يا ديارَ الحيِّ منْ جنبِ الحمى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يا ديارَ الحيِّ منْ جنبِ الحمى | عدتِ ظنّاً بعدما كنتِ حقيقهْ |
أخذَ الدَّهرُ قشيباً رائقاً | منْ مغانيكِ وأعطاك سحوقهْ |
فلئنْ كنتِ عدوَّ العينِ منْ | بعدهمْ إنَّكِ للقلبِ صديقهْ |
خلتُ لمّا لمْأطقْ حملّ النَّوى | أنْ تلكَ الدِّمنَ الصُّمَّ مطيقهْ |
لمْ اكنْ أعلمُ حتَّى نحلتْ | كنحولي أنَّها مثلي مشوقهْ |
أينّ جيراني لها لهفي بهمْ | لهفة َ سكرتها غيرُ مفيقهْ |
وظباءٌ بالحمى ناشطة ٌ | ظنَّها السِّحرُ رجيماتٍ ربيقهْ |
شامَ أصحابي على كاظمة ٍ | عارضاً يحملُ وطفاءَ دفوقهْ |
فتماروا ثمَّ قالوا وقفة ً | علَّهُ يطرحُ بالنَّعفِ وسوقهْ |
قلتُ إمّا إنْ فعلتمْ فاحبسوا | ودعوا نضويَ يمضي وطريقهْ |
لمْ تقصِّرْ بي مجاري أدمعي | فأرودُ الغيثَ أستبكي بروقهْ |
وبذاكَ الجوِّ إنْ ادركتهُ | لي قلبٌ سابقٌ أبغي لحوقهْ |
وهلالٌ لا ومنْ أغربهِ | وهوَ المالكُ أنء يقضي شروقهْ |
ما ظننتُ الرَّشفَ محظورُ اللمى | حظرهَ الخمرة حتّى ذقتُ ريقهْ |
يالواة َ الدِّينِ عنْ ميسرة ٍ | كيفَ للمعسرِ أنْ ينسى حقوقهْ |
ألِما أبصرتمُ منْ ولهي | والنَّوى تغشمني قلتمْ فروقهْ |
كيفَ لا تشفقُ منْ بينكمُ | مهجتي وهي منَ الموتِ شفيقهْ |
ارفقوا يا ربّما ذاقَ الهوى | واثقٌ منْ قسوة ٍ ألا يذوقهْ |
واقسموا قلبيَ فيما بيننا | لي فريقٌ وخذوا أنتْ فريقهْ |
ما على دهرٍ سقى لي سجلهُ | نطفاً منْ عيشة ِ الدُّنيا الرقيقهْ |
حيثُ أيَّامي ملوكٌ كلُّها | ومنْ الأيّامِ أملاكٌ وسوقة ْ |
وفتاة ُ العمرِ بيضاءُ الطُّلى | وردة ُ الخدَّينِ سوداءُ العقيقهْ |
ولحاظُ المقلُ المرضى التي | تنصلُ اليومَ وتنبو بي علوقهْ |
في ظلالٍ للصِّبا سابغة ٍ | وغصونُ للأماني وريقهْ |
لو ثنى لي راجعاً منْ عطفهِ | لا ولكنْ ساعة ٌ منهُ أنيقهْ |
زمنٌ أمكنني منْ رأسهِ | فتعسَّفتُ بهِ غيرُ الطَّريقهْ |
لانَ في كفِّي فأرخيتُ لهُ | فمضى كالسَّهمِ لمْ أملكْ مروقهْ |
إنْ يكنْ متعة َ دنيا فارقت | فعلي الشِّيمة َ نفسي والخليقهْ |
لا يدي تعطي على الهونِ ولا | نخواتي بعصا الضِّيمِ مسوقهْ |
أنا ذاكَ العضبُ لا تمنعهُ | فلّة َ التَّصميمِ في يومِ الحقيقهْ |
وفُوى كفّي معقودٌ لها | بابنِ أيُّوبَ علاقاتٌ وثيقهْ |
الفتى كلُّ الفتى إنْ خذلتْ | أختها الكفُّ وذمَّ السَّهمُ فوقهْ |
وأخو الليلة ِ نهَّاضٌ إذا | استهبَّتهُ الملمَّاتُ للطَّروقهْ |
لذْ بهِ واندبهُ للجلَّى ولا | تخشَ منْ غفلة ِ عذرٍ أنْ تعوقهْ |
يخرجُ الصلَّ إلى حاجاتهِ | راقياً في كلِّ زلاَّءَ زليقهْ |
وإذا رابتكَ منْ خلقِ أخٍ | هفوة ُ تخلطُ بالبرِّ عقوقهْ |
فعليكَ السَّهلَ منْ أخلاقهِ | فتضوَّعَ مسكهُ واشربْ رحيقهْ |
منْ رجالٍ سبقوا في مهلٍ | وخدانَ النَّجمِ سيراً وعنيقهْ |
وانتضوا منْ طبعِ أيمانهمُ | كلَّ عضبٍ يأمنُ الجفنُ دلوقهْ |
فقرٌ تحملها موقرة ً | صحفٌ لقحتها الدُّهمُ المليقهْ |
كلَّ بيضاءَ سمينٌ متنها | ضمّنتها السِّحرَ هيفاءُ دقيقهْ |
فإذا الأوجه غطَّتْ لونها | غبرة ٌ واستخلفَ الورسُ خلوقهْ |
شهدَ الحربَ سفوراً منهمُ | غلمة ٌ تحتَ قتامِ النَّقعِ روقهْ |
بأكفٍّ كاظِّبا مصقولة | ووجوهٍ كالدَّنانيرِ عتيقهْ |
وإذا الليلة ُ ماتتْ نارها | واستلان الكلبُ بالأرضِ لصوقهْ |
فطوى الرَّاعي على أضلاعهِ | كشحهُ واستعدتِ الشُّعرَ الحليقهْ |
برزتَ تهفقُ في أبياتهمْ | كلُّ جوفاءَ منَ الشِّيزى عميقهْ |
لا يبالي عاقرُ البدنِ لها | أيُّها الواجبة ُ الجنبِ الشَّريقهْ |
نلتهمْ طولاً وزيِّدتَ فما | شقَّ نقعٌ لمْ تكنْ أنتَ سبوقهْ |
طلبوا مثلكَ فاستنُّوا قرى ً | منْ أبانَ يستبيضونَ أنوقهْ |
كنتَ فيهمْ واحدٌ ليسَ لهُ | منْ أخٍ لكنْ له الشَّمسُ شقيقهْ |
كمْ لإسعادكَ عندي منْ يدٍ | سبغتَ ظلاًّ ووجهيْ والوديقهْ |
ألحفتْ حاليَ منها نعمة ٌ | نعمة ُ المزنة ِ تنثوها الحديقهْ |
لمْ يخرِّقْ زمني في جانبٍ | ليَ إلاَّ قمتَ نصَّاحاً خروقهْ |
فخليلٌ فاسدق أصلحتهُ | وقريضٌ كاسدٌ نفَّقتَ سوقهْ |
فابقَ لي ما هتفتْ باكية ٌ | شجوها أو حنَّ فخلٌ لطروقهْ |
سامعاً كلَّ بعيدٍ صبتها | تنفضُ الأرضَ ولو كانتْ سحوقهْ |
عبلة َ المعنى وإنْ صاغَ لها | طبعها للعربِ ألفاظاً رشيقهْ |
ندعِ العرضَ إذا ديفتْ بهِ | عترة ً تنسبُ دارينَ فتيقهْ |
يحملُ الثَّيروزُ منها تحفة ً | هي أنْ يحمدَ مهديها خليقهْ |
فعلها في الوجهِ تبسطهُ | جذلاً والصَّدرُ أنْ تفرجَ ضيقهْ |