أيقظني للبرقِ وهو نائمُ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
أيقظني للبرقِ وهو نائمُ | جهالة ً والعربيُّ حازمُ |
لو هاج من دائك ما هيَّج لي | علمتَ أني للبروق شائمُ |
حدَّثني عن الغضا وأهلهِ | فانكشفَ السِّترُ ونمَّ الكاتمُ |
للبارقاتِ مطرٌ وهذه | مزنتها دموعيَ السواجمُ |
في كلِّ ذات صبوة ٍ من عبرتي | ما يشكرُ الراعي ويرضى السائمُ |
رعاية ً وإنه من شيمتي | عهدٌ حصينٌ وحفاظٌ دائمُ |
سلا المحبّون وعندي زفرة ٌ | عسراءُ لا تنقضها العزائمُ |
كم خطرٍ دونك يا ذات اللَّمى | خيضت له الفجاجُ والمخارمُ |
وقفة ٍ ترمقني مرتابة ً | فيها ظبا قومكِ واللهاذمُ |
أساند الدوحَ فتمتارُ الجوى | من نزواتِ صدري الحمائمُ |
وباللوى من نظرة ٍ ضائعة ٍ | لم تغرميها والزعيمُ غارمُ |
إنّ الظباءَ بالغضا ضياغمٌ | والأجمُ الكناسُ والصرائمُ |
أصدّ عن سلعْ بقلبٍ كلّما | أطيرَ خوفا عاد وهو حائمُ |
كما يطيعُ اليأسُ ثم يلتوي | طماعة ً مع الشميم الرائمُ |
كم أنفقُ العمرَ على رعي المنى | وهي خبيثاتُ الثرى هشائمُ |
وحاجتي إلى الزمان صاحبٌ | مساعدٌ وقدرٌ مسالمُ |
أكلُّ من كاشرني بوجههِ | بشراً فوجهُ قلبهِ مجاهمُ |
ما أغضبَ الناسَ عليّ هل سوى | أني بدنياهم خبير عالمُ |
عندي الغنى عنها على خصاصة ٍ | وعندهم حظوظها الجسائمُ |
والفضلُ والعفَّة ُ عنهم قسمة | أعطيتها كما أراد القاسمُ |
وليسَ كلُّ شفة ٍ مبلولة ً | وإن سختْ بمائها الغمائمُ |
لله في طرقِ المعالي فتية ٌ | رفيقهم على الزمان حاكمُ |
تعرَّفوا ريحَ الهجيرِ فغدتْ | نسيمَ أنفاسهمُ السمائمُ |
يضيقُ رحبُ الأرضِ في ازدحامهم | فأرضهم تحت السُّرى العزائمُ |
صوَّح كلُّ نابتٍ في عامهم | حتى الجمامُ السودُ واللهازمُ |
تحملهم منتقياتٌ سوقها | تحلُّ منها للرُّبى المحارمُ |
تزقو بأصواتِ الحصا أخفافُها | كما تحصّ الوبرَ الجوالمُ |
كأنما الأرضُ لها مهارقٌ | يملي السّرى وتكتبُ المناسمُ |
مثل السهام فوقها بصائرٌ | مبيضَّة ٌ وأوجهٌ سواهمُ |
إذا استغاثت تحتها تعريسة | تقاصرت ليلاتها التمائمُ |
كأنما الليلُ سوادُ لمَّة ٍ | سلَّ من الصبحِ عليه صارمُ |
قل للذي يحصب ظهري ريبة ً | زدْ سفها إني امرؤ محالمُ |
لا تطمس الشمسَ يدٌ مُدَّتْ ولا | يغمزُ في الصَّعدة ِ نابٌ عاجمُ |
قد كان أبدى لك دهري صفحتي | شيئا وبانت منى المراجمُ |
فمن لك اليومَ ونصري حاضرٌ | وحظِّي الغائبُ عني قادمُ |
والقمرُ الآفلُ قدْ أعيدَ لي | بدرا وأنفُ الظلمات راغمُ |
ردَّ الندى إلى الثرى ورجعتْ | فملأتَ غمودها الصوارمُ |
لكلّ شاكٍ غدرة ً من دهره | عند بني عبد الرحيمراحمُ |
الأنجمُ الزُّهرُ فمنها ثاقبٌ | مستسلفُ النورِ ومنها ناجمُ |
والعترة ُ البيضاءُ لم يعلقْ بها | من دنس الهجنة عرقٌ واصمُ |
استبقوا الجودَ فكلٌّ دافعٌ | عن ضيفهِ أخاهُ أو مزاحمُ |
وانتصفَ الفضلُ بهم مذ جعلت | منه إلى حكمهم المظالمُ |
قل لأبي سعدٍ على ما جرَّهُ ال | شوقُ عليّ والفراقُ الغاشمُ |
قد كنتُ أرضى أمسِ من أمنيّتي | بأن يقال عادَ وهو سالمُ |
فاليومَ يا طيرة َ قلبي فرحاً | بأن يقالَ سالمٌ وغانمُ |
قد قلَّدوا منه زمامَ أمرهم | أغلبَ لا تخضعه العظائمُ |
إن الكفاة لم يكن عميدهم | في دائهم إلا الطبيبُ الحاسمُ |
ألقابُ قوم نافراتٌ شمسٌ | تنبو وألقابكمُ مياسمُ |
وما رأتْ عينُ العلا لنفسها | فيما يسدِّي المجدُ أو يلاحمُ |
كخلعٍ رحتَ بها مكتسيا | عزّاً وتُكسى اللِّبدَ الضراغمُ |
خاطوا السحابَ حلَّة ً فضمِّنتْ | جسمك فلتفخر بمن تجاسمُ |
بيضاء أو صبيغة وشَّى لها | زهرَ النجومِ راقشٌ وراقمُ |
ظاهرة الفخرِ ومن باطنها | أخرى وخير المنحِ التوائمُ |
وتوَّجوك عمَّة ً وإنما | تيجانُ أمثالكم العمائمُ |
وختَّموا ملساء لم يخدشْ بها | سنٌّ على إثر العطايا نادمُ |
وسائل الغرّة ِ وافٍ ردفهُ | أدِّبَ أن يشفقَ منه الحازمُ |
أحوى إذا قام إليه ماسحٌ | قام إلى وجه الوجيه لاطمُ |
بنيَّة لا يدَّري صفاتها | يومَ الرِّهان من لغوبٍ هادمُ |
منطلقٌ بأربع قوائمٍ | كأنهنّ خفة ً قوادمُ |
مع الرياح لم يكن من قبلها | تهزأ بالأجنحة القوائمُ |
يمرح في مقوده ذئبُ الغضا | وتوعد الوحشَ به القشاعمُ |
ويتّقى ما تتَّقى برسغهِ | وهي على بطونها الأراقمُ |
أركبته بدراً وقد حُطَّت لك ال | جوزاءُ فهي العذر والشكائمُ |
نظائمٌ من النّضار عقنهُ | بهرا بما أثقلهن الناظمُ |
ورحبة الصدر على ضيقٍ به | مفصحة وقومها أعاجمُ |
لمياء تعطيك فماً أشدقَ لا | يغبُّه الدهرَ لسانٌ لائمُ |
يحمدُ منه ما تذمُّ أبدا | بمثله الشِّفاهُ والمباسمُ |
تزهى بصفرٍ من بني الروم لها | آباؤها الأحابشُ الأداهمُ |
لها من الشمس وشاحٌ تحته | جيدٌ أغمُّ والبنانُ فاحمُ |
افتضَّها الحلى ففي أحشائها | أجنَّة ٌ لم تحوهم مشائمُ |
ليس لهم ما بقيتْ وما بقوا | عما أدرَّت من رضاعٍ فاطمُ |
تمضي حدودَ القتلِ والطقع يدٌ | فيهم وليست لهمُ جرائمُ |
لا ينطقون لغة ً وكلُّهم | بين الأنام رسلٌ تراجمُ |
إمرتها دستك تستخدمها | يدٌ لها صرفُ الزمانُ خادمُ |
دؤيُّكم جفونُ أسيافكمُ | وكتبكم لملككم دعائمُ |
وكنتمُ متى عصت قبيلة ٌ | وأخذتْ بالكظم الخصائمُ |
أطرتم منها إلى أعدائكم | أجدادلا أو كارها الجماجمُ |
قم بمساعيك فنل أمثالها | إن المساعي للعلا سلالمُ |
يفديك مشمولٌ بظلِّ غيره | يسعى سواه وهو كاسٍ طاعمُ |
نامَ على هذي الصفاة ِ غفلة ً | وأنت من نبذ الحصة ِ قائمُ |
عاقدَ في حبّ الهوينا عجزه | أن لا يبالي مايقولُ اللائمُ |
إذا نضا سرباله كلَّمهُ | من حسدٍ في كلِّ عضوٍ كالمُ |
بكم بنى عبد الرحيميامنت | إلى المنى وطيرها أشائمُ |
زوّجتُ آمالي من أيمانكم | فولدتْ بطونها العقائمُ |
بعاُ رجائي بكمُ موسَّعٌ | وغصنُ عيشي في ذراكم ناعمُ |
أسمن قومٌ ملأتْ عرينهم | مثلَ الحصون الإبلُ السوائمُ |
وعندكم جذيمُ مالٍ أبدا | تعرفهُ الحقوقُ والمغارمُ |
تلتزمون كرما ما تدّعي | فيه العدا ويستحلُّ الظالمُ |
إنكمُ من معشرٍ عندهم | فيما استفادَ ربُّهم مساهمُ |
وقد لبستم فاخلعوا إن الندى ال | عادلَ أن تقسَّمَ المغانمُ |
بنتم بها فبيِّنواواصفها | بمثلها فهكذا المكارمُ |
خصُّوا بها تكرمة ً من لم يزل | تُهدى لكم بناته الكرائمُ |
معربة ً بمدحكم فيها رضى | قومٍ وفي قومٍ لها سخائمُ |
متى تكن سلولُ أو باهلة | آباءَ شعرٍ فأبوها دارمُ |
سوائرٌ مع النجوم ترتمي | بها نجودُ الأرض والتهائمُ |
تودّ أكبادُ العدا إن صغتها | أسورة ً لو أنّها معاصمُ |
تدويهمُ غيظا وتشفيهم بما | تفصح فهي المسُّ والتمائمُ |
يحبى بها يقظانُ منكم حاضرٌ | وغائبٌ عن البلاد حالمُ |
ضاجعكم طيفي بها فأوِّلتْ | صادقة ً وقد يُغرّ النائمُ |
يشهدُ لي مفتاحها وختمها | بأنني للشعراءِ خاتمُ |