أنا وأنت ماذا لو رآنا رسول الله - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
جاء في سير أعلام النبلاء للذهبي: "روى عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، قال: كان الربيع بن خثيم إذا دخل على ابن مسعود لم يكن له إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد من صاحبه، فقال له ابن مسعود: يا أبا يزيد، لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين".سؤال: وأنا وأنت ماذا لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
أين نحن من كتاب الله؟!
طبق النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فكان سلوكه تطبيقاً عملياً كاملاً لكتاب الله.
قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، قالت: "كان خلقه القرآن" ( صحيح مسلم ).
وأنا وأنت..
ماذا طبقنا من كتاب الله؟! وهل خلقنا القرآن كما كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم، أم عكس القرآن، وعلى أي مسافة نحن من القرآن؟
وأين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أين نحن من تطبيق سنته وقد نهانا الله عن مخالفته قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور من الآية:63].
قال ابن كثير :
وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} أي: عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سبيله (ص:90 )، ومنهاجه وطريقته وسنته، وشريعته، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قبل، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله، كائنًا ما كان، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
أي: فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنًا أو ظاهرًا {أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} أي: في قلوبهم، من كفر أو نفاق أو بدعة {أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي: في الدنيا ، بقتل، أو حد، أو حبس، أو نحو ذلك..
فليزن كل منا نفسه على كتاب الله وسنة رسول الله، قبل أن يكون الموقف الأخير:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا، سُحْقًا، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي» (رواه البخاري :6212، ومسلم:2290).