إذا صاحَ وفدُ السحبِ بالريح أو حدا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
إذا صاحَ وفدُ السحبِ بالريح أو حدا | و راح بها ملأى ثقالا أو اغتدى |
فكان وما باراه من عبراتنا | نصيبَ محلًّ بالجنابِ تأبدا |
و ما كنتُ لولاه ولو تربت يدي | لأحملَ في تربٍ لماطرهِ يدا |
خليليَّ هذي دارُ لمياء فاحبسا | معي واعجبا إن لم تميلا فتسعدا |
نعاتب فيها الدهرَ لا كيف عتبهُ | و أخلاقهُ إخلاقُ ما كان جددا |
سلاها سقاها ما يعيد زمانها | و عيشا بها ما كان أحلى وأرغدا |
عهدنا لديك الليلَ يقطعُ أبيضا | فلمْ صار فيك الفجرُ يطلعُ أسودا |
فأين الظباء العامراتك بالظبي | ثنى ً وفرادي غافلاتٍ وشردا |
و ليلُ اختلاط لو تغاضى صباحهُ | لما مازت الأيدي القناعَ من الردا |
أبعدَ جلاءِ العينِ فيك من القذى | أرى أثرا أني تلفتُّ مرمدا |
لعمرُ الجوى في رفقتي بك إنه | يخامر قرحانَ الحشا ما تعودا |
و قلتُ صدى قالوا الفراتُ الذي ترى | و هيهات غيرَ الماء ما نقع الصدى |
مضى الناسُ ممن كان يعتده الفتى | و ما أكثرَ الباقين إن هو عددا |
و كان بكائي أنني لا أرى الأخَ ال | ودودَ فمن لي أن أرى المتوددا |
أمنعطفٌ قلبُ الزمان بعاطشٍ | يرى الأرضَ بحرا لا يرى فيه موردا |
تحمل شرقيا مع الركب شوقهُ | و قد غار شوقُ العاشقين وأنجدا |
له بين أثناء الجبالِ وأهلها | مزارٌ حبيبٌ دونه طرقٌ عدا |
و ما بيَ إلا أن أرى البدرَ ناطقا | و ثهلانَ شخصا جالسا متوسدا |
و ليثَ الشرى تحت السرادق ملبدا | و بحرَ الندى فوق الأسرة مزدا |
و أن أدرك العلياءَ شخصا مصورا | هناك وألقى العزَّ جسما محددا |
و من بلغتهُ الأوحدَ الكافيَ المنى | تغزلَ مكفيا وفاخرَ أوحدا |
لذاك اشتياقي ليس أن جازني له | على البعد إحسانٌ ولا فاتني ندى |
مواهبهُ سارت لحالي كثيفة ً | و شعريَ مطلوبا وذكري مشيدا |
فمن نعمة ٍ خضراءَ تسبق نعمة ً | له ويدٍ بيضاءَ لاحقة ٍ يدا |
فتى لم أجد لي غيره فأقول ما | أعتم عطاءً من فلانٍ وأجودا |
أنالَ وفي الأيام لينٌ وأيبستْ | فلم ينتقص ذاك النوالَ المعودا |
إذا بلغَ الزوارُ بابك ألقيتْ | رحالُ ذليلٍ عزَّ أو حائرٍ هدى |
و قلَّ من الآرابِ قلٌّ ضممتهُ | و قد جاز في الآفاق نهبا مطردا |
تغلقُ أبوابُ الملوكِ أمامهُ | و يرعى لديها الجهلُ وهي لقى ً سدى |
تدافعه آدابها وأكفها | مدافعة َ السرح البعيرَ المعبدا |
كما شاءها كانت ببعدك دولة ٌ | جفوتَ فقد صارت كما شاءها العدا |
فموكبها بعد السكينة نافرٌ | و مركبها صعبٌ وكان ممهدا |
عدا الدهرُ فيها إذ نأيت بصرفه | و كان احتشاما منك يمشي مقيدا |
فإن يك ضرت هجرة ٌ بعثَ أحمدٍ | فقد حطَّ هجرُ الريّ رتبة َ أحمدا |
تعزلَ عنها والمقاليدُ عنده | و وازرها والكدُّ فيمن تقلدا |
أيخشى ابن إبراهيمَ فوتَ وزارة ٍ | و قد حازها سقفَ السماء وأبعدا |
و لما بدت للعين وقضاءَ جهمة ً | و كانت تريك البدرَ والظبيَ أجيدا |
معنسة أفنيت عمرَ شبابها | فلم يبقَ إلا الشيبُ فيها أو الردى |
نهضتَ على الإحسان فيها ولم تقم | و عيشك إلا وهي تزعجُ مقعدا |
تزوجتها أيامَ تنكحُ لذة ً | و سرحتَ إذ كان النكاحُ تمردا |
و خلفتها قاعا يغرُّ سرابها | يديْ حافرٍ لم يسقَ منها سوى الكدا |
قليلِ اطلاعٍ في العواقب لو درى | مشقة َ ما في منصدرٍ ما توردا |
تلبسها جهلا بأنك لم تكن | لتنزعها لو كنتَ تنزعُ سؤددا |
تحدثني عنك الأماني حكاية ً | بما أنا لاقٍ منك كالصوتِ والصدى |
و كم زائرٍ منا حملتَ اقتراحه | مضى ساحبا رجلا وآب مقودا |
و مثليَ لو دوني أتاك بنفسه | ذنابي وولي عنك رأسا مسودا |
عسى عزمة ٌ أوتْ فمثلتَ كاتبا | يقرطس أحيانا فأمثلُ منشدا |
و قائلة ٍ هل يدركُ الحطُّ قاعداً | فقلتُ لها هل يقطعُ السيفُ مغمدا |
سيلقى بها الكافي عهودا وثيقة ً | لقد زادها الإسلامُ حقا وأكدا |
رضيتُ وإن جدّ الجدوبُ تعففا | و عيشا مع الوجه المصون مبددا |
و ميلا بنفسي عن لقاء معاشرٍ | أحتهم صخرا وأعصرُ جلمدا |
أرادوا ببخلٍ أن يذموا فيعرفوا | خمولا كما أعطيتَ أنت لتحمدا |
أعالج نفسا منهمُ مقشعرة ً | و أنفا إذا شموا المذلة َ أصيدا |
هو المنقذى من شرك قومي وباعثي | على الرشد أن أصفى هواي محمدا |
و تارك بيتِ النار يبكي شرارهُ | عليَّ دماً أن صار بيتيَ مسجدا |
عليك بها وصالة ً رحمَ الندى | إذا اشتمل الشعرُ العقوقَ أو ارتدى |
هجرنا لها اللفظَ المقلقلَ قربهُ | إلى السمع والمعنى العوانَ المرددا |
يخالُ بها الراوي إذا قام منشدا | بما ملك اٌطراب قام مغردا |
لكم آلَ إبراهيم نهدي مدائحا | و ذما إلى أعدائكم وتهددا |
إذا عزَّ ملكٌ أن يدوم لمالكٍ | و طال على ذي نعمة أن يخلدا |
فلا تعدمَ الدنيا الوساعُ مدبرا | يقوم بها منكم ولا الناسُ سيدا |