لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ | وحبَّكمُ مالمْ يزع عنهُ وازعُ |
تحلُّ عقودُ العينِ مبذولة ً لهُ | وتشرجُ منْ ضنٍّ عليهِ الأضالعُ |
صفاة ٌ على العذالِ لا يصدعونها | ولو شقَّ شعباً منْ أبانينَ صادعُ |
غرامُ الصِّبا كيفَ ألتفتُّ بصبوة ٍ | إلى غيركمْ فالقلبُ فيكمْ ينازعُ |
يقولونُ حوليُّ اللِّقاءِ ونظرة ٌ | مسارقة ٌ حبٌّ لعمركَ قانعُ |
أجيراننا أيَّامَ جمعٍ تعلَّة ً | سلوا النَّفرَ هلْ ماضٍ منَ النَّفرِ راجعُ |
وهلْ لثلاثٍ صالحاتٍ على منى ً | ولو أنَّ منْ أثمانهِ النَّفسُ فاجعُ |
أجنُّ بنجدٍ حاجة ً لو بلغتها | ونجدٌ على مرمى العراقيِّ شاسعُ |
وحلَّ لظبيٍ حرَّمَ اللهُ صيدهُ | دمٌ ساءَ ما ضلَّتْ عليهْ المسامعُ |
يفالتُ أشراكي على ضعفِ ما بهِ | فطارَ بها قطعاً وقلبي واقعُ |
وكمْ ريعَ بالبطحاءِ من متودِّعٍ | وقلقلَ ركبٌ للنَّوى وهو وادعُ |
ومشرفة ٍ غيداءَ في ظهرِ مشرفٍ | لهُ عنقٌ في مقودِ البينِ خاضعُ |
جرى بها الوادي ولو شئتَ مسبلاً | جفوني لقدْ سالتْ بهنَّ المدامعُ |
وبيضاءَ لمْ تنفرْ لبيضاءَ لمَّتي | وقدْ راعَ منها ناصلُ الصَّبغِ ناصعُ |
رأتْ نحرها في لونهِ فصبتْ لهُ | وما خلتُ أنَ الشَّيبَ في الحبِّ شافعُ |
عفا الخيفُ إلاَّ انْ يعرِّجَ سائلٌ | تعلَّة َ شوقٍ أو يغرِّدَ ساجعُ |
وإلاَّ شجيجٌ أعجلَ السَّيرُ نزعهُ | عسا فتعافتهُ الرِّياعَ الزعازعُ |
وفي مثلِ بطنِ الرَّاحِ سحمٌ كأنَّها | ثلاثُ بناناتٍ قضاها مقارعُ |
وقفتُ بها لا القلبُ يصدقُ وعدهُ | ولا الجفنُ يرضيني بما هو وادعُ |
فيا عجبي حتى فؤادي بودِّهِ | مداجٍ وحتى ماءُ عيني مصانعُ |
أبى طبعُ هذا الدَّهرِ إلاَّ لجاجة ً | وأتعبُ شيءٍ أنْ تحالَ الطَّبائعُ |
يعزُّ حصا المعزاءِ والدرُّ هيِّنٌ | ويشبعْ عيرَ السَّرحِ واللَّيثُ جائعُ |
وأودعتهُ عهداً فعدتُ أرومهُ | ومنْ دينهِ ألاَّ تردَّ الودائعُ |
وأقسمَ لا استرجعتهُ ولو أنَّهُ | قضى في شبابي أنَّهُ لي راجعُ |
هنا المانعينَ اليومَ أنَّ سؤالهمْ | منى ً ما أملَّتها عليَّ المطامعُ |
وإنِّي بعنقي منْ يدِ المنِّ مفلتٌ | وما المنُّ في الأعناقِ إلاَّ جوامعُ |
وفي الأرضِ أموالٌ ولكنْ عوائقٌ | منَ اللُّؤمِ قامتْ دونها وموانعُ |
حماها رتاجٌ في صدورٍ شحيحة ٍ | وأيدٍ خبيثاتٍ عليها طوابعُ |
بأيِّ جمامِ الماءِ أرجو عذوبة ً | إذا أملحتْ طعمَ الشِّفاهِ الوقائعُ |
وما خلتني أمشي على البحر ظامئاً | وخمسُ فمي منهُ بما بلَّ قانعُ |
لعلَّ لفخرِ الملكِ آنفَ نظرة ٍ | يعودُ بها الحقُّ البطيءُ يسارعُ |
وكمْ مثلها مضمونة ٌ عندَ مجدهِ | وفى لي بها والدَّهرُ عنها يدافعُ |
شفتْ يدهُ غيظَ البلادِ على الصَّدى | وردَّتْ جزارُ الأرضِ وهو مراتعُ |
زكا تحتها التُّربُ اللَّئيمُ وأورقَ ال | قتادُ الجفيفُ فهو ريَّانَ يانعُ |
وجرَّدها بيضاءَ واحدة َ النَّدى | وخضرُ البحارِ السَّبعِ منها نوازعُ |
وقدْ زعموا أنْ لا مردَّ لفائتٍ | وانَّ الرَّدى يومٌ متى حمَّ قاطعُ |
وهذي العلا والمكرماتُ مواتها | بجودكَ منْ تحتِ التُّرابِ رواجعُ |
برغمِ ملوكِ الأرضِ أنَّ ظهورهمْ | منَ العجزِ عمَّا تستحقُ ظوالعُ |
تركتهمُ ميلاً إليكَ رقابهمُ | فلا تستقمْ منْ حاسيدكَ الأخادعُ |
وقدْ سبروا غوريكَ عفواً ونقمة ً | فما عرفوا منْ أينَ ماؤكَ نابعُ |
وكنتَ متى تقدحْ بزندكَ ثاقباً | سرى النَّجمْ لمْ تسددْ عليكَ المطالعُ |
وكمْ قمتَ دونَ الملكَ كاشفَ كربة ٍ | تيقَّظَ منها الخطبُ الملكُ هاجعُ |
وضيَّقة الأقطارَ عمياءَ ما لها | إذا انخرقتْ منْ جانبِ الرأيِ راقع |
تجانبُ مثناة َ النَّصوحِ فتوقها | إذا وصلتْ أسبابها فتقاطعُ |
تداركتها بالحزمِ لا السَّيفُ قاطعٌ | حديدتهِ فيها ولا الرُّمحُ شارعُ |
وليتَ بصغرى عزمتيكَ كبيرها | كما دبَّرتْ نزعَ القناة ِ الأصابعُ |
وأخرى أبتْ إلاَّ القراعَ رددتها | تذمُّ وترضى ما جنتهُ المقارعُ |
ركبتَ إليها السَّيفَ جسمكَ حاسرٌ | وقلبكَ منْ لبسِ التَّصبرِ دارعُ |
وفيتَ بعهدِ الصَّبرِ فيها حميَّة ً | وقدْ غدرتْ بالرَّاحتينِ الأصابعُ |
ومخطوبة ٍ بالكتبِ والرُّسلِ مهرها | غرائبُ أبكارِ الكلامِ البدائعُ |
يقومُ الخطابُ الفصلُ والجوُّ ساكنٌ | لديها مقامَ النَّصلِ والنَّقعُ ساطعُ |
كتبتَ فأمليتَ الرِّياضَ وماءها | وكالنَّارِ وعظٌ تحتها وقوارعُ |
لكَ النَّصرُ فاسمعْ كيفَ أظلمُ وانتصر | فما تضعْ الأيَّامُ منْ أنتَ رافعُ |
حرمتُ عطاياكَ المقسَّمَ رزقها | وعاقتْ مديحي عنكَ منكَ موانعُ |
وحلاَّني عنْ بحرِ جودكَ راكبٌ | هواهُ وقدْ لاحتْ لعيني الشَّرائعُ |
ثلاثَ سنينٍ قدْ أكلتْ صبابتي | فغادرتني شلوا وذا العامُ رابعُ |
أرى منْ قريبٍ شملَ عزِّي مبدِّداً | وقدْ كانَ ظنَّي أنَّهُ بكَ جامعُ |
على كلِّ ماءٍ لامعٍ منْ نداكمُ | سنانٌ منَ الحظِّ المماكسِ لامعُ |
أيا جابرَ المنهاضَ لمْ يبقَ مفصلٌ | وإلاَّ ندوبٌ تحتهُ ولواذعُ |
أعيذكَ بالمجدِ المحسَّبِ أنْ يرى | جنابكَ عنِّي ضيِّقاً وهو واسعُ |
وأعجبُ ما حدِّثتهُ حفظكَ العلا | ومثلي في أيَّامِ ملككَ ضائعُ |
أأنطقُ مني بالفصاحة ِ يجتبى | وأمدحُ إنْ لفَّتْ عليكَ المجامعُ |
أبى اللهُ والفضلُ الذي أنتَ حاكمٌ | بهِ لي لو قاضى إليكَ منازعُ |
وما الشِّعرُ إلاَّ النَّشرُ بعداً وصورة ً | فلو شاءَ لمْ يطمعْ يداً فيهِ رافعُ |
وقدْ أفلَ النَّجمانُ منه فلا يضعْ | على غيرِ سيرٍ ثالثٌ فيهِ طالعُ |
بقيتُ لكمْ وحدي وإنْ قال معشرٌ | ففي القولِ ما تنهاكَ عنهُ المسامعُ |
ولو شئتَ بي أخفى زهيرٌ ثناءهُ | على هرمٍ أيَّامُ تجزى الصَّنائعُ |
وما شاعَ عنْ حسَّانَ في آلِ جفنة ٍ | منَ السَّائراتِ اليومَ ما هوَ شائعُ |
وكانَ غبيناً في أميَّة َ منْ شرى | مديحَ غياثٍ وهو مغلٍ فبائعُ |
على كلِّ حالٍ أنتَ معطٍ وكلِّهمْ | على سعة ِ الأحوالِ معطٍ ومانعُ |
وقدْ وهبوا مثلَ الذي أنتَ واهبٌ | فما سمعوا بعضَ الذي أنتَ سامعُ |
ذرائعٌ منْ فضلٍ عليكَ اتكالها | فما بالها تدنى وتقصى ذرائعُ |
وما لكمُ واللهُ يعطفُ خصبكمْ | على مجدبٍ دنياهُ منهُ بلاقعُ |
تصانُ الأسامي عندكمْ باشتهارها | وغمضُ المعاني مهملاتٌ ضوائعُ |
وموشيِّة ٍ حوكَ البرودُ صفلتكَ ال | حسانُ تساهيمُ لها ووشائعُ |
تهبُّ رياحاً في عداكَ خبيثة ً | وطيباً عليكَ ردعها متسارعُ |
كأنَّ اليماني حلَّ منها عيابهُ | تفاوحُ منْ دارينِ إليها البضائعُ |
متى ضحكتْ لي منْ سمائكَ برقة ٌ | حكتْ لكَ أرضي كيفَ تزكو الصَّنائعُ |
وإنْ كانَ يومٌ في الحوائجِ شافعاً | إلى النَّجحِ إنَّ المهرجانَ لشافعُ |