عذيرك من حلمك المهتضمْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
عذيرك من حلمك المهتضمْ | وقد رفعَ الحيُّ من ذي جشمْ |
أناخوا المطيَّ وماءُ العيو | ن دمعٌ وصاحوا بها وهو دمْ |
نصلن مروقا مروقَ السها | م أغراضهن النوى والصُّرمْ |
حواملَ مثلِ كنوز النّعا | مِ تمشي بهنّ كنوزُ النَّعمْ |
نواضعَ كنَّ شموسَ النها | رِ تطلعُ منها بدورُ العتمْ |
فمختمرٌ ما عدا ليلتين | ومسفر عشرٍ خطاها فتمْ |
عقائل ماخفنَ عيبا يلاقُ | بهنّ ولا ذقنَ عيشا يُذمْ |
حملن جسوما وصفن النع | يمَ تحت وجوهٍ شكرن النِّعمْ |
وفي الركب من يك منها الجنونُ | وأخرى هي البرءُ وهي السقمْ |
إلى أين يا سائق البكرتين | عن الطَّلح من أجأٍ والسَّلمْ |
أأغنى ثرى ً منه شقَّتْ عصاك | وأسبغَ نبتا وأندى ديمْ |
أسرُّك غيرك من يستراد | جميمَ المراتع للمهتضمْ |
وقد حلفتْ واليمينُ البلا | ءُ ظبية ُ لا برَّ منها القسمْ |
لئن نسبَ الشعر بين الحمو | لِ باسمي ليحتبلنَّ المسمْ |
ألا هلوظلُّ المنى باردٌ | وقد يرزق المرءُ مما حرم |
تعودُ ليالٍ بذات النقا | قدمنَ ولم ينسنيها القدمْ |
وعيشٌ بها نامَ عنه الزمانُ | وهبَّ وعادَ يرى في الحلمْ |
لعلّك يا دهر أن تستقي | ل فرطَ لجاجك أو تحتشمْ |
فيُجمعَ هذا الفؤاد الشَّعاع | ويبردَ هذا الجوى المضطرمْ |
وإلا بقرب عميد الكفا | ة َ عذرُك في كلّ ذنبٍ عظمْ |
متى تدنُ دارٌ به لا ألم | ك في حادثٍ بعدها أو ملمْ |
رعى الله لي في سرار النوى | هلالا بأكنافِ غميَّ أغتمْ |
نفضتُ طريقَ النوى بعده | فلم أحظَ إلا بخبط الظُّلمْ |
وداويت جهدي داءَ الحنين | فما يستطبُّ ولا ينحسمْ |
وكيف استراحة جسمِ المقيم | بدارٍ بها قلبه لم يقمْ |
وما الأرضُ نصرى غيرُ العزي | ز فيها ورزقي غيرُ الأمم |
وما خلتُ أنَّ بيوتَ النبي | طِ يحذرُ فيها ليوثُ الأجمْ |
ولا أن تكون قرى ً بالدُّجيلِ | مراحَ العلا ومغيضَ الكرمْ |
تغيَّر بعدك خلقُ النسيم | وغصَّ السُّقاة َ الزّلالُ الشَّبِمْ |
فلا مشهدٌ للمعالي يزار | ولا كعبة ٌ للندى تستلمْ |
كأنك سرتَ بفضل الرجال | جميعا وبنتَ بمجدِ الأممْ |
لئن نفَّرتك قرافُ الأذى | وأوحش سمعك لذعُ الكلِمْ |
ورابك من كالح قلبه | إليك فمٌ ملقٌ مبتسمْ |
فما كنتَ إلا الحسامَ الجرا | زَ لو لم يخفْ حدُّه لم يُشمْ |
وما دُعدعَ الليثُ في غيلهِ | سوى أن متى صافحوه لطمْ |
ودون الذي خفتَ رأيٌ ألدُّ | وقلبٌ أصمُّ وأنف أشمْ |
وعرضُ البلادِ وطولُ النجادِ | ونصرُ الحسام وسحرُ القلمْ |
وأمرٌ من الله في الذبِّ عن | ك لا يستطاع إذا ما حتمْ |
وعقبى يُسرُّ بها من يُسرُّ | ويُرغم من أسفٍ من رغمْ |
وكم قد هفا الدهرُ من قبلها | وعاد وأقلعَ عما اجترمْ |
وجاءك يحملهُ الاعتذارُ | منيبا ويشفع فيه الندمْ |
وضاقت ففرَّجها الصبرُ عنك | وكانت أغمَّ وكانت أطمْ |
وعيّفتُ طيري فبشَّرتكم | بما أسلفته الأحاظي لكمْ |
ستذكرزجرى فيها غداً | كذكرك بالأمس لي ما قدُمْ |
وتعلم أنِّي من لا يقو | لُ في الشعر إلاّ بما قد علمْ |
وتطلعُ لي من ثنايا اللقا | ء لوثَ الغزالة رأسَ العلمْ |
وخلفك سائقُ طولِ البقاءِ | وبين يديك ثبوتُ القدمْ |
وقد فلّلتْ عنك حدّ العدوّ | عرى الصبر أو عالياتُ الهممْ |
ألستَ ابن أعلقهم بالحفاظ | وأعبقهم بشروط النِّعمْ |
وأنداهمُ صارما أو يدا | تقحَّمَ أو بلَّ تربَ القحمْ |
وفى ما وفى بالمعالي أبوك | وزدتَ فقمتَ بما لم يقمْ |
بك التأم الشعبُ من بعده | وأبرمَ سلكهمُ وانتظمْ |
فلا عدموك حياً في الجدوب | رخاً في الكروب غنى ً في العدمْ |
وحيَّتعلى البعد ذاك الجنا | بَ وتلك السجايا العذابَ الفغُمْ |
صواعدُ عنّى تهبّ الجنو | بُ منها بأضوعِ ما يشتممْ |
مطاربُ في كلِّ سمع جرتْ | عليه أطايبُ في كلِّ فمْ |
تدرّ عليك مرابيعها | فواقا فواقا درورَ الحلمْ |
وأسمنها رعيُ وادي الوفا | ء فيكم ووِردُ حياضِ الدِّيمْ |
فلو أن داركمُ بالصعيد | ودونكمُ ججباتُ الحرمْ |
لخاضت إليكم بطونَ البطاح | وداست رءوس الرُّبى والأكمْ |
يطالعكم كلُّ عيدٍ أغرَّ | وأعيادُ قوم سواكم بهمْ |
إذا ما خلوتم أنستم بها | وإن ضامها الدهر عاذت بكمْ |