لمن طللٌ بلوى عاقلِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لمن طللٌ بلوى عاقلِ | عفا غير منتصبٍ ماثلِ |
تشرَّفَ يصغي لأمر الرياح | وإمّا إلى واقفٍ سائلِ |
تنكّرت العينُ ما لا تزا | ل تعرفُ من ربعه الآهلِ |
بدائدُ من قاطني الوحش فيه | بدائلُ من أنسه الراحلِ |
وقفتُ به ناحلاً أجتدي | شفاءَ سقاميَ من ناحل |
مشوقين لكنَّه لا يلام | ولا يُرتجى الجودُ من باخلِ |
وأدرى ولم يدر ما نابه | وتنجو الغباوة بالجاهلِ |
أكنتَ مع الركب طاوين عنه | مطا كلِّ مطّردٍ جائلِ |
له من ثرى الأرض ما لا يمسّ | سوى مسحة ِ الغالطِ الغافلِ |
كأنّ يديه تبوعان شوطا | ظليمِ أهبتَ به جافلِ |
ترى البدرَ راكبه قاطعا | به فلكَ العقربِ الشائلِ |
وفي الحيّ مختلفاتُ الغصو | ن من مستوٍ لك أو مائلِ |
ومن جائرٍ ليتَ ما قبله | تعلّم من قدّه العادلِ |
تنابلن بالحدق الفاتنات | وفي كبدي غرضُ النابلِ |
أأصحو على النظرِ البابليّ | والخمرُ والسحرُ في بابلِ |
تعجَّلتُ يوم اللوى نظرة ً | ولم أتلفَّتْ إلى الآجلِ |
فكنتُ القنيصَ لها لا الغزالُ | بعينيَّ لا كفّة ِ الحابلِ |
فيا ربّ قلّد دمي مقلتي | بما نظرتْ واعفُ عن قاتلي |
هنيئاً لحبِّكِ ذات الوشاح | دمٌ طلَّ فيه بلا عاقلِ |
وشكواي منك إلى معرض | وضنُّكِ منّي على باذلِ |
وحبى ً لذكركِ حتى لثم | تُ مسلكه من فم العاذلِ |
وليل يطالبُ عند الصبا | ح دينَ الغريم على الماطلِ |
رددتُ أداهمَ ساعاتهِ | أشاهبَ من دمعيَ السائلِ |
وما عند صبري على طوله | ولا فيض جفنيَ من طائلِ |
أرى صبغة العيش عند الحسا | ن حالت مع الشعرَ الحائلِ |
وأشمسَ شيبي فهل فيئة | تعود بظلّ الصِّبا الزائلِ |
عزفتُ سوى علقٍ بالوفا | ء لم يك عنه النهي شاغلي |
وقمتُ على سرف الأربعي | ن آخذُ للحقّ من باطلي |
يعيب عليَّ الرضا بالكفافِ | سريعٌ إلى زرقه الفاضلِ |
وهان على عزّتي ذلُّهُ | هوانَ الفصيل على البازلِ |
ويحسُدني وهو بي جاهلٌ | ومن لك بالحاسد العاقلِ |
نصحتك خالفْ فإن الخلافَ | دليلٌ ينوِّه بالخاملِ |
وما لم تكن ذا يدٍ بالعدوّ | فخالف عدوَّك أو خاتلِ |
فإما كفى العامُ أو نم له | وراقب به غدرة القابلِ |
وإياك وابنَ العلاء الجديدِ | ونعمة َ مستحدثٍ ناقلِ |
إذا أبصر العقل في قسمة ٍ | تعجّب من غلط الكائلِ |
حريص على الزاد حرصَ الذئاب | فيا خبث الطُّعمِ والآكلِ |
رأى نزقة ً وادعى طربة ً | فلم يحتشم ذلَّة َ الواغلِ |
يروم ابنَ عبد الرحيم الرجالُ | ولا يلحق الرِّدفُ بالكاهلِ |
ويرجون ما ناله والكعو | بُ منحدراتٌ عن العاملِ |
ولما وزنتَ بأحسابهم | وأحلامهم زنة َ العادلِ |
رجحتَ وشالت موازينهم | فثاقلْ بمجدك أو طاولِ |
رأيت السماحة َ وهي الخلو | دُ للذكر والعزَّ في العاجلِ |
فقلتَ لمالك لا مرحبا | بميسرة ٍ في يديْ باخلٍ |
ولولا سموُّ الندى ما علت | يدُ المستماحِ يدَ السائل |
فمن كان يوما له مالُه | فأنت ومالك للآملِ |
ورثتَ الفخار فأعليتَ فيه | وجاءوه من جانبٍ نازلِ |
وأنّ مماشيك في المكرمات | لحافٍ يجعجع بالناعلِ |
وكنتَ متى خار عرضٌ فخا | فَ من قائلٍ فيه أو قابلِ |
نجوتَ بعرض عن المخزيا | تِ أملس من عارها ناصلِ |
وربَّ مغرِّرة ٍ بالألدِّ | لجوجٍ على فقرة القائلِ |
فلجتَ بها قاطعا للخصوم | وقد فُضَّ عنها فمُ الفاصلِ |
ويومٍ تردُّ الحكوماتُ فيه | إلى طاعة المخذمِ القاصلِ |
وأزرقَ ظمآن لا يستشير | إذا عرضت فرصة ُ الناهلِ |
يغادر نجلاءَ مفروجة ً | كمنفجة ِ الفرسِ البائلِ |
إذا لم يجارِ السنانَ اللسانُ | فما شرفُ المرء بالكامل |
وما ابنك في المجد إلا أبوه | إذا نسبَ الشِّبلُ للباسل |
شبيهك حمّلته المكرماتِ | فلم يك عنهنّ بالناكلِ |
وأبصرتَ فيه وليدا مناك | وقد يصدق الظنُّ بالخائلِ |
وقام بأمرك في الوافدين | قيامَ وفيٍّ بهم كافلِ |
ولا تنجب الشمسُ ما طرَّقت | بأنجب من قمرٍ كاملِ |
فبورك نسلا وأترابه | بنوك وبوركتَ من ناسلِ |
وخافتك فيهم عيونُ الزما | ن من قاصدِ السهم أو جائلِ |
وشرّ التحاسد فهو الذي | أدبَّ الضغائنَ في وائل |
وما دام يبقى أبو سعدهم | فما نجم سعدك بالآفلِ |
حملتم منايَ على ثقلها | وليس الكريمُ سوى الحاملِ |
بأقوالكم وبأفعالكم | وما كلّ من قال بالفاعلِ |
وللودّ يخلطني بالنفو | س أحظى لديَّ من النائلِ |