أزائرة ٌ كما زعم الخيالُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أزائرة ٌ كما زعم الخيالُ | أم الأحلامُ أصدقُها المحالُ |
أعلّل عنكِ قلباً ضاق حتى | غدا ما للمنى فيه مجالُ |
إذا عاداتُ هجرِك آيستني | رجوتُ وقلتُ يعقبها الوصالُ |
أشمسَ الركب يومَ أنرتِ فيه | أليس الشمس كانت لا تُنالُ |
غريمك يومَ وعدِك ليس يُقضى | وعثرة ُ يومِ حبِّكِ لا تقالُ |
هنيئاً للعواذل منكِ قلبٌ | يقلَّب كيفما شاؤا وقالوا |
أروكِ جفاى فاستشعرتِ حلاًّ | وفيه دمى وغير دمى الحلالُ |
وجسَّركِ الجمالُ على التجنّي | ألا يا قبحَ ما صنع الجمالُ |
وإنى للصبورُ عل خليلي | وإن أزرى بخلّته الملالُ |
وأرجع حين تختلف الليالي | ويصبح ماءُ قوم وهو آلُ |
إلى وزرٍ أحطُّ به ثقالا | من الآمال وهو لها مآلُ |
رضينا والعداة ُ لها غضابٌ | سجايا فيكَ أعطاك الكمالُ |
سكوتكَ حين بعضُ النطق عيٌّ | وقولك حين فصلٌ ما يقالُ |
وأكسبك الغنى فغنيتَ منها | أصولٌ لا تُعدّ ُولا تطالُ |
إذا اختلفَ الجدودَ فظِلتَ يوماً | تعدُّهم استوى عمٌّ وخالُ |
من النجباء يرضى السلمُ منهم | نفوساً ليس يأباها القتالُ |
قلوبٌ في سروجهمُ خفافٌ | صدورٌ في مجالسهم ثقالُ |
نموك فأشبه الضّرغامَ شبلٌ | وقايست اليدَ اليمنى الشِّمالُ |
وكنتَ ابناً لوالده معيناً | وبعضهمُ لوالده عيالُ |
ولمّا لم تخبْ فيك الأماني | رمى بك حيثُ لم تنبُ النصالُ |
وآنس منك يوم برقتَ غيثاً | دموعُ سحابهِ أبدا سجالُ |
شمائلُ طاب مغرسِها فطابت | كما هبَّت على الروض الشَّمالُ |
أعرني عنده عُمِّرتَ جاها | تقدِّمه فبعضُ الجاهِ مالُ |
وما أرضى لساناً دون قلبٍ | وهل يكفي من السيف الصِّقالُ |
ووفِّ اليوم عن قومٍ أحالوا | بسنَّته علينا واستحالوا |
حقوقا لم يضيِّعها كريمٌ | ولم يكذبْ لها في اليمن فالُ |
وعش ما شئت يغنيك الثناء ال | ذي يُحيي ويُفقرك السؤالُ |