لمن الطلول كأنهنَّ رقومُ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
لمن الطلول كأنهنَّ رقومُ | تضحى لعينك تارة وتغيمُ |
يعهدنَ بالإقواءِ عهداً حادثا | وكأنّه مما بلينَ قديمُ |
ما كنتُ أعرفُ أنهنَّ نشيدتي | حتى تحدَّث بينهنَّ نسيمُ |
وكأنما عبقُ الترائب دلّني | أو ضلّ عن عرَصَاتهنّ لطيمُ |
أسمعتني يا دارُ دون صحابتي | والوحى عند أخي الهوى مفهومُ |
أين الموالكُ فيكِ أعناقَ المنى | والراقياتُ العيشِ وهو سليمُ |
والسارياتُ لنا شموسا في الدجى | والطالعاتُ ضحى ً وهن نجومُ |
لا يُقتضينَ وفي الديون عليهمُ | قلبي ولا يُقضى لهنّ غريمُ |
لم يبق فيكِ لناشدٍ أوطاره | إلا الوقوفُ عليكِ والتسليمُ |
ومقيَّدٌ ذو رمّتين كأنه | غبَّ السواري معصم موشومُ |
دسنا ترابك بالمناسمِ والهوى | لو أنه بشفاهنا ملثومُ |
ومن الوفاء لساكنيك قيامنا | وشكولهن من الظباء جثومُ |
ولقد وقفتُ فما رفدتُ بمسعدٍ | وشكوتُ لو سمع الشكاة َ رحيمُ |
والعينُ تسمح ثم تبخلُ حيرة ً | والركبُ يعذر تارة ً ويلومُ |
وكأنني فوق الرِّحالة خالعٌ | لعبت بأمّ عظامهِ الخرطومُ |
لا الرهنُ يا لمياءُ مفكوكٌ ولا | حبلُ الوثيقة باللِّوى مصرومُ |
يُنسى كما تنسى المفاقرُ في الغنى | خلفَ الجوانح سرُّكِ المكتومُ |
إنّ الذي عن بغضة ٍ زاورته | لونُ الصدود بلمَّتي مأدومُ |
حكمٌ يجورُ على سنيَّ وكيف بال | عدوى عليه وأنتِ فيه خصيمُ |
حمَّلتني أوساقه ونفيتني | فأنا الطريدُ وغاربي المهدومُ |
ماذا يمسُّكِ من شبابٍ راحلٍ | عنّى وبلبالي عليكِ مقيمُ |
أو ما رأيتِ الشَّيبَ جانسَ لونه | في العين درُّ لثاتك المنظومُ |
وعلى المقلَّد والمعصَّب منكِ بالنَّ | سبين أخوالٌ له وعمومُ |
أفتقنعين مع القرابة ِ أنه | يقصى وإقصاءُ الأقاربِ لومُ |
لولا تلافي الفجرِ خابطة َ السُّرى | لقضى عليها الليل وهو بهيمُ |
هيهات أعوزَ أنّ يجاملَ مبغضٌ | بخديعة ٍ أو يحمدَ المذمومُ |
ما عفنه حتى رأينَ ذبوله | كيف انتجاعُ النبتِ وهو هشيمُ |
يا برقة َ الفودينِ إني لم أزل | للبرق من خللِ الخطوب أشيمُ |
ما كنتِ أوّلَ ما الزمانُ محمِّلي | أنا عودهُ ذو الجلبة المزمومُ |
يجني وعندي حاقرا لا عاجزا | فيما جناه الصبرُ والتسليمُ |
أوفضْ سهامك يا زمانُ فإنه | ترمي الحنيَّة ُ والرميُّ سليمُ |
نطني بكلّ غريبة ٍ محذورة ٍ | أرجعْ إليك وداؤها محسومُ |
إلاّ سؤالَ الباخلين فإنه | غمَّى عليَّ سبيلها مغمومُ |
ولقد كفاني في العفافِ بصيرة ً | ذلُّ الحريصِ ورزقهُ مقسومُ |
والناسُ إما واجدٌ متعذِّرٌ | أو مغرمٌ بالجود وهو عديمُ |
هذا يضنُّ وذاك يقصر ماله | فقد استوى المحظوظُ والمحرومُ |
أمَّا ترى نقدَ العيون يردُّني | والبابُ دوني مرتجٌ مقرومُ |
عريانَ من ورق النضارة سوقطت | كنني وضاع ببردي التسهيمُ |
ملقى ً تنابذني الأكفُّ كأنّني | قعبٌ تفاوتَ صدعهُ مرجومُ |
بين الغنى والفقر لا هو جاهلٌ | حظِّي ولا هو في الحظوظ حكيمُ |
فوراءَ غمدي صارمٌ ما ضرَّه | شعثُ النّجاد وغربه المثلومُ |
خلسَ الردى قومي فأقعد نهضتي | أن لا يقومَ سواي حين أقومُ |
ما جهدُ من وجد السلاحَ ونفسه | ملآى وناصرُ غيظه معدومُ |
وطئ الزمانُ بهم محاسنَ وجهه | فجبينه بشجاجهِ مأمومُ |
نسفوا بأيدي الحادثات كأنّهم | وبرٌ تطارده الصَّبا مجلومُ |
أخِّرتُ عنهم للشقاوة بعدهم | ونجا بهم من عيشي التقديمُ |
قسماً بها معهونة ً أعناقها | وظهورها الموشيُّ والمرقومُ |
قطرا تراقصَ في الحبال إمامها | مرحا فيأخذ إخذه المأمومُ |
مشيَ الخرائد ينبعثن مع الطُّلى | حتى تعوقَ روادفٌ وجسومُ |
يطرحنَ أشباحا بمكَّة كالقنا | شعثاً وهنّ مسنَّماتٌ كومُ |
عقدوا الحبى حيثُ الحلالُ محرَّم | بمنى ً وحيثُ يحلَّلُ التحريمُ |
لندى بني عبد الرحيم ومجدهم | من جنَّة ِ الدنيا رقى ً وتميمُ |
المانعونُ فما يدعدَعُ جارهم | والحالبون وسرحهم مصرومُ |
فيهم عن النظر المريب تخاوصٌ | وعلى جهالاتِ الزمانِ حلومُ |
وإذا السنونَ أحلنَ أخلاقَ الحيا | أقلعنَ عنهم والكريمُ كريمُ |
نصبوا على وضح الطريق مقاريا | في الجدب يُطعمُ ليلها وينيمُ |
وتسلَّبوا للطارقين وأيقنوا | في الحمد أنّ الغانمَ المغنومُ |
وإذا تزاحمت الخطوب وضاق عن | نفسِ الجبان ونفسه الحيزومُ |
سلُّوا لهم آراءهم فتفرّجتْ | ومن السيوف خواطرٌ وعزيمُ |
وإذا الحسين رأيتَ سؤددَ نفسه | وصفَ البعيدَ المدركُ المعلومُ |
بالصاحب ابتدأوا المكارم وانتهوا | فالفخرُ مفتتحٌ به مختومُ |
مدَّ الفراتُ فما وفى بيمينه | وسما فحلَّق والسحابُ يحومُ |
ورأى مكانَ نظيرهِ لصديقه | بالودّ وهو على الملوك زعيمُ |
يا وافيا للملك والأخُ غادرٌ | ومصمَّما وحسامهُ مهزومُ |
ما ضرَّه يتمٌ وأنت له أبٌ | حانٍ وأمٌّ بالحفاظِ رءومُ |
نامت عيون الكالئاتِ تواكلاً | عنه وعينك نومها تهويمُ |
حتى أعدتَ الدُّردَ من أنيابه | والليثُ مفترسٌ بها مضغومُ |
وأتاك معترفا بزلَّة ِ رأيه | من كان يزعم أنه معصومُ |
إن الذي فتل العداوة كفّة ً | لك عاد قبل الصيد وهي رميمُ |
ما زال ينشبُ في المطامع كفَّه | حتى تحيّفَ ظفره التقليمُ |
نطحَ الصفاة َ أجمَّ يعلم إنّها | لتردُّ ذا الرَّوقينِ وهو حطيمُ |
قطع الحبالَ وجاء يركبُ رأسه | فهوى يودُّ لو أنه مخطومُ |
يستولد الآمالَ شرّاً والمنى | أمٌّ على طول السّفادِ عقيمُ |
حبراتُ فحلٍ راقصتْ ألحاظه | وحلا بفيه شهدها المسمومُ |
علقَ الحصارَ مدافعا عن يومه | لو أنّ إملاءَ الحصار يدومُ |
يخشى الفرارَ ولا يقدِّم نفسه | فيموتُ تحت السيف وهو كريمُ |
فاختار أخرى ذلَّ فيها أنفه | لخشاشة يُدمى بها الخيشومُ |
شرّ البليّة في الحروب أسيرُها | يسلى القتيلُ ويُعذر المهزومُ |
أسكنته دارَ الشقاءِ وإنها | في جنب ما هو خائف لنعيمُ |
عاداتُ جدّك في علاك وإنما | رمح الكميِّ بحدّه مدعومُ |
لهم اعوجاجُ الأمر إن طعنوا به | ولكفّك التثقيفُ والتقويمُ |
وأرى الوزارة تسترقُّ وإنما | هي حرّة وتباحُ وهي حريمُ |
لعبتْ بها الهمم القصارُ وأصبحتْ | وسرورها عند الرجال همومُ |
في كلّ يوم نابتٌ نبعت به | عوجاءُ شائكة ُ الغصونِ عذومُ |
لا ظلّ فوق الأرض يحمي قائلا | فيها ولا تحت التراب أرومُ |
خوَّارة يمضي شظايا طيَّحاً | تحت النواجذِ عودها المعجومُ |
تلقاه عارفة ً أسرّة َ وجهه | بالذلّ وهو بعزِّها موسومُ |
محصورة ٌ فيه السيادة ُ نافرٌ | من شكله التوقيرُ والتعظيمُ |
يرضى من العلياء باسمٍ ما لهُ | معنى ً وزعنفة ُ الأديم أديمُ |
يعطي الشِّفاهَ إذا أراد كرامة ً | كفّاً مقبِّلها بها ملطومُ |
أفتغضبون وأنتمُ جيرانها | لسوامِ مجدٍ ما لهنَّ مسيمُ |
أم كلُّ فضل في الزمان وأهلهِ | حتى الوزارة مهملٌ مظلومُ |
غرِّدْ فعندكَ يا حمامة ُ طوقها | وانظر ففيك لحاظها يا ريمُ |
واسمح لها أن كنتَ عنها فاضلا | كم ناقصٍ وله بكم تتميمُ |
واجلس لوفد المهرجان وكعبك ال | عالي وأنفُ الدهر فيك رغيمُ |
يأتيك قسرا خادماً لك قائماً | فيه ومجدك جالسٌ مخدومُ |
متسربلاً ثوبَ الخلود وشيعهُ | حليُ القريض ودرّهُ المنظومُ |
تهبَ النفوسَ من النفائس غالبا | أمرَ الليالي أمرك المرسومُ |
يا أسرتي مالي ألسُّ خشاشتي | يبساً وواديكم أغنُّ جميمُ |
أنفَ الإباءُ لوائلمن وائلٍ | ففنوا وعزَّت بالوفاءِ تميمُ |
ولو اكتفى قيسٌ بفتوى أمِّه | لمضى عديٌّ طائحا وخطيمُ |
وأى أخا كسرى يبيتوقومه | فيهم سيوفُ النصروهو مضيمُ |
عهدي بكم زمناً وجرحي بينكم | يوسى وصدعُ خصاصتي ملمومُ |
فإذا خوى قصبي وساندَ فيكمُ | طلبَ الرفادة جنبي المهضومُ |
حمت الليوثُ عن الشبول وجرجرت | دونَ البكارِ مصاعبٌ وقرومُ |
فعلام إذ طلتم وزدتم بسطة ً | أنا من رضاع سحابكم مفطومُ |
أبغى حياضكمُ فأضربُ دونها | ضربَ الغرائب وهي حرَّى هيمُ |
عتبُ المدلِّ وتحته لودادكم | صدرٌ على خرِّ الشفار سليمُ |