حبَّ إليها بالغضا نرتيعا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حبَّ إليها بالغضا نرتيعا | وبالنَّخيلِ مورداً ومشرعا |
وبأثيلاتِ النَّقا طلائلاً | يفرشها كراكرا وأذرعا |
تقامصُ البزلاءُ فيها بكرها | منْ المراحِ والصَّنيِّ الجذعا |
منى ً لها لو جعلَ الدَّهرُ لها | أنْ تأمنَ الطَاردَ والمدعدعا |
عزَّتْ فما زالَ بها جورُ النَّوى | والبيدُ حتى آذنتْ أنْ تخنعا |
أمكنتْ منْ الخشاشِ آنفاً | ما طمعتْ منْ قبلُ فيها مطمعا |
اللهُ يا سائقها فإنَّها | جرعة ُ حتفٍ أنْ تجوزَ الأجرعا |
أسلْ بها الوادي رفيقاً انَّها | تسيلُ منها أنفساً وأدمعا |
قدْ كانَ نام البينُ عنْ ظهورها | وضمَّ شتَّى شملها الموزَّعا |
فعادَ منها مضرماً ألهوبهُ | لا بدَّ في طائرهِ أنْ يقعا |
منْ بمنى ً وأينَ جيرانُ منى ً | كانتْ ثلاثاً لا تكونُ أربعا |
راحوا فمنْ ضامنِ دينٍ ما وفى | وحالفٍ بالبيتِ ما تورَّعا |
وفي الحدوجِ غاربونَ أقسموا | لا تركوا شمساً تضيءُ مطلعا |
سعى بي الواشي إلى أميرهمْ | لا طافَ إلاَّ خائباً ولا سعى |
لا وأبي ظبية َ لولا طيفها | ما استأذنتها مهجتي أنْ تهجعا |
ولا رجوتُ بسؤالي عندها | جدوى سوى أنْ أشتكي فتسمعا |
يا صاحبي سرُّ الهوى إذاعة ٌ | طرَّتْ خروقٌ سرَّثا أنْ ترقعا |
إشرافة ً على قبا إشرافة ً | أو أجتهاداً دعوة ً أنْ تسمعا |
يا طلقاءَ الغدرِ هلْ منْ عطفة ٍ | على أسيرٍ بالوفاءِ جمعا |
سلبتموني كبداً صحيحة ً | أمسِ فردَّوها عليَّ قطعا |
عدمتُ صبري فجزعتُ بعدكمْ | ثمَّ ذهلتُ فعدمتُ الجزعا |
وأنتِ يا ذاتَ الهوى منْ بينهمْ | عهدكِ يومَ وجرة ٍ ما صنعا |
لمَا ملكتِ بالخداعِ جسدي | نقلتِ قلبي وسكنتِ الأضلعا |
وارتجعا إليَّ ليلة ً بحاجرٍ | أنْ تمَّ في الفائتِ أنْ يرتجعا |
قالوا ألكنا فوعظنا صخرة ً | لا يجدُ الغامزُ فيها مصدعا |
قلباً على العتبِ الرَّفيقِ مااعوى | لحاجة ٍ فيكَ وسمعاً ما وعى |
قلتُ فما ظنُّكما قالوا نرى | أنْ ندعْ الدَّارَ لهمْ قلتُ دعا |
فهو معَ اللَّوعة ِ قلبُ ماجدٍ | إذا أحسَّ بالهوانِ نزعا |
قدْ باطنَ النَّاسَ وقدْ ظاهرهم | وضرَّهُ تغريرهُ ونفعا |
وقلَّبَ الإخوانَ وافتلاهمُ | فلمْ يجدْ في خلِّة ٍ مستمتعا |
بلى حمى اللهُ العميدَ ما حمى | عيناً بجفنٍ وسقاهُ ورعى |
وصانَ منهُ للعلا منبتها الزَّ | اكي وشرعَ دينها المتَّعبا |
والواحدَ الباقيَ في أبنائها | والثكلُّ قدْ أوجعها فيهمْ معا |
ضمَّ فلولَ الفضلِ حتى أجتمعتْ | مفرَّقٌ منْ مالهِ ما اجتمعا |
وانشرَ الجودَ الدَّفينَ مطلقُ ال | كفِّ إذا أعطى ابتداءً أتبعا |
ودبَّرَ الأيَّامَ مرتاضاً بها | فلقَّبتهُ النَّاهضَ المضطلعا |
وفى بما سنَّ الكرامُ في النَّدى | ثمَّ استقلَّ فعلهمْ فابتدعا |
منْ طينة ٍ مصمتة ٍ طائيِّة ٍ | يطبعها المجدُ على ما طبعا |
خلَّى الرِّجالُ حلبة َ الجودِ لها | والبأسِ قداماً وجاءوا تبعا |
ومرَّ منها واحدٌ معْ اسمهِ | يفضحُ كلَّ منْ سخا أو شجعا |
ولا ومنْ أولدهمْ محمَّداً | واختارهُ منْ غصنهمْ وأفرعا |
ما خلتُ أنْ يبصرَ ضوءُ كوكبٍ | منْ هالة ِ البدرِ ابيهِ اوسعا |
وأنَّنا نغفلُ ذكرَ حاتمٍ | في طيِّءٍ ونذكرُ المزرَّعا |
حتى علتْ منْ بيتهِ سحابة ٌ | جفَّ لها ما قبلها وأقشعا |
وامطرتْ منَ العميدِ مزنة ٌ | عمَّتْ فما فاتَ حياها موضعا |
صابتْ حساماً ولساناً ويداً | بأيِّها شاءَ مضى فقطعا |
مدَّ إلى أفقِ العلا فنالهُ | يداً تردُّ كلَّ كفٍّ إصبعا |
والتقطَ السوددَ منْ اغراضها | فلمْ يدعْ لسهمِ رامٍ منزعا |
تختصمُ الأقلامُ فيهِ والظُّبا | كلٌّ يقولُ بي بدا ولي سعى |
ويدَّعيهِ الجودُ ما بينهما | لنفسهِ فيعطيانِ ما ادَّعى |
أيقظكَ التَّوفيقُ لي وما أرى | في النَّاسِ إلاَّ الهاجعَ المضطجعا |
وأجفلتْ عنِّي صروفُ زمني | مذ قمتَ دوني بطلاً مقنَّعا |
وغرتْ للمجدِ التَّليدِ أنْ ارى | تقلُّلاً عندي أو تقنُّعا |
ملأتُ وطبي فمتى أقرى القرى | لا أسقِ إلاَّ مفعماً أو مترعا |
وكنتُ في ظلِّكَ أبدي جانباً | منْ جادة ِ البحرِ وأزكى مرتعا |
فما أبالي حالبات المزنِ أنْ | تفطمني بعدكَ أو أنْ ترضعا |
أغنيتني عنْ كلِّ خلقٍ أنفقُ ال | نِّفاقَ في ابتياعهِ والخدعا |
وملكٍ مستعبدٍ بمالهِ | أحطُّ منْ عرضي لهُ ما رتفعا |
غذا دعا مستصرخٌ برهطهِ | يدفعُ ضيمَ الدَّهرِ عنهُ مدفعا |
ناديتُ في تاديَّ آلِ جعفرٍ | على نوى الدَّارِ فكنتُ مسمعا |
وبتُّ أرعى منْ جنى إسعادكمْ | روضاً أريضاً وجناباً ممرعا |
لبستُ عيشي أخضراً أسحبهُ | بينكمُ وكانَ رثَّاً أسفعا |
ليالياً يحسبنَ أيَّاماً بكمْ | حسناً وأيَّاماً يخلنَ جمعا |
فإنْ شكوتُ أنَّ حظِّي عاثرٌ | بعدكمُ فقلْ لحظِّي لا لعا |