إما تقومونَ كذا أو فاقعدوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إما تقومونَ كذا أو فاقعدوا | ما كلّ من رام السماءَ يصعدُ |
نامَ على الهونِ الذليلُ ودرى | جفنُ العزيز لمَ بات يسهدُ |
أخفكم سعيا إلى سودده | أحقكم بأن يقالَ سيدُ |
عن تعبٍ أوردَ ساقٌ أولا | و مسحتْ غرة َ سباقٍ يدُ |
لو شرفَ الإنسان وهو وادعٌ | لقطعَ الصمصامُ وهو مغمدُ |
هيهات أبصرتَ العلاءَ وعشوا | عنه فضلوا سبله وتجدُ |
يا عمدة َ الملكِ وأيُّ شرفٍ | طالَ ولم ترفعه منكم عمدُ |
لله هذا اليومُ يوما أنجز ال | دهرُ به ما كان فيه يعدُ |
لما طلعتَ البدرَ من ثنية ٍ | تجلى بها عينٌ وعينٌ ترمدُ |
من شفقِ الشمسِ يسدى ثوبها | و تلحمُ الجوزاءَ أو تعمدُ |
دقَّ وجلَّ فهو إن لامستهُ | سبطٌ وإن مارسته مجعدُ |
متوجا عمامة ً وإنما | عمامة ُ الفارس تاجٌ يعقدُ |
ممتطيا أتلعَ لو حبستهُ | تحتك قيل فدنٌ مشيدُ |
مناقلا بأربعٍ كأنما | يلاطم الجليدَ منها جلمدُ |
وقرها خوفك فهو مطلقٌ | ينقلها كأنه مقيدُ |
خفَّ بطبع عتقه وآده | ثقلُ الحلى َ فمشيهُ تأودُ |
مقلدا مهندا ما ضمه | قبلك إلا خافه مقلدُ |
أبيض لا يعطيك عهدا مثلهُ | إذا أخوك حالَ عما تعهدُ |
إذا ادرعتَ في الدجى فقبسٌ | و إن توسدتَ الثرى فعضدُ |
ما اعتدتَ كسبَ العزَّ إلا معهُ | و المرء مشاءٌ وما يعودُ |
ما زال فخر الملك في أمثالها | يرشدُ في آرائه ويسعدُ |
فكيف لا وأنت من فؤاده | عزا وعينيه المكانُ الأسودُ |
و لو ركبتُ أرحلا لكان لي | فيك براقٌ بالمنى مزودُ |
أنت الذي جمعتني من معشرٍ | شملُ العلاء بينهم مبددُ |
كأنني آخذُ ما أعطيهمُ | من مدحي إذا نطقتُ أنشدُ |
أبحتني مجدك إذ أرحتني | ممن أذمُّ منهمُ وأحمدُ |