أرشيف المقالات

أقوال أعجبتني

مدة قراءة المادة : 41 دقائق .
أقوال أعجبتني


هذه مجموعة من الكلمات، أحسبها تحمل معاني بليغة حسنة، عسى أن تحظى بقبول الناس لها، بإذن ربنا.
هذا ما أردده دوماً عندما أمر بأمثالها وأنا أقلب الصفحات من كنوز العلماء، والحكماء، والصلحاء، والناصحين، والمربين، والنبهاء على اختلاف العصور والأزمان.
 
قال ابن عقيل الحنبلي: "ننتخب الفضائل من أفواه الرجال، وبطون صحائف العلماء، وما يسنح به الخاطر من الله تعالى فنسطره".["كتاب الفنون" (2/ 750)].
وقال ابن القيم : "قال ابن قتيبة والجمهور الحكمة إصابة الحق والعمل به وهي العلم النافع والعمل الصالح".
[مفتاح دار السعادة (1/ 52)].
 
قاصمة للرافضة:
قال الإمام ابن القيم: فائدة:
السر والله أعلم في خروج الخلافة عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر وعثمان إن علياً لو تولى الخلافة بعد موته لأوشك أن يقول المبطلون إنه ملك ورث ملكه أهل بيته؛ فصان الله منصب رسالته ونبوته عن هذه الشبهة.
 
وتأمل قول هرقل لأبي سفيان: هل كان في آبائه من ملك؟ قال: لا فقال له: "لو كان في آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك آبائه"؛ فصان الله منصبه العلي من شبهة الملك في آبائه وأهل بيته، وهذا والله أعلم هو السر في كونه لم يورث هو والأنبياء قطعاً لهذه الشبهة لئلا يظن المبطل أن الأنبياء طلبوا جمع الدنيا لأولادهم وورثتهم كما يفعله الإنسان من زهده في نفسه وتوريثه ماله لولده وذريته فصانهم الله عن ذلك، ومنعهم من توريث ورثتهم شيئاً من المال لئلا تتطرق التهمة إلى حجج الله ورسله؛ فلا يبقى في نبوتهم ورسالتهم شبهة أصلاً، ولا يقال فقد وليها علي وأهل بيته؛ لأن الأمر لما سبق أنها ليست بملك موروث وإنما هي خلافة نبوة تستحق بالسبق والتقدم كان علي في وقته هو سابق الأمة وأفضلها ولم يكن فيهم حين وليها أولى بها منه، ولا خير منه؛ فلم يحصل لمبطل بذلك شبهة، والحمد الله تعالى.
[بدائع الفوائد (3/ 207-208)].
 
♦ فوائد من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية:
أ- ومن المعلوم أن المنقولات لا يميز بين صدقها وكذبها إلا بالطرق الدالة على ذلك، وإلا فدعوى النقل المجرد بمنزلة سائر الدعاوى.
[منهاج السنة (4/ 45)].
ب- وكيف يجوز أن يحتج بنقلٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير بيان الطريق الذي به يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله؟ [منهاج السنة (1/ 110)].
ج- المناظرة العادلة التي يتكلم فيها الإنسان بعلمٍ وعدلٍ، لا بجهلٍ وظلمٍ.
وأما مناظرات الطوائف التي كل منها يخالف السنة ولو بقليلٍ، فأعظم ما يستفاد منها بيان إبطال بعضهم لمقالة بعضٍ.
[منهاج السنة (2/ 343)].
د- نحن لا نُنْكِرُ أن يكون في بعض أهل السُّنَّةِ من يقول الخطأ، لكن لا يتفقون على خطأٍ.
[منهاج السنة (3/ 110)].
هـ- في نقل الفقهاء بعضهم مذاهب بعض، فإنه يوجد فيها غلط كثير، وإن لم يكن الناقل ممن يقصد الكذب، بل يقع الغلط على من ليس له غرض في الكذب عنه، بل هو معظم له أو متبع له.
[منهاج السنة" (6/ 301)].
و- كل من عمد إلى التفريق بين المتماثلين، أو مدح الشيء وذم ما هو من جنسه، أو أولى بالمدح منه أو بالعكس، أصابه مثل هذا التناقض والعجز والجهل.
[منهاج السنة (4/ 337)].
 
• الدليل لا يكون دليلاً حتى يكون مستلزماً للمدلول؛ متى وُجِدَ وُجِدَ المدلول، وإلا فإذا وُجِدَ تارةً مع وجود المدلول، وتارةً مع عدمه فليس بدليل.
[قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في "النبوات" (1/ 144)].
• من كذب بالحق عوقب بأن يطبع على قلبه فلا يفهم العلم، أو لا يفهم المراد منه، وأنه يسلط عليه عدوه، ويجد ذلاً كما قال تعالى عن اليهود:{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ * ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}[البقرة:61].[قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (14/ 162)].
• كلما كان القوم عن اتباع الرسل أبعد كان اختلافهم أكثر؛ فإن القوم كلما بعدوا عن اتباع الرسل والكتب المنزلة كان أعظم في تفرقهم واختلافهم فإنهم يكونوا أضل.
[قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في "الرد على المنطقيين" (ص/ 332)].
• وهذا حال الأمم الضالة، كلما كان الشيء مجهولاً كانوا أشد له تعظيماً، كما يعظم الرافضة المنتظر، الذي ليس لهم منه حس ولا خبر ولا وقعوا له على عين ولا أثر.
 
وكذلك تعظيم الجهال من المتصوفة ونحوهم للغوث وخاتم الأولياء، ونحو ذلك مما لا يعرفون له حقيقة.
وكذلك النصارى تعظم ما هو من هذا الباب وهكذا الفلاسفة تجد أحدهم إذا سمع أئمته يقولون: الصفات الذاتية والعرضية والمقوم والمقسم والمادة والهيولى، والتركيب من الكم والكيف، وأنواع ذلك من العبارات، عظمها قبل أن يتصور معانيها، ثم إذا طلب معرفتها لم يكن عنه في كثير منها إلا التقليد لهم.
[قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في "درء تعارض العقل والنقل" (5/ 315)].
 
قلت: وهكذا في زماننا تلك العبارات التي تقع في كلام المثقفين من الاشتراكين، والحداثيين، واللبراليين، والتنورين، ونحوهم!!
 
• كلما كان الناس أحوج إلى معرفة الشيء، فإن الله يوسع عليهم دلائل معرفته، كدلائل معرفة نفسه، ودلائل نبوة رسوله، ودلائل ثبوت قدرته وعلمه، وغير ذلك، فإنها دلائل كثيرة قطعية.
[قاله شيخ ابن تيمية في "درء تعارض العقل والنقل" (10/ 129)].
• والعبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقاراً إليه وخضوعاً له: كان أقرب إليه، وأعز له، وأعظم لقدره، فأسعد الخلق: أعظمهم عبودية لله.
[قاله شيخ ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (1/ 39)].
• كلما كان عهد الإنسان بالسلف أقرب كان أعلم بالمعقول والمنقول.
[قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (3/ 228)].
• ومما ينبغي أن يعرف أن الله ليس رضاه أو محبته في مجرد عذاب النفس وحملها على المشاق حتى يكون العمل كلما كان أشق كان أفضل كما يحسب كثير من الجهال أن الأجر على قدر المشقة في كل شيءٍ لا ولكن الأجر على قدر منفعة العمل ومصلحته وفائدته، وعلى قدر طاعة أمر الله ورسوله.
[قاله شيخ ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (25/ 281-282)].
 
فائدة منتقاة من قصة موسى والخضر عليهما السلام:
قال الحافظ ابن الملقن: في هذه القصة أصل عظيم من الأصول الشرعية، وهو أنه لا اعتراض بالعقل على ما لا يفهم من الشرع، وأن لا تحسين ولا تقبيح إلا بالشرع، ألا ترى إلى ظهور قبح قتل الغلام، وخرق السفينة في الظاهر.
ولذلك اشتد نكير موسى، فلما أطلعه الخضر على سر ذلك بان له وجه الحكم فيه فيجب التسليم لكل ما جاء به الشرع، وإن كان بعضه لا تظهر حكمته للعقول، فإن ذلك محنة من الله تعالى لعباده واختبار لهم؛ لتتم البلوى عليهم، ولمخالفة هذا ضل أهل البدع حين حكموا عقولهم وردوا إليها ما جهلوه من معاني القدر وشبهه.
وهذا خطأ منهم؛ لأن عقول العباد لها نهاية، وعلم الباري تعالى التوضيح لشرح الجامع الصحيح (3/ 631)
لا نهاية له.
قال تعالى: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة: 255] فما أخفاه عنهم فهو السر الذي استأثر به، فلا يحل تعاطيه، ولا يكلف طلبه، فإن المصلحة للعباد في إخفائه منهم، والحكمة في طيه عنهم إلى يوم تبلى السرائر، والله هو الحكيم العليم.
قال تعالى: ﴿ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ﴾ [المؤمنون: 71].
[التوضيح لشرح الجامع الصحيح (3/ 630)].
 
من آثار الغزو الفكري:
• قال العلامة الشنقيطي: وطائفة ثقفها الأجنبي ثقافة مضادة للإسلام، وصبغها كيف يشاء، فكانت تنظر إلى الدين بغير حقيقته، تزعم وتعتقد أن كل تمسك بالدين أنه رجعية وانحراف عن مسايرة ركب التطور وجمود بالأمة وخلود بها إلى الهاوية! ! [رحلة الشنقيطي إلى إفريقيا (ص/ 46)].
 
نصيحة:
• قال الشيخ العلامة أحمد شاكر -رحمه الله-:"وأرى أنه يجب على الأمة الإسلامية عامة، وعلى الأمة المصرية خاصة، أن تحدد موقفها من الدين والخلق، ثم من الدنيا ومتاعها".
["كلمة حق" (ص/ 161)].
 
باقة من الشعر:
عن أبي بن كعب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن من الشعر حكمة".
أخرجه البخاري (6145).
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-:"أي: قولاً صادقاً مطابقاً للحق، وقيل: أصل الحكمة المنع، فالمعنى: إن من الشعر كلاماً نافعاً يمنع من السفه".
[فتح الباري (10/ 540)].
 
من شعر الإمام الخطابي في وصف الحياة:

لعمرك مَا الْحَيَاة وَإِن حرصنا
عَلَيْهَا غير ريح مستعاره

وَمَا للريح دائمة هبوب
وَلَكِن تَارَة تجْرِي وتاره

["يتيمة الدهر" (4/ 384)، و"معجم الأدباء" (3/ 1206)].
 
من شعر أبي العلاء المعري:
فيسمع مني هديل الحمام ♦♦♦ وأسمع منه زئير الأسد
["بغية الطلب فى تاريخ حلب" (2/ 903)].
 
من شعر أبي العتاهية:

أَرَاك امْرَأً تَرْجُو مِنْ اللَّهِ عَفْوَهُ
وَأَنْتَ عَلَى مَا لَا يُحِبُّ مُقِيمُ

فَحَتَّى مَتَى تَعْصِي وَيَعْفُو إلَى مَتَى؟
تَبَارَكَ رَبِّي إنَّهُ لَرَحِيمُ

["الآداب الشرعية" (1/ 179)].
 
من شعر الإمام الخطابي:

تَسَامَحْ وَلَا تَسْتَوْفِ حَقَّكَ كُلَّهُ
وَأَبْقِ فَلَمْ يَسْتَوْفِ قَطُّ كَرِيمُ

وَلَا تَغْلُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَمْرِ وَاقْتَصِدْ
كِلَا طَرَفَيْ قَصْدِ الْأُمُورِ ذَمِيمُ

["العزلة" للخطابي (ص/ 98)].
 
من شعر أبي إسحاق الألبيري:

لَا قُوَّة لي يَا رَبِّي فأنتصر
وَلَا بَرَاءَة من ذَنبي فأعتذر

فَإِن تعاقب فَأهل للعقاب وَإِن
تغْفر فعفوك مأمول ومنتظر

إِن الْعَظِيم إِذا لم يعف مقتدرا
عَن الْعَظِيم فَمن يعْفُو ويقتدر

[ديوان أبي إسحاق الإلبيري (ص/ 108)].
 
وقد أحسن أبو العتاهية في قوله:

لَيس دُنيا إلاَّ بدينٍ ولَيْ
سَ الدِّين إلاَّ مَكارمُ الأخْلاقِ

إنَّما المَكْرُ والخَديعَةُ في النَّارِ
هُمَا مِنْ خِصالِ أهْلِ النِّفاقِ

[انظر: مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (53)، التمهيد لابن عبد البر (24/ 334)، وجامع العلو والحكم لابن رجب (2/ 265، 494)].
وفي التمهيد:"من فروع"، بدلاً من:"من   خصال".
 
قال ابن حبان: وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:
كم من أخ لك لو نابتك نائبة ♦♦♦ وجدته لك خيراً من أخي النسب
["روضة العقلاء" (ص/ 93)].
 
قال أحدهم:
إن العفيف إذا استعان بخائن ♦♦♦ كان العفيف شريكه في المأثم
["تاريخ الخلفاء" (ص/ 205)].
 
من شعر الأمير عبد الله الفيصل:
• وليس في الجهل إلا فادح المحن.
[من قصيدة "نداء"، ديوان:"وحي الحرمان" (ص/ 87)].
• لا تطيب الحياة من غير أًمْنٍ مشرقٍ كالسنا بثغرِ الصَّبَاحِ [من قصيدة "منطق الحق", ديوان:"حديث قلب" (ص/ 35)].
 
علم وزهد ورقائق وآداب:
• القلب كلما كان أبعد من الله كانت الآفات إليه أسرع، وكلما قرب من الله بعدت عنه الآفات.
[قاله الإمام ابن القيم في"الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" (ص/ 79)].
• كلما كان العبد بالله أعرف وله أطوع وإليه أحب كان ذكره غير ذكر الغافلين اللاهين.
[قاله الإمام ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص/ 452)].
• قال الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (4/ 528):"فالسنن الثابتة لا ترد بالدعاوى".
• قال الراغب الأصفهاني في "الذريعة إلى مكارم الشريعة" (ص/ 85):"لا يصح تعاطي الفضل إلا بعد العدل، فإن العدل فعل ما يحب، والتفضل الزيادة على ما يحب، وكيف يصح تصور الزيادة على شيء هو غير حاصل في ذاته؛ ولهذا قيل: لا يستطع الوصول من ضيع الأصول".
 
• قال أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد:"إن من حق البحث والنظر الإضراب عن الكلام في فروعٍ لم تحكم أصولها، والتماس ثمرةٍ لم تغرس شجرها، وطلب نتيجةٍ لم تعرف مقدماتها".
[أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1470)].
 
• من كان أعلم بالأصل كان أعلم بالفرع.
[الذخيرة للقرافي (1/ 34)].
 
• قال الحافظ الناجي -رحمه الله- في "عجالة الإملاء" (ص/ 23):" كيف يكمل تصنيف أو غيره، والكمال المطلق إنما لله جلت عظمته، وقد قال عن كتابه القرآن المعجز المتحدي به الثقلان:﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ﴾ [النساء:82].
والإنسان مجبول على السهو والنسيان ومن يسلم من هفوات الأوهام، وعثرات الأقلام.
ومن ظن ممن يلاقي الحروب ♦♦♦ بأن لن يصاب فقد ظن عجزا
والنار قد تخبو، والجواد قد يكبو، والصارم قد ينبو".
 
• ومن حكيم كلام شيخ الشافعية بخراسان، الإمام أبو الطيب، سهل بن محمد بن سليمان بن محمد، الصعلوكي النيسابوري، المتوفى سنة أربع وأربعمائة:"من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه" [سير أعلام النبلاء (17/ 208)].
وشرح ذلك الشيخ ابن عثمين -رحمه الله- بقوله: "مما يجب الحذر منه، أن يتصدر الإنسان قبل أن يكون أهلاً للتصدر؛ لأنه إذا فعل ذلك كان دليلاً على عدة أمور: الأول: إعجابه بنفسه، حيث تصدّر فهو يرى نفسه علم الأعلام.
الثاني: أن ذلك يدل على عدم فقهه ومعرفته بالأمور، وإذا الناس رأوه متصدراً، أوردوا عليه من المسائل ما يبين عواره.
الثالث: أنه إذا تصدر قبل أن يتأهل، لزمه أن يقول على الله ما لا يعلم؛ لأن غالب من كان هذا قصده لا يبالي أن يحطم العلم وأن يجيب عن كل ما سئل عنه.
الرابع: أن الإنسان إذا تصدر فإنه في الغالب لا يقبل الحق؛ لأنه يظن بسفهه أنه إذا خضع لغيره، وإن كان معه الحق كان هذا دليلاً على أنه ليس بأهل في العلم".
وقد استشرى في زماننا داء التصدر قبل التأهل.
وإلى الله المشتكى.

• قال الأصمعي:سمعت أعرابياً يقول:"وهيهات أن يظهر الْوُدُّ المستقيم من القلب السقيم".
[ذكره ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1473)].
- وقال ابن الجوزي في "صيد الخاطر" (ص/ 367):"وإنما يتعثر من لم يخلص".
• قال الإمام الألباني:"والحق والحق أقول: إن من فتن هذا الزمان حب الظهور وحشر النفس في زمرة المؤلفين، وخاصة في علم الحديث الذي عرف الناس قدره أخيراً بعد أن أهملوه قروناً، ولكنهم لم يقدروه حق قدره، وتوهموا أن المرء بمجرد أن يحسن الرجوع إلى بعض المصادر من مصادره والنقل منها؛ صار بإمكانه أن يعلق وأن يؤلف! نسأل الله السلامة من العجب والغرور!!".
["الضعيفة" (11/ 698)].
• قال الإمام الألباني:"فاتق الله! واعرف طبيعة نفسك، وقدر علمك ولا يحملنك شهوة النقد على التطاول على الحفاظ والعلماء".
["الضعيفة" (14/ 1006)].
• قال العلامة السعدي:"إن حسن الخلق ليدعو إلى صفة الإنصاف، فإن صاحب الخلق الحسن يسلم غالباً من الانتصار لنفسه، والتعصب لقوله؛ لأن الانتصار للنفس والتعصب يحمل على الاعتساف وعدم الإنصاف".
[الفتاوى السعدية (ص/ 637)].
• قال العلامة السعدي:"وبالخلق الحسن يسلم العبد من مضار العجلة والطيش لرزانته وصبره ونظره لكل ما يمكن من الاحتمالات، وتجنب ما يخشى ضرره".
[الفتاوى السعدية (ص/ 637)].
• قال ابن مفلح:"واعلم أن القلوب تضعف وتمرض وربما ماتت بالغفلة والذنوب وترك إعماله فيما خلق له من أعمال القلوب المطلوبة شرعاً وأعظم ذلك الشرك، وتحيا وتقوى وتصح بالتوحيد، واليقظة، وإعماله فيما خلق له، والضد يزول بضده وينفعل عنه عكس ما كان منفعلاً عنه، وقال عبد الله بن المبارك -رحمه الله-:

رَأَيْت الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ
وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إدْمَانُهَا

وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ
وَخَيْرٌ لِنَفْسِك عِصْيَانُهَا"

["الآداب الشرعية" (1/ 170)].
 
• ما لا يُعْرَفُ سببه لا يُمْكِنُ معالجته؛ إذ العلاج عبارة عن حل أسباب المرض.
["إحياء علوم الدين" (3/ 287)].
• قال إسحاق الحربي سمعت أبا عبد الله -أحمد بن حنبل- يقول:من أراد الحديث خدمه.
قلت: لأبي عبد اللَّه كم يقنع الرجل أن يكتب من الحديث؟ قال لي: يا إسحاق خدمة الحديث أصعب من طلبه.
قلت: ما خدمته؟ قال: النظر فيه.
["طبقات الحنابلة" (1/ 113)].
قال الحافظ البيهقي: قد خدمه أبو عبد الله أحمد بن حنبل فرحل فيه، وحفظه، وعمل به، وعلمه، وحمل شدائده.
وهو كما قال البيهقي -رحمه الله-.
["الآداب الشرعية" (1/ 231)].
• قال الإمام الشافعي: من قرأَ القرآن عظمت قيمته، ومن تفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن تعلم اللغة رق طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.
["الآداب الشرعية" (1/ 231)].
• قال الإمام أبو الفرج بن الجوزي: الخوف هو النار المحرقة للشهوات، فإذاً فضيلته بقدر ما يحرق من الشهوة وبقدر ما يكف عن المعصية ويحث على الطاعة، وكيف لا يكون الخوف ذا فضيلة وبه تحصل العفة والورع والتقوى والمجاهدة والأعمال الفاضلة التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى؟ كما علم من الآيات والأخبار كقوله تعالى: ﴿ هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾ [الأعراف: 154].
 
وقوله تعالى: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 8]، وقوله تعالى: ﴿ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175] وقوله تعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46] وقال تعالى: ﴿ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى ﴾ [الأعلى: 10] وقال تعالى:﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28] .
 
وكل ما دل من الآيات والأحاديث على فضيلة العلم دل على فضيلة الخوف؛ لأن الخوف ثمرة العلم.
["الزواجر عن اقتراف الكبائر" (1/ 28-29)].
 
• قال ابن مفلح: "العلم في الصغر أثبت، فينبغي الاعتناء بصغار الطلبة، لا سيما الأذكياء المتيقظين الحريصين على أخذ العلم، فلا ينبغي أن يجعل -على ذلك- صغرهم أو فقرهم وضعفهم مانعاً من مراعاتهم، والاعتناء بهم".
["الآداب الشرعية" (1/ 244)].
وكان الشاشي محمد بن الحسين الفقيه الشافعي المشهور المتوفى سنة سبع وخمسمائة ينشد:
تَعَلَّمْ يَا فَتَى وَالْعُودُ رَطْبٌ ♦♦♦ وَطِينُك لَيِّنٌ وَالطَّبْعُ قَابِلْ
["الآداب الشرعية" (1/ 236)].
 
• قال العلامة عبد الرحمن المعلمي:من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل ومن أمضى أسلحته أن يرمي الغالي كل من يحاول رده إلى الحق ببغض أولئك الأفاضل ومعاداتهم.
[التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (1/ 184)].
 
• من البغي والتسلط ما يؤدي إلى خراب البلاد وفساد العباد.
["الذريعة إلى مكارم الشريعة" للراغب الأصفهاني (ص/ 267)].
 
• إياكم وصرعات الْبَغي، وفضحات الغدر، وفلتات المزح.
["جمهرة الأمثال" (1/ 457)].
 
• فعلينا جميعًا أن نعلم أن دين الإسلام دين ميدان، ودين كفاح ليس دين نوم ولا تكاسل، ومن نام وتكاسل داسته نعال الأراذل، وكان حمارًا يقوده من شاء أن يقوده، فلا بد من التقدم في الميدان، والدنيا كفاح لا بد من العمل، ولكن الإنسان يعمل في دنياه وهو مرضٍ ربه.
[رحلة الشنقيطي إلى إفريقيا (ص/ 55)].

• قال العلامة الشنقيطي: فمن زمن الدولة العباسية وهم يعملون بضربه بالمعاول ليضعفوه، وصار جميع الميادين الحيوية مؤلفوها كفرة، ولم يؤلفوا تأليفًا ينتفع به الإنسان في ميدان من ميادين الحياة لا في تجارة، ولا سياسة، ولا عسكرية، ولا هندسة، ولا كيمياء إلا حطوا في تلك التآليف أفكارًا هدامة وعقائد زائفة مضللة تفصل الشخص عن دينه، ومرادهم بذلك أحد أمرين: إما أن يتخلف أولاد المسلمين عن ميادين الحياة فيبقون لقمة سائغة لمن جاءهم، أو يدخلوا في ميادين الحياة فينشبوا في الفخ الذي وضعوا لهم، وعلى المسلمين أن يتنبهوا لهذا، ويعلموا أولادهم العلوم الدنيوية، ويحذروا عليهم من تلك العقائد الهدامة والأمور التي تصدهم عن دينهم، وهذا يكون بالمراقبة، وباجتماع المسلمين، وتثقيف أولادهم ثقافة صحيحة، وبجمع أموال طائلة على حساب الناس والمسلمين واستجلاب مدرسين يتقنون العلوم الدنيوية ويميزونها مما جاء في الطريق من شوك وألغام.
[رحلة الشنقيطي إلى إفريقيا (ص/ 55-56)].

أوصاف وأصناف:
قال أبو عبد الله محمد بن الفضل بن العباس البلخي-من حكماء المشرق كما قال أبو نعيم، وقال الذهبي: الزاهد، الحبر الواعظ، وقال أيضاً: الإمام الكبير، الزاهد، العلامة، شيخ الإسلام- [حلية الأولياء (10/ 232)، تاريخ الإسلام (7/ 331)، سير أعلام النبلاء (14/ 523)].
ذهاب الاسلام على يدي اربعة أصناف من الناس:
صنف لا يعملون بما يعلمون.
وصنف يعملون بما لا يعلمون.
وصنف لا يعملون ولا يعلمون.
وصنف يمنعون الناس من التعلم.[مفتاح دار السعادة" (1/ 455)].
قال أبو نعيم الحافظ :وسمعت محمد بن عبد الله الرازي بنسا أنه سمعه يقول: ذهاب الإسلام من أربعة:لا يعملون بما يعلمون.
ويعملون بما لا يعلمون.
ولا يتعلمون ما لا يعلمون.
ويمنعون الناس من العلم.[حلية الأولياء (10/ 232)].
 
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في "مفتاح دار السعادة" (1/ 455- 456):
شارحاً:
قلت: الصِّنْف الاول من لَهُ علم بِلَا عمل؛ فَهُوَ اضر شَيْء على الْعَامَّة؛ فَإِنَّهُ حجَّة لَهُم فِي كل نقيصة ومنحسة.
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (1/ 160).
 
قلت الصنف الأول من له علم بلا عمل؛ فهو أضر شيء على العامة؛ فإنه حجة لهم في كل نقيصة ومنحسة.
والصنف الثاني: العابد الجاهل فإن الناس يحسنون الظن به لعبادته وصلاحه فيقتدون به على جهله وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون فان الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم؛ فإذا كان العلماء فجرة والعباد جهلة عمت المصيبة بهما وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة.
والصنف الثالث: الذين لا علم لهم ولا عمل، وإنما هم كالأنعام السائمة.
والصنف الرابع نواب ابليس في الارض وهم الذي يثبطون الناس عن طلب العلم والتفقه في الدين فهؤلاء أضر عليهم من شياطين الجن؛ فانهم يحولون بين القلوب وبين هدى الله، وطريقه فهؤلاء الأربعة أصناف هم الذين ذكرهم هذا العارف رحمة الله عليه وهؤلاء كلهم على شفا جرف هار وعلى سبيل الهلكة".
 
وقال الحافظ الذهبي معقباً على قول هذا الزاهد: قلت: هذه نعوت رؤوس العرب والترك وخلق من جهلة العامة، فلو عملوا بيسير ما عرفوا، لأفلحوا، ولو وقفوا عن العمل بالبدع، لوفقوا، ولو فتشوا عن دينهم وسألوا أهل الذكر - لا أهل الحيل والمكر - لسعدوا، بل يعرضون عن التعلم تيها وكسلا، فواحدة من هذه الخلال مردية، فكيف بها إذا اجتمعت؟! فما ظنك إذا انضم إليها كبر، وفجور، وإجرام، وتجهرم على الله؟! نسأل الله العافية.[ سير أعلام النبلاء (14/ 525)].
• قال ابن الجوزي:"أين المعترف بما جناه, أين المعتذر إلى مولاه, أين التائب من خطاياه, أين الآيب من سفر هواه, نيران الاعتراف تأكل خطايا الاقتراف, مجانيق الزفرات تهدم حصون السيئات, مياه الحسرات تغسل أنجاس الخطيئات.
يا طالب النجاة دم على قرع الباب, وزاحم أهل التقى أولي الألباب, ولا تبرح وإن لم يفتح فرب نجاح بعد اليأس, ورب غنى بعد الإفلاس".
["التبصرة" (1/ 78)].
• وقال ابن الجوزي:"تأملت إقدام أكثر الخلق على المعاصي، فإذا سببه حب العاجل والطمع في العفو".
["الآداب الشرعية" (1/ 177-178)].
 
• قال السفاريني:"الكبر على ثلاثة أنواع:
أ- لأنه إما على الله، ككبر فرعون ونمرود، وهو أقبح أنواعه، حيث يستنكف أن يكون عبداً لله.
ب- وإما على رسوله صلى الله عليه وسلم، بأن يمتنع من الانقياد له تكبراً جهلاً وعناداً، ككفار مكة وغيرهم.
ج- وإما على العباد، بأن يستعظم نفسه، ويحقر غيره ويزدريه، وهذا وإن كان دون الأولين إلا أنه عظيم إثمه، كبير جرمه، إذ لا تليق الكبرياء والعظمة إلا للملك الجبار مولى النعمة".
["الذخائر لشرح منظومة الكبائر" (ص/ 273-274)].
 
• قال العلامة عبد الرحمن المعلمي:أقول: نعم التشكيك في إسلام رجل من أهل القبلة ليس من قواعد الإسلام.
فلنا ظاهر أهل القبلة، وباطنهم الى الله، وننكر ما يخالف الصراط السوي منهم، ونبين وجه الدين والسنة لمن خالفها".[التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (1/ 147)]
• الأحمق يغضب من الحق، والعاقل يغضب من الباطل.
["الآداب الشرعية" (1/ 72)].
 
• قال العلامة الشنقيطي: ومن المعلوم عند جميع العقلاء أن مسائل الاقتصاد راجعة إلى أصلين:
الأول: حسن النظر في طريق اكتساب المال.
والثاني: حسن النظر في صرف المال في مصارفه.
والدين يوضح ذلك كله على ضوء تنظيم خالق البشر لوجوه الاكتساب ووجوه الصرف في حدود معروفة معينة، فيمنع الاكتساب المنطوي على ما لا ينبغي، كقوله: ﴿ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275] ومنع الصرف فيما لا ينبغي، كقوله: ﴿ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِمْ حَسْرَةً ﴾ [الأنفال: 36].
[رحلة الشنقيطي إلى إفريقيا (ص/ 91-92)].
• قال محمد بن مهران الكاتب:"وأنا منتظر من نصر الله عز وجل على هذا الباغي وانتقامه من الظالم ما ليس ببعيد، وإن كان قوم مستدرجين بالإمهال، فإن وعد الله عز وجل ناجز، وهو من وراء كل ظالم".
["الآداب الشرعية" (1/ 381)].
• قال محمود الوراق:"أتم الناس: أعرفهم بنقصه، وأقمعهم لشهوته وحرصه".
[جامع بيان العلم وفضله (1/ 259)].
• وصفت أعرابية قوماً بالبخل، فقالت: القائمون إلى الصلاة بلا أذان، مخافة أن تسمعه آذان الضيفان.
[الفنون (2/ 748].
• وقد قيل لبخيل: لم حبست مالك؟ قال: للنوائب.
فقيل له: قد نزلت بك.
["أدب الدنيا والدين" (ص/ 195)].
• لبعضهم: اعتبر بما ترى، واتعظ بما تسمع، قبل أن تصير عبرة للرائي، وعظة للسامع.
[الكشكول (2/ 301-302)].
• لا تتهاون بالأمر الصغير إذا كان يقبل النمو.
[الكشكول (2/ 313)].
• إذا فاتك الأدب فالزم الصمت.
[الكشكول (2/ 313)].
• إذا اشتبه عليك أمران فاجتنب أقربهما من هواك.
[الكشكول (2/ 313)].
• فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها.
[الكشكول (2/ 312)].
• خاطر بنفسه من استبد برأيه.
[الكشكول (2/ 312)].
• قال بعض الحكماء: المروءة ألا تفعل سراً ما تستحي منه علانية.
[الكشكول (2/ 280)].
• قال بعضهم: عند انسداد الفُرج تبدو مطالع الفَرج.[ الكشكول (2/ 176)].
• قد كنت لنا واعظاً فما وعظتنا موعظةً أبلغ من وفاتك.
[الكامل في التاريخ (1/ 254)].
• يا من ضاقت عليه الأرض طولاً وعرضاً ليت شعري كيف حالك بما احتوى عليك منها!.
[الكامل في التاريخ (1/ 254)].
• قال سماحة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله-:"كل قول ليس بصحيح لا بد أن يتفرع عليه أقوال ضعيفة، ويوجد فيه آصار وأَغلال وتناقض".
[فتاوى رسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (2/ 15)].
• قال سماحة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله-:"ليس كل خلاف يعول عليه، إنما يعول على خلاف له حظ من الاستدلال.
وما أحسن ما قيل:
وليس كل خلاف جاء معتبراً ♦♦♦ إلا خلاف له حظ من النظر".
["فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ" (6/ 98)].
 
قلت: هذا البيت ضمن منظومة نظمها علي بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى الفقيه أبو الحسن الخزرجي، الإشبيلي، ثم الفاسي المعروف بالحصار [المتوفى:611هـ]، في كتابه "الناسخ والمنسوخ" كما قال الحافظ السيوطي في "الإتقان في علوم القرآن" (1/ 44):"وقال أبو الحسن بن الحصار في كتابه:"الناسخ والمنسوخ":"المدني باتفاق عشرون سورة والمختلف فيه اثنتا عشرة سورة وما عدا ذلك مكي باتفاق، ثم نظم في ذلك أبياتاً فقال: ...".
فذكرها، وهذا البيت آخرها.
 
والحصار ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (44/ 78) بقوله:"وكان إماماً فاضلاً، كثير التصانيف، بارعاً في أصول الفقه.
حج، وجاور، وصنف في أصول الفقه، وصنف كتابا في "الناسخ والمنسوخ"، وكتاب "البيان في تنقيح البرهان".
وله أرجوزة في أصول الدين شرحها في أربع مجلدات.
وله شعر حسن.
 
روى عنه زكي الدين المنذري، وقال: توفي بالمدينة النبوية في شعبان.
وأجاز لابن مسدي، وقال: وقفت له على كتاب سماه:"تقريب المدارك في رفع الموقوف ووصل المقطوع من حديث مالك"، اختصر فيه بعض معاني كتاب "التمهيد" لابن عبد البر".
 
• قال الإمام ابن باز رحمه الله:"من عادة ضعفاء البصيرة أو من كان قصده غير سليم، من عادته التشبه بالمشتبهات والمطلقات والعامات، وليس هذا من شأن أهل الإيمان، أهل الإيمان وصفهم الله بأنهم يؤمنون بالمتشابه ويردونه إلى المحكم، وأما أهل الزيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة، نسأل الله السلامة".
["التعليقات البازية على شرح الطحاوية" (2/ 988)].
 
• قال الإمام ابن باز رحمه الله:"الإنسان بعد التوبة لا يلام، إنما يلام قبل التوبة، يلام قبل أن يتوب، يلام ويقرع حتى يتوب، أما إذا تاب فإنه لا يلام، بعد التوبة لا يقال للإنسان سيئته، قد يشكر على توبته ويدعى له ويشجع على الثبات عليها.
["التعليقات البازية على شرح الطحاوية" (1/ 569)].
 
• قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-:"والحكم لا بد فيه من تصور القضية، ثم تصور انطباق الأدلة عليها؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، والحكم على الشيء لا بد فيه من معرفة الموجب للحكم".["الشرح الممتع" (15/ 300)].
 
• قيل لبعض الحكماء: أي إخوانك أحب إليك؟ قال: من سدَّ خَللي، وقبل عِللي، وغفر زللي.
[الكشكول (2/ 317)].
 
• إذا أمرت غيرك ممن هو دونك بأن يقوم بواجبه وكنت سابقاً إلى قيامك بالواجب، فإن غيرك يستجيب لك ويقوم بما أمرته به.
["كتب ورسائل عبد المحسن العباد" (6/ 387)].
 
• من أعجب الظواهر التي برزت في عصرنا الحاضر محاولة التهوين من الجرائم الكبرى، وإن شئت فقل: محاولة العطف على الجريمة، فمن ذلك المطالبة المستمرة بإلغاء عقوبة القتل، حتى عن القتلة الذين أرهقوا عشرات الأنفس البريئة، ووصلت الدناءة عندهم إلى عدم اعتبار اللواط جريمة، والعياذ بالله، وإن دلت هذه الظاهرة على شيء إنما تدل على سريان الانحراف، وفشوا المرض في القلوب، وقديماً قالوا:""النقص يهوى النقص".
[من مقال بعنوان:"بماذا نسمي الحاكم العبيدي" للشيخ رمضان أبو العز، نشر في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة].
 
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولو أمرنا كل ولي مقتول أن لا يقتص من القاتل، وكل صاحب دين أن لا يطالب غريمه، بل يدعه على اختياره، وكل مشتوم ومضروب أن لا ينتصف من ظالمه، لم يكن للظالمين زاجر يزجرهم، وظلم الأقوياء الضعفاء، وفسدت الأرض.
قال تعالى:{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: 251] .
فلا بد من شرع يتضمن الحكم بالعدل ولا بد - مع ذلك - من ندب الناس إلى العفو والأخذ بالفضل.
وهذه شريعة الإسلام.
[الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (5/ 105)].
 
ما لا يجوز فيه القصاص بمثله:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:لا يجوز أن يكذب على من كذب عليه، ولا يشهد بزور على من شهد عليه بزور، ولا يكفره بباطل كما كفره بالباطل، ولا يقذفه كذبا كما قذفه كذبا، ولا يفجر إذا خاصمه كما فجر هو.
وكذلك لا يجوز أن يغرر في عقد عقده بينهما لأجل كونه غرر به، فلا يخونه كما خانه، والشارع نهى عن الخيانة لمن خانه ولم يجعل ذلك قصاصا فلا يأخذ من ماله بغير علمه بقدر ما أخذه هو، وهذا أصح قولي العلماء.
[المستدرك على مجموع الفتاوى (5/ 98)].
 
وأخيراً: أقول كما قال ابن الأثير -رحمه الله- في "الكامل" (1/ 255):"فهذا كلام الحكماء فيه مواعظ وحكم حَسَنَةٌ فلهذا أثبتها".

شارك الخبر

المرئيات-١