بلغَ الشكرُ حقَّ امرئ | فغايتها معك الإنتصارُ |