يا دار لهوي بالنُّجيل من قطنْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يا دار لهوي بالنُّجيل من قطنْ | جنَّتكِ الفيحاءَ بعدَ من ظعنْ |
أصامتٌ بناطق ونافرٌ | بآنسٍ وذو خلاً بذي شجنْ |
سرنا وعهدي بك مغنى ً غبطة ٍ | أمسِ وعدنا اليومَ في مغنى حزنْ |
تشبَّهتْ حورُ الظباءِ بهمُ | أن سكنتْ فيكِ ولا مثل سكنْ |
مشتبهٌ أعرفه وإنما | مغالطا قلت لصحبي دارُ منْ |
يا صاحبي عونا وإن أشفَّني | معْ جلدي قولي لخوّارٍ أعنْ |
قفْ باكيا فيها وإن كنتَ أخاً | مواسيا فبكِّها عنك وعنّْ |
لم يبقِ لي يومُ الفراق فضلة ً | من دمعة ٍ أبكي بها يومَ الدِّمنْ |
يا زمنا مرَّ كما اقترحته | بالعنفِ إن عاد الصِّبا فعدْ إذنْ |
والعيشُ في كفّ المراح ذاهبٌ | برأسه يقتاده بلا رسنْ |
وصاحبي كلُّ فتى ً مساعدٍ | ما فطنَ الدهرُ له وقد فطنْ |
معي إلى ما سرَّه أو ضرَّه | حبّاً لأن يقال خلٌّ مؤتمنْ |
ما فيَّ منْ صالحة ٍ أذاعها | بجهدهِ أوتكُ عوراءُ دفنْ |
وحاملٍ على الشرور حاملٍ | في طرفه وكفّه سيفَ الفتنْ |
قد كتبَ الشعر على عارضهِ | ما أقبح الإعراضَ بالوجه الحسنْ |
يدير مما اختار عسجدية ٍ | ما قطعتْ عن مثلها هامة ُ دنّْ |
صيغت وسحرَ عينه من طينة ٍ | واحدة ٍ وبابلٌ أمُّ المدنْ |
تفترُّ عن فأرة ِ مسكٍ كأسها | إذا انتشى وثغره إذا أذنْ |
كأنما أعداهما بخلقه | محمدُ بنُ جعفرٍ أبو الحسنْ |
قالوا الرحيلُ فمسحتُ عبرة ً | زادت على بلِّ الرداء والرُّدنْ |
في كلّ يوم عزمة ٌ يعلمني | شقاؤها أن النعيمَ في الوطنْ |
يا رحلتي أين يريد الدهرُ بي | ومن من الناس ترى قالت تمنّْ |
قلت الذي إن جاد لي دهري به | فما أبالي بسواه كيف ضنّْ |
من بان بالمجد على اتّحاده | كم من كثيرٍ جمعه ولم يبنْ |
يدٌ تصيب حيثُ سالَ صوبها | قصدا وكم قد أخطأتْ به المزنْ |
تجمعُ بين الفتك والجودِ له | وقلّما يبخلُ إلا من جبنْ |
خفّ نوالا ونزالا وله | حلمٌ إذا وازنَ ثهلانَ وزَنْ |
يا نفس بشرى إنه محمدٌ | والمشربُ السائغُ والمغنى الأغنّْ |
لا حقَّ لي عند بخيلٍ ناقص ال | فضل وإن جمَّع مالاً واختزنْ |
يجهلني بديهة ً وإنه | يزداد جهلا بي كلّما امتحنْ |
لا أحسد المثرى على ما عنده | من خيره وعرضه فيما وهنْ |
ولا أحطُّ الدهرَ كعبا أن أرى | وهو سواءً إن صفرتُ واحتجنْ |
لي عفَّتي عنه وما نال له | وخيرنا من عارك العيشَ الخشنْ |
والمالُ حلوٌ والذي يحيله | عندي مرّاً أنه يتلوه منّْ |
قناعة ٌ صانت لوجهي ماءه | كم من حريصٍ لم يجدْ ولم يصنْ |
يخدعني دهري بتسويفاته | عنها وهل يُخدعُ جفنٌ عن وسنْ |
ما أكثرَ الشاكين من دنياهمُ | فليت شعري هذه الدنيا لمنْ |
وقد قلبتُ الناسَ في حالاتهم | فما وجدتُ راضيا عن الزمنْ |
قد جعلوا الشكوى طريقَ بخلهم | يعتذرون في النعيم بالمحنْ |
لذاك ما صبَّحتُ منهم برقة ً | تخطف بالشام ويوماباليمنْ |
أقلُّ خوفي أن أضلّ بينهم | والماءُ إن أزمن في الحوض أجنْ |
لولاك ما حثَّ رجائي طمعٌ | في مطلبٍ محا اليقينُ كلَّ ظنّْ |
جئتك أهديها على ضنِّي بها | عذراءَ لا تفتضُّ إلا بالفطنْ |
ناشزه لم ترضَ لولاك فتى | بعلاً ولم أرض لها قطُّ ختنْ |
مما ابتكرتُ لم تكن مجلوبة ً | بغارة ٍ أضحت على الشعرِ تشَنّْ |
إذا امرؤ قال لراويها أعدْ | أطربه كأنما قال تغنّْ |
فخلّها ما شئتَ واقسمْ شرفاً | أذخرُ منه لهزالي ما سمنْ |
مكارمٌ أوجبها حبُّك لي | وسنَّها والحرُّ يمضي حيثُ سنّْ |
فإنها في الناس بين مؤثرٍ | لم يجتهدِ وذي اجتهاد لم يُعنْ |
تكلَّفوها بعد ما قد هرموا | وإنما رضعتها مع اللّبنْ |