أما والنقا لولا هوى ظيبة َ النقا
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
أما والنقا لولا هوى ظيبة َ النقا | لما قلتُ حيّا اللهُ داراً ولاسقى |
ولا أرسلتْ عيني معْ اللّيلِ لحظها | ترودُ السحابَ الجونَ منْ أينَ أبرقا |
خليليَّ دعوى الودَّ بابٌ موسّعٌ | ولكنْ ارى بابَ التصادقِ ضيِّقا |
ألمْ ترَ يومَ الجوِّ ما كنتُ مبصراً | فلمْ دمعي الجاري ودمعكَ قدْ رقا |
نجوتَ وفي أسر الهوّى لكَ صاحبٌ | فهلْ أنتَ مغنٍ عنهُ أنْ رحتَ مطلقا |
سلْ الجيرة َ الغادرينَ هلْ مودعَ الهوّى | أمينٌ وهلْ بعدِ التفرّقِ ملتقى |
وأينَ الظباءُ العاطياتُ إلى الصّبا | يجاذبنهُ الأغصانَ ريّانَ مورقا |
حلفتُ بدينِ الحبِّ يومِ سويقة ٍ | أليّة ً مغلوبٌ تألّى ليصدقا |
لما بعثً القاريُّ زرقَ نبالهِ | باقتلَ منْ تلكَ العيونِ وأرشقا |
كأنَّ فؤادي عندَ صائحة ِ النّوى | وقدْ رقَّ ضعفاً أنْ يجيشَ قيخفقا |
أديمُ تفرّاهُ الزمانُ فلمْ تجدْ | بهِ نغلاً أيدي الخوالقِ مخلقا |
ولمّا اتقى نبلَ الوشاة ِ بصبرهِ | رمتهُ وشاة ُ الدمعُ منْ خيثما اتّقى |
حمى اللهُ عيشاًإنَّ حمي العيشِباللّوى | تكدّرَ بعدي صفوهُ وترنَّقا |
ورئما بجنبي غرَّبٍ ما تمتّعتْ | لحاظي بهِ حتّى أخيفُ فشرَّقا |
ضممتُ عليهِ مغرماً ساعة ً يدي | وخلّيتُ لمّا رعتهُ عنهُ مشفقا |
ولمْ أكُ لمّا صدتهُ فسرحتهُ | بأوّلِ قنّاصٍ تجنّى فأخفقا |
وأعلمُ لو أنَّ الشبيبة َ كفَّتي | هناكَ لأمسى في حبالي موثقا |
أليلَ سوادي ماأرى الصبحُ سرّني | فمنْ ردَّ لي ذاكَ الظلامَ فأغسقا |
أبيتَ تنزّي بينَ جنبيَّ لسعة ٌ | لذكركَ شافي عضُّها غيرُ منْ رقي |
أبى خلقُ الأيّامِ إلاّ إساءة ً | وأحسنَ حيناً كلفة ً وتخلّقا |
أعاتبها لو كانَ يجدي عتابها | ومنْ حالمَ الخرقاءَ أصبحَ أخرقا |
تعجّبُ منّي أختُ عذرة َ أنْ رأتْ | بحبلٍ بني الدنيا رجائي معلَّقا |
وقدْ عهدتني منهُ ناصلَ المنى | إذا لمسوا ودّي تفلّتَ مزلقا |
وقالتْ متى استذرى وقدْ كانَ مصحراً | وخبَّ وقدْ كنّا عهدناهُ معنقا |
إليك فإنّي ما انحططتُ لرفدهمْ | وبي نهضانٌ عنهُ أنْ أتحلّقا |
وما كلِّ يومٍ يأكلُ المرءُ ما جنتْ | يداهُ لهُ قسراً ويشربُ ما استقى |
وإنّي على ما قدْ ألمتُ محسّدٌ | أكابدُ مفؤداً عليََّ ومحنقا |
بليتَ بمغتابينَ لحمَ أخيهمُ | يبيتُ وما جاعوا لديهمْ ممزّقا |
إذا سرحتْ عنّي منَ الفضلِ هجمة ٌ | أحالوا عليها عاقرينَ وسرَّقا |
رموني إذا أضحوا هواناً أخامصاً | ذنابي وإنْ اصبحتْ في الفضلِ مفرقا |
أحدّوا أظافيري فلمْ أحتلبهمُ | ولا لحمَ إلاّ ما أرى فيهِ معرقا |
جناية ُ جهلٍ جرّها الحلمُ عنهمُ | وما كنتُ أخشى أنْ أرى الحلمُ موبقا |
ولمَّا رايتُ العفوَ لا يستردُّهمْ | ولا العتبَ صيّرتُ العتابَ التفرُقا |
طرحتهمُ طرحَ السِّقاءِ تفجَّرتْ | مخارزهُ بالماءِ حولينِ مخلقا |
لئنْ نفضتْ باليأسِ كفّي منهمُ | وأصبحتُ ممّا يملقُ العيشُ مملقا |
فلي منْ ربيبِ النعمة ِ اليومَ نعمة ٌ | تردُّ الصِّبا جذلانَ والعمرَ مونقا |
خلائقُ إمّا ماءَ كرمٍ مرقرقا | أغادى بهِ أو ماءُ مزنٍ مصفِّقا |
كأنَّ الصَّبا جرّتْ عليهِ ذيولها | أصيلاً وفأرَ المسكِ عنها تفنَّقا |
أغرُّ هلاليٌّ صحيفة ُ وجههِ | إذا طلعتْ لمْ تبقِ للشّمسِ مشرقا |
ترى لحسنُ فيها واقفاً متحيِّراً | وماءِ الحياءِ فوقها مترقرقا |
بليلِ يدُ المعروفِ لو مرَّ كفُّهُ | على الصَّلدِ منْ أحجارِ سلمى ً تدفَّقا |
يرى المالَ وزراً في الرقابِ مجمّعاً | فيعيا بهِ حتّى يراهُ مفرَّقا |
منَ النفرَ المطفينَ جدبَ بلادهمْ | بماءِ الندّى الجاري إذا العامُ أحرقا |
ميامينَ تلقى الخيرَ يومَ لقائهمْ | إذا خفتَ يسري أو تعيّفتَ أبلقا |
طوالُ العمادِ نشرُ أرضهمْ | حييُّونَ حتّى تطرقَ الحربُ مطرقا |
ذا ناهزَ الضيفُ البيوتَ تبادروا | لهُ فاستوفوا فيهِ غنيّاً ومخفقا |
حموا مجدهمْ بالسمهريِّ تطاعناً | وبالكلمِ المربي على الطعنِ منطقا |
توّمَ الفتى منهمْ حليماً فإنْ تقلْ | يقلْ مفحماً لدى الخصومِ ومرهقا |
إذا أشعلَ الأبطالُ في الحربِ شوكة ً | وطوها حفاة ً أرجلاً ثمَّ أسؤقا |
بكلِّ غلامٍ لا ترى السيفُ يحتمي | ولا الموتِ في نصرِ الحفيظة ِ يتقّى |
إذا قامَ ساوى الرمحَّ حتّى يمسَّهُ | بغاربهِ أو طالَ عنهُ محلّقا |
تمارتْ لهُ أيدي القوابلِ إذْ بدا | أيبرزُ نصلاً أو جبيناً مطرَّقا |
يدلُّ عليهِ بشرهُ قبلَ نطقهِ | سنا الصّبحُ أمَّ الفجرَ ثمَّ تألّقا |
يطرَّ سناناً كاللّسانِ حلتْ لهُ ال | نفوسُ إذا اشتاقَ الدماءَ تزوّقا |
لهمْ قضبٌ في المجدِ زدت مصلّيا | عليها وإنْ مرّوا أمامكَ سبَّقا |
وما ضرَّ ساري ليلة ٍ لو تناثرتْ | كواكبها ما امتدَّ للقمرِ البقا |
لكَ المجدُ يلقى حاجبُ الشّمسِ دونهِ | مواقفَ جدٍّ لمْ يجدْ عنهُ مرتقى |
مناسبُ ودَّ النجمُ لو تستضيفهُ | إليها دعيّاً أو تسمّيهِ ملحقا |
تمّكنَ إسماعيلُ منهُ ورهطهُ | مكانَ تمنّى البدرُ لو أنّهُ ارتقى |
إذا عقدَ النّادي الفخارَ عددتهمْ | أباً فاباً حتّى عددتُ الموفَّقا |
أبوكَ الّذي أعيا الملوكَ جذابهُ | فأعطوهُ ليناً ما اشتهى وترفُّقا |
تداركهمْ الشرُّ يفغرُ نحوهمْ | فامسكَ فيهِ دونَ ذاكَ المخنّقا |
دعوهُ وأطراف الرماحِ تنوشهمْ | لحاقِ فلبّاهمْ فأكرمَ ملحقا |
فأنشرهمْ موتي ولأنقذَ بالقنا | نعيمهمْ المعتادَ منْ قبضة ِ الشقا |
لهُ صارمُ ريّانُ منْ دمِ بعضهمْ | وآخرُ يحمي بعضهُ أنْ يمزَّقا |
حمى بينَ كرمانٍ إلى الثغرِ سيفهُ | وعم بلادُ الجورِ عدلاً وطبّقا |
ولمْ يبقِ فوقَ الارضِ للخوفِ مسرحاً | ولا لجناحِ الظلمِ في الجورِ مخفقا |
وما ماتَ حتّى أبصرَ العيشُ ذلّة ً | وحملَ الأذى غلاًّ على الحرِّ موبقا |
ولمّا أرادَ الدّهرُ تعطيلَ جيدهِ | منَ الشرفِ اختارَ الحسامَ فطوَّقا |
فداكَ منَ الاقرانِ أبترُ لمْ يكنْ | عتيقاً ولا في المجدِ مثلكَ معرقا |
إذا لفّهُ المضمارُيومَ عريكة ٍ | بنقعكَ وليَّ يسألُ الأرضَ منفقا |
يرى مثلُ عينيهِ لأسودِ قلبهُ | عدوّاً على أخرى قناتكَ أزرقا |
أبثُّكَ عنْ قلبٍ أحبّكَ صادقاً | إذا كانَ حبٌّ خدعة ً وتملُّقا |
وصفتَ لهُ قبلَ اللّقاءِ فشفتهُ | فلمّا التقينا صادهُ كرمُ اللّقا |
وأصبحتَ منْ قومٍ عليهِ أعزّة ٍ | قضى الدّهرُ مختصاً بهمْ متحقِّقا |
فزاركَ منْ ابكارهِ بكريمة ٍ | منَ الخيِّراتِ الغرِّ صوناً ورونقا |
عزيزٌ على غيرِ الكرامِ افتراعها | وإنْ ساقَ أعناقَ المهورِ وأصدقا |
ولمّا رددتُ الراغبينَ ولمْ أدعْ | عليها لرامٍ بالمُّنى متسلِّقا |
أتاني بشيرُ الخيرِ أنْ قدْ خطبتها | فما كدتُ مسروراً بهِ انْ أصدّقا |
وزدتُ يقيناً فيكَ أنّكَ واحدٌ | إذا اخترتَ كنتَ العارفَ المتأنِّقا |
فأشرفُ نفسٍ همّة ً نفسُ ماجدٍ | يبيتُ إلى أمثالها متشوِّقا |
فراعِ أباً في حفظها لمْ يجدْ لها | سواءكَ كفئاً ما تنخّلَ وانتقى |
لئنْ سمتنيها بادئاً بطلاّبها | لتستثمرنْ منها البناءَ المنمِّقا |
كجوهرة ِ الغوّاصِ دلاَّهُ حظُّهُ | عليها فأهوى ما استطاعَ وعمَّقا |
وأبرزها بيضاءَ تنصفُ كفّهُ | وميضاً ترى وجهِ الغنيِّ فيهِ مشرقا |
وقدْ افسدَ النّاسُ المقالَ فلا ترى | لكثرة َ منْ يرضى المحالَ محقِّقا |
أرى العيدَ والنيروزَ جاءا فأعطيا | أماناً منَ الأحداثِ فيكَ وموثقا |
قغادِ بذاكَ لذّة ِ العيشِ مصبحاً | ورواحْ بهذا سنّة ُ الدِّينِ مغبقا |
وأعطِ وخذْ غمرَ الزمانِ محكَّما | وضحِّ وعيِّدْ ناحراً ومشرِّقا |
فلو كانتْ الأيّامُ تنطقُ أفصحا | بما فيكَ منْ حسنِ الثناءِ وأنطقا |