ألا يا خليلي المجتبى من خزيمة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ألا يا خليلي المجتبى من خزيمة ٍ | هلْ أنتَ أمينٌ إنْ أمنتَ على سرِّي |
وهلْ أنتَ عني إنْ أمنتَ مبلِّغٌ | ألوكة َ عتبٍ ضاقَ عن حملها صدري |
نشدتكَ بالشَّعثِ الدَّوافعِ منْ منى ً | خلاطاً كما خبِّرتَ عن ليلة ِ القدرِ |
وبالأسودِ الملثومِ قدْ ضغطوا بهِ | جنوبهمْ والمشعرينَ وبالحجرِ |
أكنتَ بسمعى أو أظنُّكَ سامعا | بأعجبَ منْ ابياتِ قومكَ في أمري |
يغارُ على الأموالِ في كلِّ حلِّة ٍ | وفتيانُ عوفٍ قدْ أغاروا على شعري |
سلائبُ لي منهوبة ٌ في رحالهمْ | ينادينَ بالخيباتِ من حلقِ الأسرِ |
مطارحُ للرُّكبانِ يقتسمونها | تناقلها الأفواهُ مصراً إلى مصرِ |
يغنَّى بها الحادي ويشدو لشربهمْ | بها المطربُ الشَّادي ويثنى بها المطري |
كرائمُ قد أهديتهنَّ تبرُّعاً | لكلِّ فتى ً لمْ يرعَ لي حرمة َ الصِّهرِ |
همْ خطبوها راغبينَ وسوَّدوا | عليها نفيساتٍ منْ البذلِ والوفرِ |
وكانتْ على قومٍ ملوكٍ سواهمُ | تكونُ مع الجوزاءِ أو عنقِ النِّسرِ |
ممنَّعة ً أنْ تستباحَ بخدعة ٍ | ووعدِ بروقٍ وتساقَ على قسرِ |
فلما غدتْ مجنوبة ً في حبالهمْ | تواصوا عليها بالخيانة ِ والغدرِ |
كأنهمْ شلَّوا بها سرحَ مهملٍ | نفاهُ الرُّعاة ُ بينَ بابلَ والعقرِ |
فعرِّجْ علليهمْ ثمَّ قلْ لمفرِّج | أترغبُ في مدحي وتزهدُ في شكري |
أترضى بأنْ أضوى وكفُّكَ مخصبٌ | عشيبٌ وأطوى منْ يديكَ على النَّحرِ |
وتظلمَ آمالي عليكَ ومطلبي | ووجهكَ منْ تحتِ اللِّثامِ أخو البدرِ |
وقدْ سارتْ الأخبارُ أنَّكَ خيرهمْ | قرى ً يومَ يبكي الضَّيفُ من عضَّة ِ القرِّ |
وأعقرهمْ للبزلِ والعامُ أشهبٌ | وأوسعهمْ خطَّاً لأثفيَّة ِالقدرِ |
تجودُ فتعطي في الغنى قدرة َ الغني | وتجبرُ أكسارَ الفقيرِ على الفقرِ |
فما بالُ بكرٍ حرَّة ٍ بعثتْ بها | إليكَ القوافي منْ عوانٍ ومنْ بكرِ |
شغفتَ بها ثمَّ أنصرفتَ ملالة ً | بوجهكَ فيها عنْ جزائي وعنْ ذكري |
وأمهرتموها وارتجعتمْ صداقها | فهلْ تستحلَّونَ النِّكاحِ بلا مهرِ |
فأينَ السَّماحُ المزيديُّ وما ابتنى | أبوكمْ وبقيَّ منْ علاءٍ ومنْ فخرِ |
وما لمْ تزالوا تنفقونَ على العلا | وتعطونَ منْ مالٍ ومنْ نعمٍ دثرِ |
أعيذكمْ منْ أن يقالَ عليكمُ | ثوى معهُ جودَ الجماعة ِ في القبرِ |
وحاشاكمُ منْ أنْ تخيسَ بضائعي | لديكمْ بما تنمي البضائعُ للتَّجرِ |
وقدْ ملأتْ فيكمْ أوابدي الملا | وسارتْ حداءَ العيسِ أو طعمَ السَّفرِ |
وعندي فيكمْ ما يسوءُ عداكمُ | ويبقي لكمْ ما سرَّكمْ آخر الدَّهرِ |
فإنْ تقتنوها بالجميلِ بنتْ لكمْ | حصوناً على الأحسابِ منْ أنفسِ الذُّخرِ |
وإنْ تغصبوها تمسِ في غيرِ حيِّكمْ | تشكَّى اضطراراً أو تكلَّمَ عن عذرِ |
أيا نجمَ عوفٍ يا مفرَّجَ كربها | أما آنَ لي أن يخجلَ المطلُّ من صبري |
حملتُ التَّقاضي عنكمُ مهلة ً لكمْ | فأنظرتكمْ في العسرِ فاقضوا مع اليسرِ |
وقلْ يا رسولي مبلغاً سفراءهمْ | جميعاً وخصَّ العبدريَّ أبا نصرِ |
أفي الحقَّ أنْ سوَّمتُ بيني وبينكمْ | خيولَ الأماني ثمَّ تقعدُ عنْ نصري |
وأغريتني حتى إذا ما ولجتها | تأخرتَ عني والعقابُ على المغري |
أما تذكرُ العهدَ الذي كانَ بيننا | بلى تتناساهُ وأنتَ على ذكرِ |
تنامونَ عنْ حقَّي وتلغونَ مدحتي | وأنتمْ حملتمْ ثقلَ ذاكَ على ظهري |
فقمْ يا أبا نصرٍ قيامَ ابنِ حرَّة ٍ | بنصرِ صديقٍ أنتَ أوقعتهُ حرِّ |
وعدْ برسولي يحملُ الغرمَ وافراً | وفزْ بثنائي فهوَ أسنى منَ الوفرِ |
وقلْ للأميرِ ابنِ الأميرِ نصيحة ً | تربَّصْ بخيري واحترسْ منْ أذى شرِّي |