لو حملتْ عتبى الليالي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لو حملتْ عتبى الليالي | أو سمعتْ قلتُ ما بدا لي |
لكنْ عذلا كالنَّصح ضاعت | سلوكه في رقوع بالي |
أخطبُ منهنّ ناشزاتٍ | لا يتعطّفن للبعالِ |
عواقما لا يلدن إلا | ما عقّ قلبي وعزَّ حالي |
ما لزماني على احتشامي | في بسطهِ الجورَ لي ومالي |
لو شاء ممّا احتملتُ منه | أخجله كثرة ُ احتمالي |
ولم يكن لي إلا صديقاً | لو فطن الدهرُ للرجال |
عشْ واحدا أو فمتْ ولمّا | يعرك بجنبيك حبُّ قالي |
ولم تردْ فعلة ً أجاجا | تشرَعُ من قولة ٍ زلالِ |
عرفتُ نفسي وما أعادي | فهو سواء وما أوالي |
وقاد قلبي ألاّ أبالي | قلّة َ إنصافِ من أبى لي |
ماليَ من صاحبيَّ إلاّ | من لم أرعه ثلمَ مالِ |
وأرخصُ الناس بي سماحا | من أنا في حبّه أغالي |
لامتْ على جلستي فظنَّت | خيراً بمطرورة ِ النصالِ |
رأت سيوفا ولا مضاءٌ | وراءَ ما راق من صقالِ |
وأنكرت صونى القوافي | عنهم وفي بذلها ابتذالي |
لولا ابن عبد الرحيم يُصغي | ما وجد الشعر من مقالي |
نشاطه للوفاء أضحى | نشطَ لساني من عقالِ |
داوى بتأنيسه نفاري | طبٌّ بأدوائهِ العضالِ |
أكسبه الحمدَ بين ثاوٍ | من أثرٍ في العلا وخالي |
ببنت شمس وبنت مال | تهتز ميلا من الهزالِ |
فطنّبوا مائلاتِ أزر ال | حبى وأرخوا سجفَ الحجالِ |
بيضُ البنى والوجوهِ سودُ ال | قدورِ حصّاً حمر اللآلي |
من حاضري البدوِ لم تدسهم | في البدو مستافة ُ الرمالِ |
ولم يسمهم هجرُ انقلاب ال | جنوبِ منهم إلى الشَّمالِ |
كلُّ طويلِ النِّجادِ زلَّت | عنه فضول البرد المذالِ |
يوضحُ في الترب أخمصاه | ما ترسم الخيلُ بالنعالِ |
إن قصَّر السيفُ عن ضريب | أرفده بالخطى الطّوالِ |
أبناءُ كسرى نشرتَ مجدا | ما أدرجت منهم الليالي |
واليوم عن ملكهم حديثٌ | ينبي بأيّامه الأوالي |
بنوا على العدل كلَّ شيء | فانتخبوه يومَ اعتدالِ |
خمصُ الربى عنده بطانٌ | وعاطل الروض منه حالي |
ما مطلتْ أرضها سماء | فهو شفاءٌ من المطالِ |
قابلْ به الفطرَ خيرَ آت | يلقاك ثوباهما وتالي |
ذا نعمة لا أخاف فيها | عليك إلا من الكمال |
قلت لقومٍ خفوا وبنتم | بيِّنة الرشد في الضلالِ |
لا تعجبوا والدجى بهيمٌ | أن شدخت غُرّة الهلالِ |
غضُّوا له حاسدين زرقا | فالحكل في مقلة الغزالِ |
حطَّهمُ وارتفعت عنهم | أنّك خاطرتَ في الكمال |