ليلُ السُّرى مثلُ نهارِ المقامْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ليلُ السُّرى مثلُ نهارِ المقامْ | ما خفتَ أن تُظلمَ أو أن تضامْ |
ودون صدر البيت مرخى ً به | عليك سترُ الذلِّ صدرُ الحسامْ |
وجانبُ الخفض على لينه | مع الأذى أوطأ منه السِّلامْ |
خاطرْ فإمّا عيشة ٌ حرَّة ٌ | يرغدها العزُّ وإمّا الحمامْ |
كم تترك الجُمَّة َ مسترويا | بنطفة ٍ ليست تبلّ الأوامْ |
وترهبُ الإصحار مستبردا | مع الضحى ظلَّ كسورِ الخيامْ |
نمتَ ونام الحظّ فافتح له | جفنك وانهض فإذا قمت قامْ |
تحتشم التغريرَ والرزقُ في ال | إقدامِ والحرمانُ في الاحتشامْ |
زاحمْ على باب العلا ضاغطا | لا بدّ أن تدخلَ بين الزحامْ |
رامِ بها الليلَ فما يسفر ال | نَّجاحُ إلا عن نقابِ الظَّلامْ |
موارقاً عن عقل أشطانها | مروقَ فوقِ السهم عن قوسِ رامْ |
لعلَّ حظّاً عقمت هذه ال | أرضُ به يولدُ بعد العقامْ |
ميِّز من الناس على ظهرها | نفسك لا ميزة َ تحت احتشامْ |
من طلب الغاية َ خطواً على | ظهر الهوينا رامَ صعبَ المرامْ |
لله مفطورٌ على عزِّه | أرضعه المجدُ لغيرِ الفطامْ |
لا يملكُ الغرِّيد إطرابه | شجوا ولا نشوته للمدامْ |
ولا توازي صدره فرجة ٌ | تساكن الحبّ وتقري الغرامْ |
لولا السُّرى مستضوئاً لم يكن | يرفع طرفاً لبدور التمامْ |
ينسيه حرَّ الغيظ بردُ اللَّمى | وجائرَ الحظ اعتدالُ القوامْ |
حتى ترى بعدَ بطونِ الرُّبى | أبياته فوقَ ظهورِ الإكامْ |
تحسبُ من صبوته بالعلا | وسعيهِ خلف الأمورِ الجسامْ |
أنّ زعيم الدينِ أغراه بال | عزة أو علَّمهُ الاعتزامْ |
حدَّثَ بالشاهد من غيبه | مصدَّقُ الدعوى مزكَّى الكلامْ |
يريك بالجذوة من فضله | ما خلفها من لهب واضطرامْ |
أسرارُ وجهٍ شفَّ عن خلقهِ | تطلُّعَ الخمرِ وراءَ الفدامْ |
وجهٌ ترى البدرَ به مسفرا | وهو هلالٌ لك تحت اللثامْ |
ماء الحياء الرطب والحسنُ في | وجنته ماءٌ وراحٌ وجامْ |
قد كان لو أفرج عن طرقهِ | منسجما أو همَّ بالإنسجامْ |
لو عكفَ الحسنُ على قبلة ٍ | تعبُّدا صلَّى إليه وصامْ |
وهمّة ٌ أيسرُ ما ترتقي | إليه تهوينُ الأمورِ العظامْ |
داست به الجوَّ وحسّاده | مداوسَ الذِّلّة فوق الرَّغامْ |
شفا بها الملكَ وقد شفَّه | من سفراء العجزِ طولُ السَّقامْ |
كفته منه قبلَ أيامهِ | آراءُ نصرٍ هنُّ بيضٌ ولامْ |
وردَّ عنه وادعا قاعدا | دهمَ الخطوبِ الثائرات القيامْ |
وعدَّ من بعد أخيه ومن | بعدِ أخيهِ ثالثا للتّمامْ |
واسطة ٌ من بين هذا وذا | تكاملَ السلكُ بها والنّظامْ |
فهم ثلاثُ الخيفِ في كلِّها | لمنسكِ الحج فروضٌ تقامْ |
سل بعليٍّ خصمه إننا | نقنعَ فيه بشهود الخصامْ |
يخبرك من يحسده أنه | ضرورة ً واحدُ هذا الأنامْ |
تمنطق السوددَ طفلا وما | فضَّ من العوذة ِ منه ختامْ |
وهبَّ للعلياء في عشره | ولدة ُ الخمسينَ عنها ينامْ |
فمرَّ في غلوتهِ سابقا | والناس مأمومون وهو الإمامْ |
والريحُ تدعووهي تقتصُّه | ردُّوه إن كان لفيه لجام |
يا أعينَ الناس انظري واعجبي | بذَّ كهولَ المجد هذا الغلامْ |
مدّ إلى سؤَّاله والعدا | يدين للإنعام والإنتقامْ |
والكسرُ والجبرة ُ في موقفٍ | ما بين بسطٍ منهما وانضمامْ |
وجاد حتى لم يدعْ فضلة ً | عليه للبحر ولا للغمامْ |
يرى لما يحفظ من وفره | إضاعة َ العهدِ ونقضَ الذمامْ |
كأنَّ ما قد حلَّ من ماله | وطاب محظورُ عليه حرامْ |
أغراه بالتبذير لوَّامه | فودّ من يسأله أن يلامْ |
يفديك من عادى معاليك أن | كان فداءَ الكرماءِ اللئامْ |
توقصه خلفك عثراته | كبوا وما شقَّ رداءَ القيامْ |
يذارع الجوّ بمشلولة ٍ | محلولة ٍ لم يرتبطها عصامْ |
يغمدها من حيثُ سُلَّت ومن | سلَّ ولم يقدر على الضرب شامْ |
يصعدَ يبغيك وقد أوشكتْ | رجلاك أن تنزل بابني شمامْ |
طاب بكم تربي وطالتْ يدي | وأنبتتْ لحما أثيثاً عظامْ |
وعاودتني حين أغنيتمُ | بعد مشيبي شرّتي والعُرامْ |
فستقبلوها غررا طلقة ً | مع التهاني ووجوهاً وسامْ |
بارزة َ الحسن لكم كلَّما | نادتْ رجالا من وراء الفدامْ |
كرائما صاهرني منكمُ | على عذاراها رجالٌ كرامْ |
إذا المهيرات شكونَ الشَّقا | طاب لها فيكم نعيمٌ ودامْ |
سائرة لم يعتقل رُسغها | شكل ولم يحبس طلاها زمامْ |
لم تترك الغورَ لنجدٍ مع ال | إلف ولم تهجر عراقاً لشامْ |
مع النُّعامى طائرات بكم | وجافلات معَ طردِ النَّعامْ |
أعراضكم في طيّ ما حمّلتْ | لطائمٌ وهي لقوم لطامْ |
بواقيا حلية َ أحسابكم | ما دامت الأطواقُ حلى َ الحمامْ |
ما خدم النيروزُ إقبالكم | فهي لها أسورة أو خدامْ |
يومٌ من العام ولكنَّه | يكرُّ في دولتكم ألفَ عامْ |