هل تحت ليلك بالغضا من رائد
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
هل تحت ليلك بالغضا من رائد | يقتاف آثارَ الصباحِ الشاردِ |
هيهات تلك نشيدة ٌ ممطولة ٌ | عند الغرام على المحبَّ الناشدِ |
و كفاك عجزا من شجى ًّ ساهرٍ | يرجو الزفادة َ من خليًّ راقدِ |
يا إخوة َ الرجلِ الغنيَّ أصابَ ما | يبغى وأعداءَ المقلَّ الفاقدِ |
صاحبتُ بعدكم النجومَ فكلكم | إلبٌ عليّ وكلهنّ مساعدي |
فإذا ركدن فمن تحيرٌّ أدمعي | و إذا خفقن فمن نبوَّ وسائدي |
دلوا عليَّ النومَ إن طريقهُ | مسدودة ٌ بعواذلي وعوائدي |
و على الثنية ِ باللوى متطلعٌ | طلعي بمربأة الرقيب الراصدِ |
يقظٌ إذا خاف الرقيبَ تخطأتْ | عيناه عن قلبٍ مريدٍ عامدِ |
متجاهلٌ ما حالُ قلبي بعده | جهلَ العليم وغائبٌ كالشاهدِ |
و إلى َ جنوب البانِ كلّ مضرة ٍ | بالبان بين موائسٍ وموائدِ |
يمشين مشى مها الجواءِ تخللتْ | عنهنّ غيطانَ النقا المتقاودِ |
متقلداتٍ بالعيون صلائفاً | و طليً ولم يحملنَ ثقلَ قلائدِ |
نافثتهنّ السحرَ يوم سويقة ٍ | فإذا مكايدهنّ فوق مكايدي |
كنتُ القنيصَ بما نصبتُ ولم أخلْ | أن الحبالة عقلة ٌ للصائدِ |
أنكرتُ حلمي يومَ برقة ِ عاقلٍ | و عرفتهُ يوم اللقاءِ بغامدِ |
و جعلتُ سمعي من نبال عواذلي | غرضَ الغرورِ لكلَّ سهم قاصدِ |
القلبُ قلبكَ فامض حيث مضى الهوى | بك من مضلًّ سعيهُ أو راشدِ |
ما دام يدعوك الحسانُ فتى ً وما | دام الذوائبُ في قرابِ الغامدِ |
فوراء يومك من صباك ضخى غدٍ | وعدٌ يسوءك منه صدقُ الواعدِ |
و لقد سريتَ بليلهِ وبصحبهِ | فحماً وفي لهبَ البياض الواقدِ |
فإذا المشيبُ مع الإضاءة حيرة ٌ | و إذا الشبابُ أخو المضلّ الواجدِ |
و مطية ٍ للهوِ عزَّ فقارها | و صليفها عن راكبٍ أو قائدِ |
مما احتمى من رحله بقماصهِ | و من الخشاش بأنفهِ المتصايدِ |
أعيا على ركب الضبا أن يظفروا | بمغالقٍ من غرزها ومعاقد |
قد رضتها فركبتُ منها طيعا | ينصاعُ بين مراسني ومقاودي |
و أخٍ رفعتُ له بحيَّ على السري | و النجمُ يسبحُ في غديرٍ راكدِ |
فوعى فهبَّ يحلُّ خيطَ جفونهِ | بالكرهِ من كفَّ النعاس العاقد |
غيران قام على الخطار مساعدا | نصرَ الحسامِ رفدتهُ بالساعدِ |
حتى رجمتُ الليلَ منه بكوكبٍ | فتقَ الدجى َ وأضاء وجهَ مقاصدي |
فردينِ سومَ الفرقدين تمايلا | مستأمنين على طريق واحدِ |
و محجبٍ تدع الفرائصَ هيبة ً | أبوابهُ من خافقٍ أو راعدِ |
تتسابقُ الجبهاتُ دون سريرهِ | للفوزِ بين معفرَّ أو ساجدِ |
لا تطمعُ الأقدارُ في استنزاله | بضعائفٍ منها ولا بجلائدِ |
أذنتْ عليه وسائلي وترفعتْ | أستارهُ لمقاصدي وقصائدي |
و بعثتُ غرَّ قلائدي ففتحنَ لي | أبوابهَ فكأنهنّ مقالدي |
كعمانَ أو ملكٍ عمانٌ دارهُ | دانى النوالِ على المدى المتباعدِ |
رانٍ عليّ على ارتفاع سمائه | برًّ بوفدِ مدائحي ومحامدي |
بعثتْ بصيرتهُ نفاقي عندهُ | و الشعرُ يبضعُ في أوانٍ كاسدِ |
و قضى على أني الوحيدُ بعلمهِ | فكفى َ بذلك أنه من شاهدي |
سبق الملوكَ فبذهم متمهلا | جاروا ومرَّ على الطريق القاصدِ |
و مضى على غلوائهِ متسنما | لم ترتفقْ مسعاتهُ بمعاضدِ |
طيان لم يقضِ البوازلَ قبله | جذعٌ ولم يطلِ القيامَ بقاعدِ |
نسبَ السماءَ يريد أين فخارها | منه فباهلها بفخرٍ زائدِ |
و سما يماجدُ قومه بنجومها | فثنى ولم يظفرْ بنجمٍ ماجد |
غرسَ المعاليَ مكرمٌ في تربها | فجنت حلاوة َ كلّ عيشٍ باردِ |
حجراً على الأقدارِ فيما نفذتْ | أحكامها من صادرٍ أو واردِ |
لن تعدمَ الآفاقُ نجما طالعا | منها ينور إثر نجمٍ خامدِ |
فالسيفُ منهم في يمين المنتضى | كالسيف منهم في يمين الغامدِ |
هم ما همُ . وتفرقت آياتهم | في المجد ثم تجمعتْ في واحدِ |
أحيت لهم أيامُ محي الأمة ِ ال | عافي وهبتْ بالرقودِ الهاجدِ |
و تسنمتْ درجَ السماء بذكرهم | أيامُ آثارٍ لهم ومشاهدِ |
و إلى يمين الدولة افتقرت يدٌ | في الملك لم تعضدْ سواه بعاضدِ |
نظمَ السياسة َ مالكٌ أطرافها | لم تستعنْ عزماتهُ بمرافدِ |
و أقامَ ميلَ الدولتين مؤدبٌ | بثقافه خطلَ الزمانِ المائدِ |
سبقَ الرجالَ بسعيه وبقومه | و المجدُ بين مكاسبٍ وموالدِ |
جرت البحارُ فما وفت بيمينه | فكأنَّ ذائبها يمدُّ بجامدِ |
ضنتْ يجوهرها وما في حرزها | من منفساتِ ذخائرٍ وفوائدِ |
فاستخرجتها كفه وسيوفه | فسختْ بها لمؤملٍ ولرافدِ |
نامَ الرعاة ُ عن البلادِ وأهلها | عجزا وعيناه شهابا واقدِ |
و حمى جوانبَ سرحهِ متنصفٌ | للشاء من ذئب الغضا المستاسدِ |
و إذا الأسودُ شممن ريحَ عرينه | كانت صوارمه عصيَّ الذائد |
ما بين سربزة ٍ إلى ما يستقي | وادي الأبلة ِ هابطا من صاعدِ |
يقظانُ يضرب وهو غيرُ مبارزٍ | عزما ويطعن وهو غير مطاردِ |
كفٌّ له تحمي وسيفٌ ينتضى | و لحاظُ راعٍ للرعية ِ راصدِ |
و إذا بغى باغٍ فباتَ يرومه | باتت صوارمه بغيرِ مغامد |
و مطوحٍ ركبَ الخطار فرده | أعمى تحيرَّ ماله من قائدِ |
كفَّ الرعاعَ وجاء يطلبُ حاجة ً | عسراءَ في كفَّ الهمامِ اللابد |
يرمي الكواكبَ وهي سعدٌ كلها | بمناحسٍ من جده ومناكدِ |
جنتْ به الأطماعُ فاستغوى بها | يصبو إلى شيطانها المتماردِ |
خبرتهُ يبغى عمانَ وأهلها | فعرفت مصدره بجهل الواردِ |
لم ينجه والموتُ في حيزومه | ما ضمَّ من حفلٍ له ومحاشدِ |
جمحتْ به غرارة ٌ من حينه | قذفته في لهواتِ صلًّ زاردِ |
نسفتْ بأطراف الرماحِ جنودهُ | طوحَ السنابلِ عن شفارِ الحاصدِ |
من راكبٌ وفؤادهُ من صخرة ٍ | جوفاءَ أمَّ فواقرٍ وأوابدِ |
حدباءَ تسلك من عثار طريقها | حدباً ذواتِ نواقصٍ وزوائدِ |
فتظلّ طورا غي عنان سمائها | صعدا وطورا في الحضيض الهامدِ |
تختبُّ قامصة ً ولم تطأ الثرى | و تظلُّ لا في سبسبٍ وفدافدِ |
يظما بها الركبانُ وهي سوابحٌ | في غامرٍ تيارهُ متراكدِ |
شنعاءَ لو طرقَ الخيالُ بمثلها | عيني لما أطبقتُ مقلة َ راقدِ |
بلغْ وليتَ رسائلي تقتصها | شفتى وغائبيَ المؤخرَ شاهدي |
أو ليت قلبي كان قلبك أصمعاً | في أضلعٍ صمَّ العظامِ أجالدِ |
فأخوضَ بحرا من حميمٍ آجنٍ | يفضي إلى البحرِ الزلالِ الباردِ |
قلْ إن وصلتَ لناصر الدين استمع | فقراً تجمعُ كلَّ أنسٍ شاردِ |
يا خيرَ من حملتْ ظهورُ صواهلٍ | في الملك أو ضمتْ صدور وسائدِ |
و تعضبتْ بالنور فوق جبينه | عذبُ اللواء تحفُّ تاجَ العاقد |
أنا عبدُ نعمتك التي شكرتْ إذا | ما نعمة ٌ نيطت بآخرَ جاحدِ |
أغنيتني عن كلّ مذمومِ الجدا | ألقاه مضطرا بوجهٍ حامدِ |
و نفضتَ عن ظهري بفضلك ثقل ما | أوعيتُ من نوبٍ عليّ شدائدِ |
كان الزمانُ يسرُّ لي ضغنا فقد | أصلحتَ لي قلبَ الزمان الفاسد |
و حفظتَ في تكرما وتفضلا | ما أذكرتكَ قدائمي وتلائدي |
ذممٌ لو اعتمَ العداة ُ بمثلها | عقدوا بهنّ لديك خيرَ معاقدِ |
و من الذي يرعى سواك لنازح | عن لحظه نائي المحلّ مباعدِ |
متناقصِ الخطواتِ عنك ذكرتهُ | في سكرة الملكِ العظيم الزائدِ |
أوليتني في ابني ونفسي خيرَ ما | أوليتَ في ولدٍ شفاعة َ والدِ |
فلذاك كرَّ على مشقة ِ طرقهِ | و كررتُ أطلبُ من نداك عوائدي |
تعطى المنى ونعود نسألُ ثانيا | فتعود حبا للسماح العائدِ |
و تموتُ حاجتنا وينفدُ فقرنا | و سؤالنا ونداك ليس بنافدِ |
فاحكم بسنتك التي شرعَ الندى | لك شرعها حكمَ القديرِ الواحد |
كفلْ علاك بحاجتي واكفف يدي | عن كلّ جعد الكف جعد الساعدِ |
فالناسُ غيرك من تضيق مجالتي | فيه وتقتل بالمطالِ مواعدي |
صنْ عنهمُ شفتي ودعني واحدا | في الدهر أشربْ من قليبٍ واحدِ |
حاشا لمجدك أن تسددَ خلتي | بمشارك لك فيّ أو بمساعدِ |
و انصتْ لها غرراً لمدحك وحده | ينظمنَ بين قلائدٍ وفرائدِ |
من كلّ مخلوعٍ لصادقِ حسنها | فيها عذارُ العابدين لعابدِ |
عذراءَ مفضوضٍ لديك ختامها | ما كلُّ عذراءٍ تزفُّ بناهدِ |
تجلو عليك بيوتها ما أنشدتُ | حوراءَ ذات وشائح وقلائدِ |
كعقلية الحيّ الحلولِ تمشت ال | خيلاءَ بين وصائفٍ وولائدِ |
مما سبقتُ بخاطري أماتها | و حويتهُ برقايَ أو بمكايدي |
خضعَ الكلامُ لمعجزي في نظمها | فعنا لها من راكعٍ أو ساجدِ |
قد آمنَ الشعراءُ بعد فسوقهم | بدلائلي في فضلها وشواهدي |
و أطاع كلُّ منافق إن سره | أو ساءه وأقرَّ كلُّ معاندِ |
فاعطفْ لمهديها وحاملِ تربها | و احملْ له حقَّ السفير الرائدِ |
و ارددهُ عن عجلٍ كما عودته | برواجعٍ من نعمتيك ردائدِ |
و اشددْ يداً بالخافقين مملكا | عنقيهما من أتهمٍ ونجائدِ |
في دولة ٍ أختِ السعود وعزة ٍ | أمَّ النجوم وعمرِ ملكٍ خالدِ |