نظرة ٌ منكِ ويومٌ بالجريبِ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
نظرة ٌ منكِ ويومٌ بالجريبِ | حسبْ نفسي من زمانٍ وحبيبِ |
فمن الواقفُ بي بينكما | جمعَ الفوقَ على سهمٍ مصيبِ |
وقفة ً لا أشتكي من بعدها | غلة َ الصدرِ ولا ذلَّ الغريبِ |
يا ابنة الجمرة ِ من ذي يزنٍ | في الصميم العدَّ والبيتِ الرحيبِ |
ما لكم لا أجدبَ الله بكم | يرتعي جاركمُ غيرَ الخصيبِ |
الجدي يمنعه ذو جدة ٍ | و الجنابُ الرحبُ ينبو بالجنوبِ |
و رماحٌ دون أضيافكمُ | تأخذُ السالمَ فيكم بالمريبِ |
أتقيكم والهوى يقدمُ بي | و أغضُّ الصوت والدمعُ يشي بي |
و من الشقوة ِ في زورتكم | أنّ عينَ الرمح من عينِ الرقيبِ |
لا يكن آخرَ عهدي بكمُ | ياولاة َ القلبِ ليلاتُ القليبِ |
يا لمن ينكص عن غزلانكم | و هو وثابٌ على الليثِ الغضوبِ |
و متى العزُّ وفي أبياتكم | أعينٌ تقهرُ سلطانَ القلوبِ |
يا صبا نجدٍ ويا بانَ الغضا | أرفقا بي بالتثني والهبوبِ |
و أسلما لا مثل ما طاحَ دمي | منكما بين نسمٍ وقضيبِ |
قسمَ البينُ فما عدل بي | غدرة َ الوافي وتبعيدَ القريبِ |
و قضى الدهرُ فحالتْ صبغة ٌ | عدَّ ذنبُ الدهرِ فيها من ذنوبي |
و فؤادي يشتكي جورَ النوى | و عذاري يشتكي جورَ المشيبِ |
كم أداري عنتَ الأيام في | غبنِ حظي وأطاطي للخطوبِ |
و أردّ الحزمَ في أفحوصه | و هو هافٍ يتنزى للوثوبِ |
قاعدا والجدُّ قد رحلَ بي | و المعالي يتقاضين ركوبي |
جلسة َ الأعزلِ يلوى يدهُ | و سلاحي بين كوري وجنيبي |
أمدحُ المثرين ظنا بهمُ | ربما يقمرَ بالظنّ الكذوبِ |
كلُّ وغدِ الكفَّ منبوذِ الحيا | طيبِ المحضرِ مسبوبِ المغيبِ |
يمنع الرفدَ وتلقى وفده | قحة ُ البخلِ بإدلالِ الوهوبِ |
يطلبُ المدحَ لأن يفضحهُ | و هو قبلَ المدحِ مستورُ العيوبِ |
قلتُ للآمال فيه كذبتْ | أمهُ إن كنتِ آمالي فخيبي |
جلبُ الأرضِ عريضٌ دونه | و سرى العيسِ وإدمانُ اللغوبِ |
و غلامٌ آخذٌ ما طلبتْ | نفسه أو فائتٌ كلَّ طلوبِ |
يقمحُ الضيمَ ولو أبصرهُ | ليلة العشرِ على الماءِ الشروبِ |
ما اذلَّ الخصبِ في دارِ الأذى | و ألذَّ العزَّ في دار الجدوبِ |
يا بني كلَّ نعيم ضاحكٍ | في حمى وجهٍ من اللؤمِ قطوبِ |
قد مللناكم على شارتكم | و يضيقُ الصدرُ في البيتِ الرحيبِ |
و عسى الدنيا التي أدتكمُ | تصطفينا من بنيها بنجيبِ |
ماجدِ الشيمة ِ سهلٍ ليلهُ | للقرى صبًّ إلى الحمدِ طروبِ |
يكسبُ المالَ لأن يتلفهُ | و العلا في يدِ متلافٍ كسوبِ |
تخبث الأيدي وفي راحتهِ | من نداه أرجُ المشتا المطيبِ |
كابن حمادٍ ولا مثلَ له | هل ترى للبدر فرداً من ضريبِ |
جاذبَ الرواضَ عن مقودهِ | مرسٌ تنكرهُ كفُّ الجذيبِ |
و دعا الناسَ إلى تسويدهِ | واسعُ الجمرة ِ وهاجُ الثقوبِ |
أين يا سائقها أين بها | جعجعِ الآمال في غيرِ عزيبِ |
جمعَ الصاحبُ من أطرافها | و في حيرى الطرقِ عمياءِ النكوبِ |
ضمها بالرأي حتى التأمتْ | شلتاها من شذوذٍ وشذوبِ |
و يدٍ لا تربتْ تلك يداً | ربقة ِ الجاني وفكَّ المستنيبِ |
سلتِ الدولة ُ منه صارما | شرقَ الصفحة ِ ظمآنَ الغروبِ |
طبعَ الأقبالُ من جوهرهِ | زبرة ً تقدحُ نيرانَ الحروبِ |
لو أطاعته يدٌ حاملة ٌ | لم تكذبْ ظبتاهُ عن ضريبِ |
جربوه ماضيا حيثُ مضى | صادعَ الوحي ومحتومَ الغيوبِ |
قلقاً ينفي الكرى عن وجههِ | علمه أنَّ المعالي في الهبوبِ |
ألمعيا سودته نفسهُ | و المساعي قبلَ تسويدِ الشعوبِ |
قدمتهُ صاعدا عن قومهِ | مصعدَ اللهذمِ قدامَ الكعوبِ |
هبهبوا منه بليثٍ في الوغى | قرمِ الأظفارِ مشتاقِ النيوبِ |
خيرِ من خبتْ له أو وخدتْ | للجدى ذاتُ سنامٍ وسبيبِ |
يأخذُ الحاجاتِ من حيثُ غلتْ | غيرَ معذولٍ على حبَّ الغصوبِ |
تحسبُ الغابة َ مما اجترهُ | حومة ً بين عقيرٍ وتريبِ |
ماضيا لم يثنيهِ عن قصدهِ | هجمة ُ الليلِ ولا طولُ الدؤوبِ |
جمعَ الجودَ إلى البأسِ كما | شعشعتْ نارٌ بماءٍ في قضيبِ |
راحة ٌ لم يعلق البخلُ بها | و فؤادٌ لم يسفهْ بالوجيبِ |
و لسانٌ يخصمُ السيفَ بهِ | يترك الفارسَ عبدا للخطيب |
منْ رسولٌ سعدتْ رحلتهُ | يومَ أدعوهُ بلبيكَ مجيبي |
ناصحُ الجيبِ بما حملتهُ | حيثُ يخشى مرسلٌ غشَّ الجيوبِ |
لم أكلفهُ سرى البيدِ ولم | أتعسفه بأخطارِ السهوبِ |
عيسه ملمومة ٌ يركب منها | مطمئنا ظهرَ مذلالٍ ركوبِ |
تقسمُ الماءَ بياعٍ مطلقٍ | و فقارٍ مرسلِ الحبلِ سروبِ |
صعبة ُ الخلقة ِ سهلٌ أرضها | فهو بين اللين منها والصليبِ |
ساريا ليستْ عليه خيفة ٌ | ما وقاه الله سوراتِ الجنوبِ |
قل لنوتيك شرعْ آمنا | حدثَ التيارِ والموجِ العصيبِ |
رد بها ميسانَ واحبسها على ال | معقلِ الممنوعِ والوادي العشيبِ |
فإذا ضاقت فعلقها أبا | طاهرٍ تعلقْ بفراجِ الكروبِ |
و إلى ذي الرتبتين ابتدرتْ | فرصُ المجدِ وحاجاتُ الأريبِ |
قل له عني حيتك العلا | بوكيفٍ من حيا الشكرِ صبيبِ |
و سقى عرضك ما استسقيته | بارقٌ من مدحى غيرُ خلوبِ |
ترفلُ الأحسابُ في روضتهِ | مرفلَ الغادة ِ في البردِ القشيبِ |
خيرُ ما استثمرَ من غرس الندى | و اجتنى من غصنِ الجودِ الرطيبِ |
و بذلتَ الوفرَ حتى اتبعتهُ | همَّ آدابك من حسنٍ وطيبِ |
جاءني أنك مشعوفٌ به | شعفَ العذريّ بالخشفِ الربيبِ |
راغباً أن تصطفى من جده | و الفكاهاتِ بمدحٍ أو نسيبِ |
و تحلى منه عقدا باقيا | فخرهُ في كلَّ جيدٍ وتريبِ |
قلتُ فضلٌ عجبٌ من دهرنا | و هو من فاعله غيرُ عجيبِ |
ما تبالي حين تستامُ العلا | أخطيبُ الشمسِ أم أنتَ خطيبي |
أنا من يعطيك مجدا حاضرا | و يبقي لك مجدا في العقيبِ |
لا كقولٍ يطرد الساقي به | جذوة ً تخمدُ من قبلِ اللهيبِ |
كم يميني على سلطانها | نفسَ مرجوًّ ومخشى ًّ مهيبِ |
و ابتغي بالمالِ أن يشريني | فترفعتُ فطارتْ عفتي بي |
لكن اشتقتُ وقد سميتَ لي | بسماتِ الفضلِ والجودِ الغريبِ |
فاقترعْ خيرَ هدى ًّ وأثبْ | خيرَ ما جادت به نفسُ مثيبِ |
و إذا صرتَ نصيبي منهمُ | فقد استوفيتُ من دهري نصيبي |