أرشيف المقالات

مَن بايَع حاكمًا؛ لغير إقامة الدين - أبو فهر المسلم

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
عقوبة مَن بايَع حاكمًا؛ لغير إقامة الدين، وتطبيق الشريعة :
بوَّب البخاري ُّ رحمه الله، في صحيحه؛ باب: مَن بايع رجلًا لا يُبايُعه إلا للدُّنيا، ثم ساق حديثَ أبي هريرة رضي
الله عنه، عن نبيِّنا عليه السلام، قال: «ثلاثةٌ لا يُكلِّمهم الله، ولا يَنظر إليهم، ولا يُزكِّيهم، ولهم عذابٌ أليم» ؛ وذكر
منهم: «ورجلٌ بايَع رجلًا لا يُبايُعه إلا للدُّنيا».
( صحيح البخاري ؛ برقم:2672).
قال ابنُ حجر رحمه الله، في الفتح: "والأصلُ في مُبايعة الإمام؛ أن يُبايعه على أن يَعمل بالحقِّ، ويُقيم الحُدود،
ويأمر بالمعروف، ويَنهى عن المُنكر، فمَن جعل مُبايعَته؛ لمالٍ يُعطاه، دون مُلاحظة المَقصود في الأصل؛ فقد
خسِر خسرانًا مبينًا، ودخل في الوعيد المَذكور، وحاقَ بِه إن لم يَتجاوز اللهُ عنه".
وقال ابنُ المُلقِّن رحمه الله، في التوضيح: "فهذا لا حظَّ له في الآخرة؛ لأن بَيعة الإمام؛ إنما تكون لله، وعلى إتيان
حدود الله، ولتكون كلمةُ الله هي العُليا أُعطِي أو لَم يُعط".
قلتُ: "ويَدخل في ذلك؛ كلُّ مُبايعةٍ كانت لغير إقامة الدين، وحِفظ بَيضة الإسلام والمسلمين، بل ويدخل فيه دخولًا
أوليًّا؛ مُبايعة الحاكم العلماني أو الليبرالي أو الديمقراطي اليساري ...
إلخ، فإنَّ مبايعة هؤلاء، أو الرضا بحُكمهم،
أو السَّعي بأي وسيلةٍ كانت لتمكينهم، وتثبيت مُلكهم؛ داخلةٌ في الوعيد المذكور، بل أشدّ.
ويَجب على من تلبَّس بشيءٍ من ذلك؛ أن يَتوب ويَنزع، ويَسعى لإزالة حُكم هؤلاء، على قدر طاقته وسَعته.

شارك الخبر

المرئيات-١