لمنَ الطلولُ تراقصتْ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
لمنَ الطلولُ تراقصتْ | نجوى حشاك قفارها |
قفرٌ نبا بك ودها | و تعلقتك ديارها |
إن كنتَ أعينها عدم | تَ فهذه آثارها |
دمنٌ كمسحبة الأزم | ة ِ مسحلا إمرارها |
ماتت حقائقها وخل | دَ زورها ومعارها |
و امتدَّ ليلُ السافيا | تِ بجوها ونهارها |
عندي لها إن أجدبتْ | وَ كافة ٌ تمتارها |
أنستْ بإسبال الدمو | عِ كأنها أشفارها |
و نعم بكيت فهل تب | لك سائلا أخبارها |
واهاً لها من حاجة ٍ | لو قضيتْ أوطارها |
يا دارُ تربكِ والهج | يرُ وأضلعي وأوراها |
حفظا برملة َ إن أل | طَّ بذمة ٍ غدارها |
لا ضاع ما بيني وبي | نكِ عهدها وذمارها |
خلتِ الليالي من بدو | ركِ تمها وسرارها |
حتى كأنّ معيشة ً | لم يحلُ فيكِ مرارها |
و مآربا برباكِ ما اس | ترختْ لنا أستارها |
إذ كلُّ ذي هدفين في | ك كناسها وصوارها |
و مسائح الأيام بق | لٌ أخضرٌ وعذارها |
و جهيرة في الحسن تك | تمُ في الهوى أسرارها |
كثرت ضرائرها وق | لَّ بذلك استضرارها |
بلهاء يرتبطُ الحلي | مَ من الرجال إسارها |
خبثت أحاديث الوشا | ة ِ بها وطاب إزارها |
خلقتْ معطرة ً فحي | بَ كاسدا عطارها |
و تكرتْ ألفاظها | فثنى اللثامَ خمارها |
يا صاحبي والعينُ تغ | نمُ أو يظنَّ عرارها |
و الليلة الطولي يخ | وَّضُ بالجفون غمارها |
طرقتْ زميلة ُ تجتلى | ظلمَ اللوى أنوارها |
و على الرحال مملمو | نَ وسادهم أكوارها |
في ليلهٍ لم ينثُ غ | يرَ حديثها سمارها |
عجبا لها نفضتْ إل | يَّ سحيقة ً أقطارها |
بالغوطتين جبالها | و ببطن وجوة َ دارها |
باتت تعاطيني بنح | لة َ نحلة ٌ أشتارها |
و تبسمت عن برقة ٍ | عسلُ الرضابِ قطارها |
جمدَ الحيا برداً بها | و جرتْ يذوبُ عقارها |
لم يألُ ناظمُ عقدها | نصحا ولا خمارها |
طرقتْ بسهلٍ والمسا | لكُ صعبة ٌ أخطارها |
حلبَ البكية ثم ج | دَّ من الصباحِ نفارها |
فإذا يدي لم تعتلقْ | بسوى المنى أظفارها |
و لقد رفعتُ طلائحا | جردُ البطون قصارها |
ضاقت مباركها وجا | لت فوقها أستارها |
نجدا تغربُ والهوى | يمحجرٍ أمارها |
و على الربيئة أشعثٌ | سدٌّ عليه غبارها |
ذو شملة ٍ سملٍ يخا | لطُ جلدهُ أطمارها |
طابتْ له صحراءُ صا | رة َ أثلها وعرارها |
يرعى قلائصَ تنتقى َ | و حصى الأبيرقِ دارها |
إن ما طلته بغزرها | نهضت بهِ أعيارها |
نظر الربيعَ بجهدٍ | لبقوله أوتارها |
يا راعيَ البكراتَ ما | نجدٌ وما أخبارها |
أوقدْ بذي السمراتِ لي | فقد استغمَّ منارها |
و لو أنها بضلوعيَ ال | عوجاءِ تذكى نارها |
إن ينتقضْ كرُّ الخطو | بِ قواي واستمرارها |
و يردني نقدُ العيو | نِ تصادفتْ أبصارها |
و تقومُ لي بيديْ مشي | بِ مفارقي أعذارها |
فلربَّ نضرة ِ عيشة ٍ | لي صفوها ونضارها |
و عزيبة ٍ من لذة ٍ | راحتْ عليَّ عشارها |
و قضية ٍ في الحبَّ لم | يمللْ عليَّ خيارها |
و صقيلة ِ الأنيابِ تش | ربُ حلوة ً أسآرها |
تقع الأماني دون ما | تثنى بهِ أسحارها |
باتت وذكري طيبا | دونَ الفراشِ شعارها |
عرجتُ عنها معرضا | و قد استقام مزارها |
و سلافة ٍ كدمِ الغزا | ل تخال مسكاً فارها |
مما أعانَ عليه طي | بة َ بابلٍ أنهارها |
غالي بها السابونَ وأف | تقدَ البدورَ تجارها |
في بيتِ نصرانية ٍ | باسم المسيح عيارها |
وَكتِ القرافَ بحجرها | و وكاؤها زنارها |
ما كستُ كفَّ مديرها | و على هواي مدارها |
لما حلتْ رشفاتها | لم تحلُ لي أوزارها |
و سوايَ واثبُ لذة ٍ | تفنى َ ويبقى َ عارها |
ما للرجال ترومُ أش | واطيَ الطوالَ قصارها |
أحفيتُ رسغَ جيادها | و تنوءَ بي أعيادها |
سل ناخسا إبلي بأ | يَّ تدنس عوارها |
و حمى بني عبد الرحي | م يحوطها وجوارها |
فإذا ذراهم بزلها | مرحولة وبكارها |
أهونْ بباغي ضيمها | يوما وهم أنصارها |
و الهضبة ُ الملساءُ تم | نعُ أن يداسَ خبارها |
و الدوحة ُ العيناءُ تح | لو للجناة ِ ثمارها |
ما بات يفقرها الندى | إلا وثمَّ يسارها |
لولا تقي سؤالها | لاستهونتْ أعمارها |
حلماء والكلمُ القوا | ذعُ مغضبٌ عوارها |
مغامرون إذا الكما | ة ُ تواكتْ أغمارها |
عربُ الأكفَّ نمتهمُ | من فارسٍ أحرارها |
سالت أناملهم وشا | لت أنفسٌ ونجارها |
فجاكَ آفاقُ المعا | لي منهمُ وبحارها |
طاروا بمجدهمُ وقص | ر بالنجوم مطارها |
ركبَ الصعابَ من ابنهم | ركاضها مغوارها |
و حمى حقيقة َ مجدهم | سلسُ القناة ِ ممارها |
لا تستباحُ مصونة ٌ | و أبو المعالي جارها |
يقظانُ أسهره إذا | ذكرَ العيوبَ حذارها |
قلقُ العزيمة ِ إن حمى | صغرَ النفوسِ قرارها |
حمالُ ألوية ِ السيا | دة ِ ثبتها صبارها |
سبقَ الكهولَ وسنه | ما استذرعتْ أشبارها |
و جرى فقدمه على | أقرانهِ إفرارها |
عجبوا وقد لفَّ الجيا | دَ إلى المدى مضمارها |
أنّ القوارحَ أخرتْ | و تقدمتْ أمهارها |
لا تعجبنَّ فإنه | امضى النصولِ طرارها |
أعلى الكواكبِ في المنا | زلِ والعيونِ صغارها |
هي دوحة ُ المجدِ التي | لا يخلفُ استثمارها |
غدت الرياسُ معصما | فيها وأنتَ سوارها |
هي خيرُ أهلِ زمانها | بيتا وأنتَ خيارها |
إن السماء إذا سرتْ | معدودة ً أنوارها |
كثرتْ كواكبها ولي | سَ كثيرة ً أقمارها |
بك عمّ ودقُ سحابها | جودا وتمّ فخارها |
و تشبثتْ غيظا بأع | ناقِ العداة شفارها |
قادحتها بمحاسنٍ | ما أصلدتْ أيسارها |
و خلائقٍ ملكَ الهوى | لك باقيا سحارها |
شقتْ قلوبَ الحاسدين | و ما يشقُّ غبارها |
كم من يدٍ لك كالغما | م وكالسحابِ غزارها |
تروى بها حاي ويدُ | ركُ من زماني ثارها |
و حصينة ٍ من حسن رأ | يك لا يقصُّ صدارها |
تضفو عليَّ ذيولها | و تضمني أزرارها |
و لطيفة ٍ باتت وقد | حفى الندى آثارها |
أعيتْ إصابتها وإنْ | لم يعيني إكثارها |
و الأعطياتُ جمالها ال | مشكورُ لا أقدارها |
ففداك معطٍ يبذلُ الن | عمى َ ولا يختارها |
و وقتك ريبَ الدهر أي | دٍ عرفها إنكارها |
دينارُ جودكِ أو ودا | دك لي ولا قنطارها |
و استأنفت لك عونها | ما أسلفتْ أبكارها |
تطوي البلاد ولم ترمْ | فقطينها سفارها |
من كلّ طائرة ِ الشعا | عِ إذا استطار شرارها |
تصلُ الكبيرَ ولا يخا | ف ملالة ً زوارها |
عذراء يخلع في هوا | ك مع العفاف عذارها |
في أيّ بيتٍ شئتَ من | ها قلتَ ذا سيارها |
سعتِ القوافي خلفها | و عنا لها جبارها |
لو ما تقدم عصرها | و ترددتْ أدوارها |
ودتْ فحولُ الجاهل | ية ِ أنها أشعارها |
لو أنصفتْ فوق الطرو | سِ لأذهبتْ أعشارها |
في كلّ يومِ هدية ٍ | مستحسنٌ تكرارها |
يروى لكم بفم التها | نئ صفوها وخيارها |