كذا تتقضى الأيّامُ حالا على حالِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
كذا تتقضى الأيّامُ حالا على حالِ | وتنقرضُ الساداتُ بادٍ على تالي |
ويلحقُ أبناءُ النبيِّ أباهمُ | على مهلٍ من سيرِ عمرٍ وإعجالِ |
ضحى كلِّ يوم سالبٌ من سراتهم | بصيرة َ عميٍ أو هداية َ ضلاَّلِ |
إذا اخضرَّ فرعٌ منهم اغبرّ أصله | فصوّحَ حتى يتبعَ العاطلَ الحالي |
ويا وشكَ ما تمسي الديارُ خليّة ً | إذا ذهب الباقي ولم يعد الخالي |
مدارجُ تحت الأرض سوّتْ جسومهم | وإن عرَّجتْ أرواحهم أفقها العالي |
سوى ما يبقِّي الدهرُ من بركاتهم | ضرائحَ أنوارٍ بها يسأل السالي |
ولا كضريح أمس هلنا ترابه | على جسدٍ باقي العلا في النَّقا بالي |
على الطاهر ابن الطاهرين وإنّه | لهالة ُ بدرٍ منه بل غابُ رئبالِ |
بأيّة ِ نفسٍ ليلة َ السبت روَّحتْ | يدُ الموت لم تنقد لها قودَ أخلالِ |
تباشرت الأملاك ليلا بقربه | وأصبح منها في قبيلٍ وفي آلِ |
سقينا به ميتا كما كان جاههُ | لدى الله حيّاً عامَ جدبٍ وإمحالِ |
فلله نفسٌ كان وقتُ ارتفاعها | إلى الله والغيثُ المنزّلُ في حالِ |
لئن بايعتنا المزنُ روحا بروحه | لقد غبنتناهُ مع الثمن الغالي |
قنوطاً بني الحاجات إن نجاحها | بلا كافلٍ بعدَ الحسين ولا والي |
أجمّوا المطايا إنه عامُ قعدة ٍ | وفي غيرَ الأحوالِ تغيير أحوالِ |
قفوا فانفضوا أذوادكم حولَ قبرهِ | فلا حظَّ في حطٍّ عداه وترحالِ |
مضى من يخاف العتبَ وهو بنجوة ٍ | ويرعى مصوناً سبّة القيلِ والقالِ |
ومن بحرهُ طامٍ ويروى تعلُّلا | ببلِّ اللَّهاة ِ من نطافٍ وأوشالِ |
أبا أحمدٍ عوّدتني أن تجيبني | فما وجهُ إعراضٍ زوى وجهَ إقبالِ |
بكيتك لليوم الشريق بنقعه | وما رشَّ فيه الطعنُ من دمٍ أوصالِ |
وللسيف لم يعدمْ مضاءً وزينة ً | بنصلٍ وجفنٍ جهدَ قينٍ ولا جالي |
عُدمتَ فلم يظفرْ بعاتق حاملٍ | يفرِّقُ حينا بين شنفٍ وخلخالِ |
وللرمح فات الرمحُ بعدك أن يرى | شمائلَ عطّافٍ مع الطعن ميّالِ |
وللسابق المنقول من ظهر لاحقٍ | إلى سبعة مما تنخّلها الفالي |
حمى ظهره العالي نزولك أن يُرى | مقاما لراجٍ أو مفازا لجوّالِ |
به نفرة ٌ من سرجه ولجامه | لفقدك مع لينٍ لديه وإسهلِ |
وعمياء من طرقِ الحجاج تلجلجتْ | بأصواتِ خطّابٍ وأفواه نقّالِ |
توسّعت مع ضيق الخصام بفلجها | وأوضحت منها كلَّ لبسٍ وإشكالِ |
وللأرض يحيا تربُها وهو ميِّتٌ | وإن لم يجدها صوبُ أسحمَ هطّالِ |
بمالك أو يغنى بفقرك ربعها | على قفره أو ينعم الطللُ البالي |
وللّيلة الظلماء قمتَ سراجها | على رجلِ قوّالٍ مع الله عمّالِ |
وبيت صلاة ٍ شدته فوقفته | على دعواتٍ صالحاتٍ وأعمالِ |
وللطارق المعتِّر إن لمَّ طارقا | تجاوده في النفس والأهلِ والمالِ |
لجا مستضيفا كلَّ بيتٍ يظنّه | فلا سامرٌ ولا نباحٌ ولا صالي |
إلى أن أراه الله نارك فاهتدى | على ضلّة ٍ أكرمتَ يا موقدَ الضَّالِ |
على كلّ مأمولٍ سلامي فإنني | يئستُ وماتت يومَ موتك آمالي |
لمن تمخضُ الأشعار بعدك زبدة ً | وتجمعَ بين الحاءِ والميم والدالِ |
وفى بالجوى قلبي وقصَّر منطقي | فأكثر قولي فيك أيسرُ أفعالي |
وإنك لو تسطيع منّاً ومنَّة ً | لداويت أوجاعي وداريت أوجالي |
إذاً لحملتَ الحزنَ عني بكاهلٍ | ضعيفٍ على ما اعتاد من حمل أثقالي |
يقولون تخفيفاً لحزني معمَّرٌ | نجا مائة ً أو كاد مطلعها العالي |
وذاك عزاءٌ عنك لو يعقلونه | أمدُّ لدمعي بل أشدُّ لإعوالي |
بقدرِ بقاءِ المرء قدرُ الأسى له | وذكرُ نعيمُ دام لي بك أشقى لي |
وما دُهى الإنسانُ فيمن يحبُّه | بفقدٍ كأخذٍ جاء من طول إمهالِ |
رثاك نسيبٌ ودّه وولاؤه | محقٌّ إذا زنَّ القصيُّ بإبطالِ |
ومولاكمُ فيكم على ما شرطتم | وإن بان عنكم في عمومٍ وأخوالِ |
فيا ليت لا يعدمْ وفودُك عادة ً | بشبليك من عطفٍ عليهم وإسبالِ |
فما مات من عاشا لسدّ مكانهِ | ولا حضرا وموضعٌ منك بالخالي |
وما غاديا أو راوحاك زيارة ً | نراك بها مستبشراً ناعمَ البالِ |
ولو ما أغبّاك الطُّروق كفتهما | خلافة جبريلٍ عليك وميكال |