انظرْ معي فهي نظرة ٌ أممُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
انظرْ معي فهي نظرة ٌ أممُ | أعلمُ السفحِ ذلكَ العلمُ |
أنت برئ مما تشبِّهُ ال | عينُ وطرفي بالدمع متَّهمُ |
يطربني اليوم للمنازل ما | أسأر عندي أيّامها القدمُ |
ويطَّبيني على فصاحة ِ شك | واي إليها ربوعها العجمُ |
عليّ يا دار جهدُ عيني وما | عليّ عارٌ أن تبخلَ الدِّيمُ |
لكِ الرضا من جمام أدمعها | وذمُّها إن سقى ثراكِ دمُ |
أما وعهدِ الغادين عنك وأش | جانٍ بواقٍ لي فيكِ بعدهمُ |
وما أطال الصِّبا وأعرضَ من | عيشٍ كأن اختلاسه حلمُ |
وسرَّ حبٍّ قد سار عندك في | أمانة ِ التُّرب وهو منكتمُ |
ما كان ما قاله المسرُّون عن | ريم وعنّى إلا كما زعموا |
هل هو إلا أن قيل جنَّ بها | نعم على كلّ ما جنتْ نعمُ |
كفى بلوم العذّال أنهمُ | عابوا فقالوا بضدّ ما علموا |
وأنّ شقّ العصا لهمْ ولها | طاعة ُ قلبي تقضي وتحتكمُ |
ليت الذي لام في الغرام بها | مكانَ داست من نعلها القدمُ |
آهِ لبرقٍ بجنبِ كاظمة ٍ | هبَّ فقالوا هيفاءُ تبتسمُ |
وطارق زار يركب الشُّقَّة ال | طولى وليلي بحاجر فحمُ |
يستكتم الليلَ وجههُ وسرى ال | أقمارِ مما لا تكتمُ الظُّلمُ |
فكان منّى مكانَ يرتقبُ ال | خليعُ تحت الدجى ويحتشمُ |
بتنا وأطواقنا يدٌ ويدٌ | ورسلُ أشواقنا فمٌ وفمُ |
يلفُّني الغصنُ أو تضاجعني ال | دُّمية ُ أجني طورا وألتزمُ |
حتى إذا الفجرُ كان خيطين أو | كادت عقودُ الجوزاء تنفصمُ |
غارت على أختها الغزالة ُ فاس | تيقظتُ لا بانة ٌ ولا صنمُ |
عادٌ من الدهرِ مرَّة ً إن وفا | خانَ وإنْ منَّ عادَ ينتقمُ |
ما أشبه الناسَ بالزمان وما | أقلَّ فرقا بالغدر بينهمُ |
كنتُ ألوم الإخوان شيئا إذا ال | تاثوا وأشكوهمُ إذا صرموا |
وأحسب البخل والسماحة ُ لي | غاية َ ما العقوق عندهمُ |
فاليوم لثمى في ظهر كلّ يدٍ | ليس دمي من بنانها العنمُ |
يا دينَ قلبي من مالكين له | بالودّ حلفُ الشقاء عبدهمُ |
يحفظهم خائنين عهدي ودا | نين وفي وجدهم وإن عدموا |
وهم جفاءً عليّ أفئدة ٌ | صخرٌ وجورٌ صرفٌ إذا قسموا |
لا نوبُ الدهرِ حينَ تطرقهم | تنصفني منهم ولا النِّعمُ |
عندهم الغدرُ بي على القلِّ وال | كثر وعندي الوفاءُ والكرمُ |
لي بعضهم غيرَ خالصٍ ولمن | دامجهم خالصين كلُّهمُ |
بين فؤادي فيهم وبين فمي | شواجرٌ في الحفاظ تختصمُ |
فالقلبُ فيهم خالٍ من الذمّ وال | يعتبُ عليهم فيَّ يزدحمُ |
يا ربِّ هب لي يقظانَ منهم إذا | ناموا وعدلا في الود إن ظلموا |
واسمح لنفسي بحفظ نفسابن أ | يُّوبَ فما ذاك في الإخاء همُ |
أبلج خاضت بي الدجى غرّة ٌ | منه وداست بيَ العلا قدمُ |
برٌّ وحظّي المقسومُ لي من بني | أمّى عقوقٌ ومن أبي يُتمُ |
فاستنصرته ليَ العلا فوفتْ | كفٌّ يمينٌ وصارمٌ خذمُ |
وقام دوني لا عامل الرمح مر | دود ولا السابريّ منحطمُ |
تأبى له نفسه وطينته | أن يتقاضى أو تخفرَ الذِّممُ |
وشيمة ٌ حرة مضى معها | والمرءُ حيث ارتمت به الشيمُ |
لا طائش الحلم إن هفا الطيشُ بال | نَّاس ولا ضيِّقٌ إذا برموا |
من معشر يشكرون إن رزقوا | أو يحسنون الظنونَ إن حرموا |
قروم دنيا يغشون شدّتها | مساكنا لا تلينها القحمُ |
كل عتيق البزول ملتحم ال | جلبة ِ تعيا برأسهِ الخطُمُ |
لا يملك الرحلُ أكلَ غاربهِ | ولا يعفِّي أوبارهُ الجلمُ |
شادوا على مجدهم بيوتهمُ | وما بنى المجدُ ليس ينهدمُ |
لا عطِّلتْ منك سبلُ سؤددهم | تنهجُ آثارها وتلتقمُ |
ولا عدمتَ الفضلَ الذي شهدتْ | لك العلا فيه أنك ابنهمُ |
واستقبلتك الأيّام تجبرُ من | جراحها سالفا وتلتحمُ |
تسفر عن أوجه السعود التي | كانت حياءً بالأمس تلتثمُ |
يشفعُ في ذنبها إلى عفوك النَّ | يروز فاصفح وإن طغى الجرمُ |
فاقبل ضماني فإنها لك بع | د اليوم فيما ترومُه خدَمُ |
واسمع على الاختصار طارقة ً | لها طوالا سوالفٌ قُدُمُ |
أخَّرها الدهرُ عن بلوغ مدا | هنَّ وهمٌّ ماتت له الهممُ |
ونوبٌ تلجمِ الفؤادَ إذا ال | ألسن كفَّتْ غروبها اللجمُ |
والقولُ يُجنى من القلوب فإن | غاضَ دمُ القلبِ صوَّحَ الكِلمُ |