هل عند عينيك على غربِ
مدة
قراءة القصيدة :
9 دقائق
.
هل عند عينيك على غربِ | غرامة ٌ بالعرض الخلبِ |
نعمْ . دموعٌ يكتسى تربهُ | منها قميصَ البلدِ المعشبِ |
ساربة ٌ تركبُ أردافها | معلقاتٌ بعدُ لم تسربِ |
ترضى بهنّ الدارُ سقياً وإن | قال لها نوءُ السماكِ اغضبني |
علامة أنيَ لم أنتكثْ | مرائرَ العهدِِ ولم أقضبِ |
يا سائقَ الأظعانِ لا صاغرا | عجْ عوجة ً ثمّ استقم واذهبِ |
دعِ المطايا تلتفتْ إنها | تلوبُ من جفني على مشربِ |
لا والذي إن شاء لم أعتذرْ | في حبه من حيث لم أذنبِ |
ما حدرتْ ريحُ الصبا بعده | لثامها عن نفسٍ طيبِ |
و لا حلا البذلُ ولا المنعُ لي | مذهوَ لم يرضَ ولم يغضبِ |
كم لي على البيضاء من دعوة ٍ | لولا اصطخابُ الحلي لم تحجبِ |
و حاجة ٍ لولا بقياتها | في النفس لم أطربْ ولم أرغبِ |
يا ماطلي بالدين ما ساءني | إليك تريدُ المواعيدِ بي |
إن كنتَ تقضي ثمّ لا نلتقي | فدم على المطلِ وعد واكذبِ |
سال دمي يومَ الحمى من يدٍ | لولا دمُ العشاقِ لم تخضبِ |
نبلُ رماة ِ الحيّ مطرورة ً | أرفقُ بي من أعينِ الربربِ |
يا عاذلي قد جاءك الحزمُ بي | أقادُ فاركبنيَ أو فاجنبِ |
قد سدّ شيبي ثغري في الهوى | فكيف قصى أثرَ المهربِ |
أفلحَ إلا قانصٌ غادة ً | مدّ بحبلِ الشعرِ الأشيبِ |
ما لبناتِ العشرِ والعشرِ في | جدّ بني الخمسين من ملعبِ |
شياتُ أفراسِ الهوى كلها | تحمدُ فيهنَّ سوى الأشهب |
أما تريني ضاوياًً عارياً | من ورقِ المتلحفِ المخصبِ |
محتجزاً أندبُ من أمسى َ ال | ماضي أخاً ماتَ ولم يعقبِ |
فلم يلثمْ ظبتيْ عاملي | ما حطمَ الساحبُ من أكعبي |
يوعدني الدهرُ بغدراتهِ | قعقعْ لغير الليثِ أو هبهبِ |
قد غمزتْ كفك في مروتي | فتحتَ أيَّ الغمزِ لم أصلبِ |
أمفزعي أنتَ بفوت الغنى | تلك يدُالطالي على الأجربِ |
دعّ ماءَ وجهي مالئاً حوضه | و كلّ سمينا نشبي واشربِ |
إن أغلبِ الحظَّ فلي عزمة ٌ | بالنفس لم تقمرْ ولم تغلبِ |
ذمَّ الأحاظي طالبٌ لم يجدْ | فكيف وجداني ولم أطلبِ |
آه على المالِ وما يجتنى | منهُ لو أنّ المالَ لم يوهبِ |
راخِ على الدنيا إذا عاسرتْ | و إن أتتْ مسمحة ً فاجذبِ |
و لا تعسفْ كدَّ أخلافها | فربما درت ولم تعصبِ |
هذا أوانُ استقبلتْ رشدها | بوقفة ِ المعتذرِ المعتبِ |
و ارتجعتْ ما ضلَّ من حلمها | من بين سرحِ الذائدِ المغربِ |
و ربما طالعَ وجهُ المنى | من شرفِ اليأسِ ولم يحسبِ |
قل لذوي الحاجاتِ مطرودة ً | و ابنِ السبيل الضيقِ المذهبِ |
و قاعدٍ يأكلُ من لحمهِ | تنزهاً عن خبثِ المكسبِ |
قد رفعت في بابلٍ راية ٌ | للمجدِ من يلقَ بها يغلبِ |
يصيحُ داعي النصرِ من تحتها | يا خيلَ محييُ الحسناتِ اركبي |
جاء بها اللهُ على فترة ٍ | بأية ٍ من يرها يعجبِ |
هاجمة ِ الإقبالِ لم تنتظرْ | بواسع الظنَّ ولم ترقبِ |
لم تألفِ الأبصارُ من قبلها | أن تطلعَ الشمسُ من المغربِ |
ردوا فقد زاركم البحرُ لم | يخض له الهولُ ولم يركبِ |
يشفُّ للأعين عن درة َّ ال | ثمينِ صافي مائه الأعذبِ |
فارتبعوا بعدَ مطالِ الحيا | و روضوا بعدَ الثرى المجدبِ |
قد عادَ في طيءٍ ندى حاتمٍ | و قامَ كعبٌ سيدّ الأكعبِ |
و عاش في غالبَ عمروُ العلا | يهشمُ في عامهم الملزبِ |
و ارتجعتْ قحطانُ ما بزها | من ذي الكلاعِ الدهرُ أو حوشبِ |
وردَّ بيتٌ في بني دارمٍ | زرارة ٌ من حولهِ محتبى |
كلّ كريمٍ أو فتى ً كاملٍ | و فاعلٍ أو قائلٍ معربِ |
فاليومَ شكُّ السمعِ قد زال في | أخباره بالمنظر الأقربِ |
إلى الوزير اعترقتْ نيها | كلُّ أمونٍ وعرة ِ المجذبِ |
تعطي الخشاشاتِ ليانا على | أنفٍ لها غضبانَ مستصعبِ |
مجنونة ُ الحلم وما سفهتْ | بالسوط خرقاءُ ولم تجنبِ |
ييأسُ فحلُ الشولِ من ضربها | لعزة ِ النفسِ ولم تكتبِ |
لو وطئتْ شوكَ القنا نابتاً | في طرق العلياءِ لم تنقبِ |
يخطُّ في الأرض لها منسمٌ | دامٍ متى يملِ السرى يكتبِ |
كأنَّ حاذيها على قاردٍ | أحمشَ مسنونِ القرا أحقبِ |
طامنَ في الرمل له قانصٌ | أعجفُ لم يحمض ولم يرطبِ |
ذو وفضة ٍ يشهدُ إخلاقها | بأنها عامينِ لم تنكبِ |
مهما تخللهُ بنياتها | من ودجٍ أو وركٍ يعطبِ |
فمرَّ لم يعطفْ على عانة ٍ | ذعراً ولم يرأمْ على تولبِ |
به خدوشٌ يتعجلنهُ | قدائمٌ من لاحقِ الأكلبِ |
بأيّ حسًّ ريعَ خيلتْ له | رنة ُ قوسٍ أو شبا مخلبِ |
يذرعُ أدراجَ الفيافي بها | كلُّ غريب الهمَّ والمطلبِ |
يرمي بها ليلُ جمادى إلى | يومٍ من الجوزاءِ معصوصبِ |
في عرض غبراءَ رياحية ٍ | عجماءَ لم تسمرَ ولم تنسبِ |
يشكلُ مشهورُ الركايا بها | على مصانيف القطا اللغبِ |
حتى أنيختْ وصدوعُ السرى | بالنومِ في الأجفانِ لم تشعبِ |
و شملة ُ الظلماءِ مكفورة ٌ | تحت رداء القمرِ المذهبِ |
إلى ظليلِ البيت رطبِ الثرى | عالي الأثافي حافلِ المحلبِ |
مختضب الجفنة ِ ضخم القرى | إذا يدُ الجازرِ لم تخضبِ |
ترفع بالمندلِ نيرانهُ | إذا إماءُ الحيَّ لم تحطبِ |
له مجاويفُ عماقٌ إذا | ما القدر لم توسع ولم ترحبِ |
كلّ ربوضٍ عنقها بارزٌ | مثلُ سنام الجملِ الأنصبِ |
تعجلها زحمة ُ ضيفانهِ | أن تتأنى حظبَ الملهبِ |
أبلج في كلّ دجى شبهة ٍ | لو سار فيها النجمُ لم تثقبِ |
موقر النادي ضحوك الندى | يلقاك بالمرغب والمرهبِ |
تلحظهُ الأبصارُ شزرا وإن | أكثرَ من أهلٍ ومن مرحبِ |
مرٌّ وإن أجدتك أخلاقهُ | شمائلَ الصهباءِ لم تقطبِ |
ينحطُّ عنه الناسُ من فضلهم | منحدرَ الردفِ عن المنكبِ |
أتعبهُ تغليسهُ في العلا | من طلبَ الراحة َ فليتعبِ |
من معشرٍ لم يهتبلْ عزهم | بغلطِ الحظَّ ولم يجلبِ |
و لا علا ابنٌ منهمُ طالعا | من شرفٍ إلا وراءَ الأبِ |
تسلقوا المجدَ وداسوا العلا | و طرقها يهماءُ لم تلحبِ |
و وافقوا الأيام فاستنزلوا | أبطالها في مقنبٍ مقنبِ |
قومٌ إذا أخلف عامُ الحيا | لم تختزلهم حيرة المسغبِ |
أو بسطَ اللهُ ربيعا لهم | لم يبطروا في سعة ِ المخصبِ |
سموا وأصبحتَ سماءً لهم | يطلعُ منها شرف المنسبِ |
زدتَ وما انحطوا ولكنها | إضاءة ُ البدرِ على الكوكبِ |
خلقتَ في الدنيا بلا مشبهٍ | أغربَ من عنقائها المغربِ |
لا يجلسُ الحلمُ ولا يركبُ ال | خوفُ ولم تجلس ولم تركبِ |
إن جنحَ الأعداء للسلم أو | تلاوذوا منك إلى مهربِ |
كتبتَ لو قلتَ فقال العدا | أعزلُ لم يطعنْ ولم يضربِ |
أو ركبوا البغي إلى غارة ٍ | طعنتَ حتى قيل لم يكتبِ |
فأنت ملءُ العين والقلب ما | تشاءُ في الدستِ وفي الموكبِ |
و ربَّ طاوٍ غلة ً بائتٍ | من جانب الشرّ على مرقبِ |
ينظرُ من أيامه دولة ً | بقلم الأقدارِ لم تكتبِ |
راعته من كيدك تحت الدجى | دبابة ٌ أدهى من العقربِ |
فقام عنها باذلا بسلة َ ال | راقي ولم يرقَ ولم يسلبِ |
بك اشتفى الفضلُ وأبناؤه | بعد عموم السقم المنصبِ |
و التقم الملكُ هدى نهجهِ | و كان يمشي مشية الأنكبِ |
وزارة ٌ قلبها شوقها | منك إلى حولها القلبِ |
جاءتك لم توسعِ لها مرغبا | وليها المهرَ ولم تخطبِ |
كم أجهضتْ قبلكَ من عدهم | لها شهورَ الحاملِ المقربِ |
و ولدتْ وهي كأنْ لم تلدِ | أمٌّ إذا ما هي لم تنجبِ |
قمتَ بمعناها وكم جالسٍ | تكفيه منها سمة ُ المنصبِ |
و هي التي إن لم يقدْ رأسها | بمحصداتِ الصبر لم تصحبِ |
مزلقة ٌ راكبُ سيسائها | راكبُ ظهرِ الأسدِ الأغلبِ |
راحتْ على عطفك أثوابها | طاهرة َ المرفع والمسحبِ |
فتحتَ في مبهمِ تدبيرها | تنفسَ البلجة ِ في الغيهبِ |
و ارتجعتْ منك رجالاتها | كلَّ مطيلٍ في الندى مرغبِ |
ردَّ بنو يحيى و سهيل لها | و الطاهريون بنو مصعبِ |
فاضرب عليها بيتَ ثاوٍ بها | قبلك لم يعمدْ ولم يطنبِ |
و استخدم الأقدارَ في ضبطها | و استشر الإقبالَ واستصحبِ |
و امددْ على الدنيا وجهلاتها | ظلالَ حلمٍ لك لم يعزبِ |
و اطلعُ على النيروزِ شمسا إذا | ساقَ الغروبُ الشمسَ لم تغربِ |
تفضلُ ما كرَّ سني عمرهِ | بملء كفَّ الحاسبِ المطنبِ |
يومٌ من الفرسِ أتى وافداً | فقالت العربُ له قربِ |
بات من الإحسانِ في داركم | و هو غريبٌ غيرَ مستغربِ |
لو شاء من ينسب لم يعزهُ | لغيركم عيدا ولم ينسبِ |
و اسمع لمغلوب على حظه | لو أنك الناصرُ لم يغلبِ |
موحدٍ لم يشكُ من دهره | و أهلهِ إلا إلى مذنبِ |
أقصاه عند الناس إدلاؤه | من فضله بالنسب الأقربِ |
لو قيض إنصافك قدما له | عزَّ فلم يقصَ ولم يقصبِ |
عندك من برقي لماعة ٌ | سابقة ٌ تشهدُ للغيبِ |
منثورها ذاك ومنظومها | هذا كلا الدرين لم يثقبِ |
ما زلتُ أرجوك ومن آيتى | أنَّ رجائي فيك لم يكذبِ |
لم يبقَ لي بعدك عتبٌ على | خظًّ ولا فقرٌ إلى مطلبِ |
فاغرسْ ونوهْ منعما واصطنع | ترضَ مضاءَ الصارمِ المقضبِ |
و غر على رقيَ من خاملٍ | لملكِ مثلي غيرِ مستوجبِ |
كم أحمدتْ قبلكَ عنقي يدٌ | لكنها سامتْ ولم تضرب |
و لدنة ِ الأعطافِ لم تعتسفْ | بالكلمِ المرَّ ولم تتعبِ |
من الحلالِ العفوِ لم تستلبْ | بغارة ِ الشعرِ ولم تنهبِ |
دمُ الكرى المهراقِ فيها على | سامعها إن هو لم يطربِ |
جاءك معناها وألفاظها | في الحسنِ بالأسهلِ والأصعبِ |
أفصحُ ما قيلَ ولكنها | فصاحة ٌ تهدى إلى يعربِ |