أحقّاً يا أبا نصرٍ فترجى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أحقّاً يا أبا نصرٍ فترجى | وعودُك أم تسوِّفني محالا |
ضربتَ لحاجتي أجلاً قصيراً | عليك سما له عنقي وطالا |
تمادت مدّة الشهر المسمَّى | له حتى ظننت الحولَ حالا |
علقتُ الغربَ أرقبه بعينٍ | ترى نجماً فتحسبه الهلالا |
إذا سهرتْ بكت لي من جمادى | وإن رقدتْ رأت رجبا خيالا |
شربت الصبرَ أجنيه انتظارا | ليومٍ يُعقب الظفر الزُّلالا |
وقفتُ عليك من ظنّي مصوناً | إذا استدنته مطمعة ٌ تعالى |
تذُبُّ يدُ الإباء المرِّ عنه | وترفعه القناعة ُ أن يُنالا |
وبعتُك أرخصَ البيعاتِ قلباً | به وعلى نفاسته يُغالى |
رأتك مودّتي كفئاً فقرّت | وكانت ناشزاً تعيي البعالا |
فما طرفٌ طريفٌ من نبوٍّ | تجدّد لا أطيق له احتمالا |
وتقصيرٌ يراه الودُّ حظرا | إذا ما العجبُ أبصره حلالا |
نفى عاداتِ ذاك البرِّ عنّي | وبدّل ماء ذاك البشر آلا |
تشكَّكُ حين تُعرض فيه نفسي | أإعراضا رأته أم اشتغالا |
وكم نفرتْ لتنشزَ عنك حتّى | نشطتُ من الوفاء لها عقالا |
وقلت لها أُحسُّ بفرط حبّي | له فازورّ جانبه دلالا |
أجلُّك أن أقول دنا فلما ان | حططتُ له بحاجتي استطالا |
حلفتُ موافقاً نظري وقلبي | هوى ً فيما يُعادي أو يُوالى |
أطالع صاحباً فأرى بظنِّي | خلالَ تجاربي منه الخلالا |
فأخبرهُ فلا أرضاه قولاً | لأخبرهَ فأرضاه فعالا |
أحبُّ المرءَ إن لم تسقِ ريّاً | يداه تعدُّرا رشحتْ بلالا |
فإن هو ضاق أن يُعطى صلاءً | بجذوة ِ ناره وسعَ الذُّبالا |
وأكره كلَّ معتذر المساعي | إلى التقصير نال فما أنالا |
إذا أنشأتْ سحائبه بوعدٍ | أهبَّ قنوطُه ريحاً شمالا |
أعيذك جُلُّ من تلقى وجوهٌ | توامق فوق أفئدة تقالى |
تسالمُ ألسن زعمته زورا | عيونُ تشازرٍ تصف القتالا |
وليس أخاك إلاّ من تحطُّ ال | أمورَ به فيحملها ثقالا |
وما للسيف إلا القطعُ معنى ً | وإن هو راق حليّاً أو صقالا |
إذا استسعدتَ في خطبٍ جليلٍ | ينوبُ وفاتك الإسعادُ حالا |
فلم يكن الصديق سوى المواسي | فراخاها إذا ما بنتَ مالا |