سألتْ ظبية ُ ما هذا النحولُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
سألتْ ظبية ُ ما هذا النحولُ | أسقامٌ باحَ أم همٌّ دخيلُ |
أين ذاك الظاهرُ المالئ لل | عين والمخترطُ الرطبُ الصقيلُ |
أهلالا بعد ما أقمر لي | أم قضيبا ومشى فيه الذبولُ |
أنتِ والأيامُ ما أنكرته | وبلاءُ المرء يومٌ أو خليلُ |
قتلتني وانبرت تسأل بي | أيها الناسُ لمن هذا القتيلُ |
أشرُ الحسنِ وجنِّيُّ الصِّبا | شدَّ ما طاحت دماءٌ وعقولُ |
أنا ذا لحمى أطعمتُ الهوى | فهيَ نفسي فوق أظفاري تسيلُ |
حكمَ اللهُ على والي دمي | ولعيني ولقلبي ما أقولُ |
وشى الواشي وفي تأميله | سفها أنِّي مع الغدر أميلُ |
لُمْ وقلْ إني عدوّ كاشحٌ | ذابَ غيظا لا تقل إني عذولُ |
لك ما رابك مني إنما | لمتَ في نفسي فهل منها بديلُ |
وعلى الخيفِ أخٌ غيرك لي | يثمرُ الخلَّة َ حلواً ويحيلُ |
شأنُ قلبينا إذا جدَّ الهوى | شأنُ قلبٍ وسبيلانا سبيلُ |
نمتَ عنِّي ولديه لوعة ٌ | يعرض الليلُ عليها ويطولُ |
وعسى الأيام أن تبدلهُ | صبغة ً تنصلُ أو لونا يحولُ |
طبنَ والأزمانُ في إبّانها | آية ً والناسُ والدهرُ شكولُ |
ردْ دنئ الورد أو متْ ظامئا | غيرُ شربيك الذي يرضى الغليلُ |
واسأل الملحة واراها القذى | أين ذاك البابليّ السلسبيلُ |
طيرَ بالودّ كما طار السَّفا | وعفا المجدُ كما تعفو الطلولُ |
كنتُ أبكي قلَّة الناس فمن | لمناي اليومَ لو دام القليلُ |
وأراني غدرُ من يألفني | أنه خيرُ خليليَّ الملولُ |
ليت بالمولى الذي يظلمني | عارفا بي منصفي وهو جهولُ |
أحملُ الطودَ وأعيا جلدي | اللسانُ السمحُ والكفُّ البخيلُ |
قيل صبرا وانتظر إسفارها | يقبلُ المعرض أو يقضي المطولُ |
قلتُ لم أجزع ولكن خطَّة ٌ | قبحَ الصبرُ لها وهو جميلُ |
خوَّفتني أن تجشَّمتُ الردى | قلتُ عيشي إنما الموتُ الخمولُ |
يا بني دهري دهاني عندكم | هممٌ تعلو وحاجاتٌ نزولُ |
خفِّفوا عن منكبي حملَ العلا | إنّ ما بينكمُ عبءٌ ثقيلُ |
قد غبنتُ الفضلَ يوم ابتعته | فأقيلوني إني مستقيلُ |
هل على بابِ الأحاظي آذنٌ | أم ألى جارى المقاديرِ رسولُ |
فيرى منّى ومنها ساعة ً | ظالمٌ يسمعُ أو شاكٍ يقولُ |
يا بنيأيّوبَ حسبي بكمُ | أنتم الحاجة ُ والناس الفضولُ |
علِّلوني ببقاءِ مجدكمْ | إنما يلتمس البرءَ العليلُ |
أنكرتني عن تقالٍ أسرتي | وتناءى الأهلُ عنّى والقبيلُ |
ورمتني بيدِ الضيمِ على | ظهر تيهاءَ يصاديها الدليلُ |
ولديكم مألفٌ معتلقٌ | بي وبشرٌ لا يغطَّى وقبولُ |
وعهودٌ جددٌ مرعيَّة ٌ | وعهودُ الناس أخلاقٌ سمولُ |
كلّما أسحلَ ودّاً قدمٌ | عادَ حبلٌ مبرمٌ منها فتيلُ |
بأبي طالبَ طالتْ نبعة ٌ | عقَّها الماءُ فقالوا لا تطولُ |
ربَّها بالجود حتى ساقها | شططُ الحاضن والفئ الظليلُ |
الفتى كلُّ الفتى تخبرهُ | يوم يقسو البرُّ أو يجفو الوصولُ |
وتخون العينُ غدرا أختها | ويدقُّ الرأيُّ والخطبُ جليلُ |
من رجالٍ صان أعراضهمُ | زلقٌ بالعارِ عنها وزليلُ |
منعوها بالندى أن تختلى | وهي إن طيفَ بها مرعى ً وبيلُ |
أبهمَ الناسُ ولاحت أنجما | غررُ السؤدد فيها والحجولُ |
كلُّ آباءٍ له ما احتكم ال | شرفُ الفارعُ والبيتُ الأصيلُ |
بكَ قامتْ للنّدى مسكته | وهو لولا الرمقُ النِّضوُ القتيلُ |
ومشى الفضلُ الذي آويتهُ | رافلا في العزّ والفضلُ دليلُ |
فابقَ للمجدِ الذي منك بدا | وإلى مغناك يُفضى ويؤولُ |
وارتبط ناتجَ ما ألقحتهُ | كلَّ جرداءَ لها شوطٌ طويلُ |
تطرحُ الريحَ على أعقابها | وتردُّ البرقَ والبرقُ كليلُ |
دارها الأرضُ إذا ما اندفعتْ | بعيابِ الشكرِ تسري وتجولُ |
كلّما طامنَ منها كفلٌ | مردفٌ أشرفَ هادٍ وتليلُ |
فهي إمّا قيِّدتْ أو أطلقتْ | أطربَ السمعَ صليلٌ وصهيلُ |
ولها إن لم تكن من لاحقٍ | أمّهاتٌ منجباتٌ وفحولُ |
من بنات الفكر يغذوها الحجا | مرضعاتٍ وتربِّيها العقولُ |
يقسم الرُّوَّاضُ أن قد كرمتْ | فارتبطها هكذا تبلى الخيولُ |
يجنبُ النَّيروزُ منها تحفة ً | ما لها في تحفِ الدنيا عديلُ |