سألَ اللِّوى وسؤالهُ إلحافُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
سألَ اللِّوى وسؤالهُ إلحافُ | لو كانَ منْ اهلِ اللَّوى أسعافُ |
واستمنحَ الأظعانَ وقفة َ ساعة ٍ | لو أسمعَ المتسرِّعَ الوقَّافُ |
ساروا وغشمُ البينِ يخلطُ أمرهم | حتى استوى الفرَّاطُ والسلاَّفُ |
هي نظرة ٌ هيهاتَ منْ أخواتها | عيناكَ إنْ كفرَ المطيَّ شرافُ |
وتعومَّتْ في الآلِ فهي إذا طما | سفنٌ لها وحدوجها أصدافُ |
فاطرحْ لحاظكَ سارقاً ما أبصرتْ | منْ قبلِ أنْ تتصدَّعَ الألاَّفُ |
يا دارُ لستِ اليومَ مثلَ أمسِ لي | ظهرتْ مفارقة ٌ وبانَ خلافُ |
ذوتْ الغصونُ النَّاضراتُ وهيِّلتْ | بعدَ الوثارة ِ فوقكَ الأحقافُ |
وتغيَّرتْ ريحُ الصَّبا عنْ خلقها | وليانها فنسميها إعصافُ |
كنّضا نرودكِ روضة ً مرشوفة ً | فاليومَ تربكِ دمنة ٌ تستافُ |
بذلتْ عزيزتكَ المناسمِ وطأة ً | عنفاً وداستْ خدَّكَ الأخفافُ |
وبما يكونُ العيشُ فيكِ صبائغاً | سحَّارة ً حبراتها أفوافُ |
وعلى رباطِ اللَّهوِ حولكَ ضمَّرٌ | ذيالة ً أذنابها أعرافُ |
إنْ غابَ أهلكِ فالجباة ُ أهلَّة ٌ | أو غاضَ ماؤكِ فالسِّقاءُ نطافُ |
فاليومَ أنتِ إلى الدُّموعِ ذريعة ٌ | إنْ ضنَّ منها المسبلُ الوكَّافُ |
قدْ أنجزتْ فيكَ النَّوى ميعادها | يا ليتَ إنجازُ النَّوى إخلافُ |
لمْ ترمني الأيَّامُ فيكِ بعائرٍ | هي أسهمٌ وجوارحي أهدافُ |
أأذمُّ فاحشَ صبغها في غدرة ٍ | عندي لها أمثالها آلافُ |
قدْ ملَّستْ جنبي ضغاطُ حبالها | فتشابهَ الإدمالُ والإقرافُ |
وطغتْ نوائبها عليَّ فقرصها | جرحٌ ومختصراتها إسرافُ |
كاشفتها وصعبتُ لمَّا لمْ يكنْ | عوناً عليها الرفقُ والإلطافُ |
ورددتُ سيفَ تجلُّدي بفلولهِ | وصداهُ إذا لمْ يغنني الأرهافُ |
هرمَ الزَّمانُ وحوِّلتْ عنْ شكلها | شيمُ الرجالِ وحالتْ الأوصافُ |
ورقدتُ تحتَ الضَّيمِ لا عنْ ذلَّة ٍ | مستحلياً للنَّومِ وهو ذعافُ |
ما إنْ شريتُ الجورَ مرتخصاً لها | حتى غلا وتعذَّرَ الأنصافُ |
وجفتْ خلائقُ كنتُ إنْ جاذبتها | سهلَ القيادِ ولانتَ الأعطافُ |
وعذرتُ في فرطِ العقوقِ أرقَّة ً | لؤماءَ حتى عقَّني الأشرافُ |
وغدا زعيمُ الدِّينِ مع أمني لهُ | ورجايَ فيهِ على الوفاءِ يُخافُ |
وقسا فلولاً أنْ أحاشيَ مجدهُ | منها لقلتُ كلولة ٌ مطرافُ |
دبتْ إليهِ عقاربٌ منْ كاشحٍ | مسحولة ٌ أسبابهنَّ ضعافُ |
فأظفنْ منهُ بسمعِ أروعَ لمْ يكنْ | منْ جانبيهِ لمثلهنَّ مطافُ |
ما كنَّ في تحقيقهِ أو ظنِّهِ | طرفاً وقدْ تتجمعُ الأطرافُ |
حتى سرا صبٌّ وأعرضَ مقبلٌ | عني وأنكرَ خابرٌ عرَّافُ |
يا سيفَ نصري والمهنَّدُ مانعٌ | وربيعُ أرضي والسَّحابُ مصافُ |
ومعيدَ أيَّامي إليَّ سمائناً | بدناً وهنَّ على الحياضِ عجافُ |
أخلاقكَ الغرُّ الصَّفايا ما لها | حملتْ قذى الواشينَ وهي سلافُ |
والإفكُ في مرآة ِ رأيكَ ما لهُ | يخفى وأنتَ الجوهرُ الشَّفافُ |
أظننتَ أنِّي معْ تصاعدِ همَّتي | نحو الدُّناة ِ يكونُ لي إسفافُ |
أو للتَّسرعِ في قناتي مغمزٌ | منْ بعدِ ما أطرَ القناة َ ثقافُ |
قدْ كنتُ أحسبها تمرُّ بسمعكمْ | سهكَ الرِّياحِ يمجَّها الإسرافُ |
وإخالُ مشيَ الوخدِ فيها القهقرى | فإذا الذميلُ وراءهُ الإيجافُ |
إنْ كانَ ظنَّاً فهو إثمٌ إو تقلْ | صدقَ المبلِّغُ فهو بي إجحافُ |
أو كانَ عتباً مصلحاً ما بعدهُ | فالعتبُ معْ عدمِ الذنوبِ قذافُ |
ونعمْ صدقتَ سواكَ منْ أصغي لهُ | سرفاً وأسمعهُ بها الهتَّافُ |
لكنْ كرهتَ مصاعهمْ في طرحها | عني وأنتَ الفارسُ العطَّافُ |
فاسمعْ ظلامة َ نافثٍ لمْ تكفهِ | سيفَ الزَّمانِ نزاهة ٌ وعفافُ |
إنْ فاتهُ استئافكمْ إنصافهُ | غضبتْ لهُ حرماتهُ الأسلافُ |
واعطفْ لها عطفَ الكريمِ وداوها | تبللْ فقدْ دويتْ لها الأجوافُ |
واحمل وإنْ ثقلتْ عليكَ فإنَّهُ | ما كلُّ حاجاتي إليكَ خفافُ |
ولقدْ علمتَ وفي الشُّروعِ غضاضة ٌ | أنِّي إذا وردَ الحريصُ أعافُ |
علَّمتني شرفَ الطِّباعِ فليسَ لي | إلاَّ إلى معروفكَ استشرافُ |
وأفدتُ عدوى العزِّ منكَ فكلَّما | وسعَ الكفاية َ لي غنى ً وكفافُ |
يا منْ إذا ندبَ القريضُ لمدحهِ | عجزَ البليغُ وقصَّرَ الوصَّافُ |
ومنْ اجتنى ثمرَ النُّفوسِ بما حفا | والجوُّ أقتمُ والمرادُ جفافُ |
وإذا الرِّجالُ تدارسوا أخلاقهُ | وهمُ الكفاة ُ تعلَّموا واقتافوا |
وإذا انتضى الأقلامَ منْ أغمادها | طفقتْ تلثَّمَ بالحيا الأسيافُ |
زبرٌ توغَّلُ حيثُ لا ابنُ الزُّبرة ِ الدَّ | امي ولا ابنُ الغابة ِ الرعَّافِ |
طلبَ الرِّجالُ مداكَ لما أنْ جروا | وتناكصوا باليأسِ لما خافوا |
والبدرُ منْ أنوارِ وجهكَ خاشعٌ | يشكو وشكوى مثلهُ استعطافُ |
لكَ دونهُ شرفُ النَّهارِ وحظّهُ | من ليلهِ الإظلامَ والإسدافُ |
وإذا استتمْ فليلة ٌ منْ شهرهِ | نصفٌ وشهركَ كلَّهُ أنصافُ |
والقطرُ يقنعُ منْ سماحتهِ بما | يعتامُ منْ كفَّيكَ أو يعتافُ |
جاريتهُ وسحابُ جودكَ ساكنٌ | ففضلتهُ وسحابهُ رجَّافُ |
بكمْ استقامَ منْ السِّياسة ِ ميلها | وثرا المقلُّ وأخلفَ المتلافُ |
وتعدَّلتْ في الحقِّ كلُّ فضيلة ٍ | فتساوتْ الصهواتُ والأردافُ |
أنتمْ بنو الملكِ التَّليدِ وقومهُ | وسواكمُ الجيرانَ والأحلافُ |
ميلادكمْ سببُ الصَّلاحِ وخلقكمْ | فينا منَ الباري لنا ألطافُ |
سمعاً ولولا أنَّ سمعكَ آذنٌ | ما قادها رفقٌ ولا إعنافُ |
أمُّ القوافي المنجباتِ ولمْ تكنْ | لولاكَ تولدُ فاؤها والقافُ |
لو لمْ يحركها هواكَ لما مشتْ | خطراً ولا اهتزَّتْ لها أعطافُ |
فاجلسْ لها النيروزَ جلسة َ خلوة ٍ | سعدانِ عيدٌ مقبلٌ وزفافُ |
وفِّرْ قراهُ منْ السُّرورِ وقسمنا | ممّا تجودُ فكلُّنا أضيافُ |
في نعمة ٍ مخلوعها متجدَّدٌ | أبداً وماضي عمرها استئنافُ |
غرفاتها مرفوعة ٌ ومياهها | مسكوبة ٌ وجنانها ألفافُ |