عنوان الفتوى : من أسباب عدم التوفيق في الحياة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السؤال

أنا شخص أعاني من عدم التوفيق في حياتي بشكل مبالغ فيه، أنا شاب كأي شاب، أميل، وأخطئ، وأتوب، وأرجو من الله الثبات على أقوم طريق.
كلما أتقدم إلى وظيفة، ويكاد يكون الأمر منتهيا، ويتم الاتفاق على الراتب، والأوراق المطلوبة، ثم أتصل لأسأل عن ميعاد القدوم للوظيفة بعد الانتهاء من مسوغات التعيين، فلا أجد ردا، وأحيانا كثيرة أجد ما يمنع من التوظيف لديهم، وهكذا بشكل متكرر في التوظيف، أو أيِّ شيء يتعلق بسعة الرزق عن طريق القيام بمشروع. علما بأن لديَّ كل المؤهلات، والصفات المطلوبه للوظيفة المتقدم لها.
وهذا ما أجده في الخطوبة أيضا. أنا شاب وسيم، وسمعة بيتي، وسمعتي حسنة بفضل الله، وأعمل في وظيفة بأجر قليل جدا لحفظ ماء وجهي، ولأستطيع التقدم للخطبة.
تقدمت للخطبة أربع مرات، وتبدأ بالموافقة، ثم لا يتم الأمر، ومرة خطبت لمدة يوم، وتمت قراءة الفاتحة يوم الخميس، ثم أرسلت إلينا الشبكة يوم السبت مباشرة، بدون إبداء أي سبب، سوى أن البنت وجدت نفسها تبكي، ومخنوقة، ولم أكن أعرفها مسبقا، ولم أتكلم معها إلا في الرؤية الشرعية.
أعتذر عن الإطالة، ولكن لا أفهم ماذا يحدث معي، وقال لي أكثر من شخص أنه يوجد شيء ما يعطل لك حياتك، بدون ما أخبرهم، لكنهم يرون سعيي الدؤوب، ومع ذلك لا أصل لأية نتيجة.
أتمنى من سيادتكم التفضل والتكرم بالرد عليَّ في أسرع وقت. وشكرا جزيلا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويفرج همّك، ويجعل لك من أمرك يسرا.

ثم اعلم أنّ كل ما يحصل لك فهو بقدر من أقدار الله التي يجريها بحكمته البالغة، ورحمته الواسعة، وأنّ الله قد يصرف عنك شيئا عاجلاً، ويدخر لك خيرًا منه، فهو سبحانه أعلم بمصالح العبد من نفسه، وأرحم به من أبيه وأمه. قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216].

قال ابن القيم –رحمه الله-: والعبد لجهله بمصالح نفسه، وجهله بكرم ربه، وحكمته، ولطفه؛ لا يعرف التفاوت بين ما منع منه، وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل، وإن كان دنيئا، وبقلة الرغبة في الآجل، وإن كان عليّا. انتهى.

ومع ذلك فإنه إذا نزلت بالعبد بلية، أو شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فعليه أن يتهمّ نفسه، ويجدّد التوبة إلى الله، فإنّه كما قيل :لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة. ففي صحيح مسلم عن أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: ... يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.

قال ابن رجب الحنبلي –رحمه الله- في جامع العلوم والحكم: فَالْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ. انتهى.

وقال ابن القيم -رحمه الله- في الجواب الكافي: ومن عقوبات الذنوب إنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة الا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب. انتهى.

فبادر بتجديد التوبة العامة الشاملة من كل الذنوب الباطنة والظاهرة، واستعن بالله على الاجتهاد في الأعمال الصالحة، وأكثر من الاستغفار، وحصّن نفسك بالمحافظة على الأذكار المسنونة والرقى المشروعة من العين ونحوها، المبينة في الفتويين: 2244، 10981.

وأحسن ظنّك بربك، وأكثر من دعائه، فإنّه قريب مجيب.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
الإيمان بالقضاء والقدر يخفف ألم المصائب
وصايا لمن تأخر زواجه وتتوق نفسه إليه
هل حدوث معوقات لأمر ما يدل على أنه غير مُقَدَّر؟
أسباب سعة الرزق
سعة الرزق وضيقه من أقدار الله تعالى
علاج من أحب فتاة وخطبها غيره، ودخل في حزن عميق
استمرار الحزن على الإخوة لا يتسبب في موت بقيتهم، لكنه لا يُجدي نفعا ولا يرد قضاء
الخوف من كورونا.. رؤية شرعية
لن يموت أحد من الخلق حتى يستوفي رزقه الذي كتبه الله له
وقوع المعصية من جملة أقدار الله
الفرق بين القدر والنصيب
وسوسة إبليس لآدم عليه السلام وعمله بمقتضاها كلاهما بقدر الله
علاج المصابة بالحزن لعدم وجود أخت لها
ما يقع بقدر الله لا يتنافى مع سبب تقصير العبد
الخوف من كورونا.. رؤية شرعية
لن يموت أحد من الخلق حتى يستوفي رزقه الذي كتبه الله له
وقوع المعصية من جملة أقدار الله
الفرق بين القدر والنصيب
وسوسة إبليس لآدم عليه السلام وعمله بمقتضاها كلاهما بقدر الله
علاج المصابة بالحزن لعدم وجود أخت لها
ما يقع بقدر الله لا يتنافى مع سبب تقصير العبد