تُراك ترى غدوّاً أو أصيلا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تُراك ترى غدوّاً أو أصيلا | يعود ولم يُعدْ خطباً جليلا |
وهل تلقى مقيلا من هموم | وجدن حشاك للبلوى مقيلا |
بلى هي تلك تأكلني سميناً | أصابتني فتُمعنُ أو هزيلا |
نواهض بعد لم أنهض بعبءٍ | وقد قرَّبن آخر لي ثقيلا |
كموج البحر خطبٌ إثرَ خطبٍ | فليت الدهرَ روَّحني قليلا |
إلام أصاحب الأيامَ جلداً | وجسمي ليسَ يصحبني نحولا |
أعاركها ولي لا بدَّ منها | غداً قرنٌ يغادرني قتيلا |
وما خطبٌ أجبتُ نداءَ حزني | له ودعوتُ يا دمعي نزولا |
كصبح حين صبَّح أمسِ عيني | أراني كيف أغتبقُ العويلا |
ومفجوعين من أبناء سعد | فروع علاً يبكُّون الأصولا |
رضوا بالصمت من حزنٍ خشوعاً | وقد وجدوا إلى القول السبيلا |
وما استغفرتمُ إلاّ لشخصٍ | أعدّ ليومه الذخر الجزيلا |
وحاكت أمّكم للحشر ثوباً | عريضاً من نزاهتها طويلا |
ستلبسه غداً ويطول عنها | فتُلحقكم شفاعتُها الفضولا |
سقى يا قبر ساقيتيْ دموعي | وما عطشاً سألتُ لك السيولا |
محلّتك المنسيتي شبابي | ومنزلك المذكّرني الرحيلا |
سحابٌ يُنبت الحصباءَ خصباً | ويؤهلُ صوبهُ الرَّبعَ المحيلا |
ولا برح النسيم ثراك حتى | يجرّرَ فوقه الروضُ الذيولا |
لقد أنطقتَ خرساءَ النواعي | وعلَّمت المؤبِّن أن يقولا |
وقالوا ما يمسُّك من مصابٍ | عداك الأهلَ والأبَ والقبيلا |
فقلت وهل جناني منه خالٍ | إذا ما ناب تربا أو خليلا |
أبا الغاراتِ إن الصبر حصنٌ | من التسليم عيبُك أن يميلا |
قبيحٌ والفضائلُ عنك تُروى | يبَصَّر مثلُك الصبرَ الجميلا |
وما شمسُ النهار وأنت بدرٌ | بمزعجة ٍ إذا عزمت أفولا |
أعرها كلّما صعُبتْ عزاءً | يريك وعورَ مسلكها سهولا |
وصن بالصبر قلبك وهو سيفٌ | قراعُ الهمّ يملؤه فلولا |
إذا رضى الحجورَ الموتُ قسما | فمشكور بما ترك الفحولا |