أيا ليلَ جوًّ منْ بشيرك بالصبحِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أيا ليلَ جوًّ منْ بشيرك بالصبحِ | و هل من مقيلٍ بعدُ في ظلل الطلحِ |
و ماؤكم استشفيتُ زمزمَ بعده | فما بردتْ لوحي ولا رفدتْ جرحي |
سرقتُ على سؤرِ البخيلة نهلة ً | بها لم أكن أدري أتسكر أم تصحي |
قضت ساعة ً بالجوّ أن ليس عائدا | بها الدهرُ في يومٍ بخيلٍ ولا سمحِ |
فما لكَ منها غيرُ لفتة ِ ذاكرٍ | إذا قلتُ بلتْ أوقدتْ لوعة َ البرحِ |
أيا صاحِ والماشي بخير موفقٌ | ترنمْ بليليَ إن مررتَ على السفحِ |
و قامرْ بعيني في الخليط مخاطرا | عست نظرة ٌ منها يفوز بها قدحي |
و سلْ ظبية َ الوادي أأنتِ أم التي | حكتكِ على قلبي بلحظتها تنحى |
رمتْ فجنت واستصفحتْ هي عامدٌ | ألا أين جرم العامدين من الصفحِ |
و ليلٍ لبسناه بقربكِ ناعمٍ | بطائنَ ما بين القلائد والوشحِ |
و يضحى ويمسي ضوءُ وجهكِ بيننا | سراجا البدر يمسي ولا يضحى |
و لما استوى قسمُ الملاحة ِ فيكما | تكلمتِ حتى بان فضلك بالملحِ |
تذمُّ اطراحي ودَّ قومٍ ومدحهم | و ما مسها حمل الهوانَ ولا طرحي |
تعاوت على سرح القريض تقصهُ | ذئابٌ لها من عجزها نقدُ السرحِ |
تجانفُ عن حلوِ الكلام وصفوه | إذا ولعت جهلا وتكرعُ في الملحِ |
إذا كان للتقبيل والشمَّ أصبحت | تماضغه ما بين أنيابها القلحِ |
ترى كلَّ علج يحسبُ المجدَ جفنة ً | تراوحُ أو قعبا يخمرُ للصبحِ |
إذا رشحت من بهرهِ وانتفاخه | أياطلهُ ظنَّ الفصاحة َ في الرشحِ |
إذا معجزاتُ الشعر عارضن فهمه | حلبنَ بكيئا لا تدرُّ على المسحِ |
لكلَّ غريبٍ نادرٍ في فؤاده | و أحقادهِ فعلُ النكاية في القرحِ |
إذا الغيظُ أو جهلُ الفضيلة عاقه | عن المدح في شيء تجملَ بالقدحِ |
و كم دون حرّ القولِ من جنح ليلة ٍ | إذا أظلمتْ لم يورِ فيها سوى قدحي |
و قافية ٍ باتت تحارب ربها | فنازلتها شيئا فألقت يدَ الصلحِ |
وصلتُ إليها والأنابيبُ حولها | تكسرُ لما كنتُ عالية َ الرمحِ |
إذا شئتَ أن تبلو أمرأَ أين فضلهُ | من النقصِ فاسمع منه إطرايَ أو جرحي |
و كم ملكٍ لو قد سمحتُ أريته | بوجهِ قريضي طلعة َ النصر والفتحِ |
إذا ما ترامت عالياتُ المنى به | بعيدا تمنى موضعَ النجم أو مدحي |
و خلًّ أتى من جانب اللين عاطفا | فياسره عودي ولانَ له كشحي |
وفرتُ له قسما كفاه وزاده | فمالَ به الإسفافُ في طلب الربحِ |
و ساومَ غيري المدحَ يرخص عرضهُ | فلم يغني بخلي عليه ولا شحي |
فأصبحتُ كالبيضاء ضرت فغاظها | بسوداءَ والعجزاءِ غارت من الرسحِ |
و لكنّ ماسرجيسَ من لا ترده | عن الجدَّ حناتُ الطباعِ إلى المزحِ |
و لا تقتضي ممطولة ُ الحقَّ عنده | و لا يكسبُ الإنصاف بالكدَّ والكدحِ |
إذا نال بيضاتِ الأنوقِ ميسرا | له وكرها لم تسبهِ بيضة ُ الأدحى |
كريمُ الوفاء أملسُ العرض طاهرٌ | إذا دنسُ الأعراضِ عولج بالرضحِ |
تضيقُ صدورٌ بالخطوب وصدرهُ | إلى فرجاتٍ من خلائقه فسحِ |
يشير بصغرى قولتيهِ فيكتفي | بهاو ذبابُ السيفِ يقطعُ بالنفحِ |
غزير إذا استملى البلاغة َ فكرهُ | سقى بقليبٍ لا يغورُ بالنزحِ |
تدبرَ من بيت الوزارة باحة ً | له السبق فيها والجذاعَ من القرحِ |
إذا زلقتْ يوما بأقدامِ معشرٍ | فمالت مشي فيها قويما على الصرحِ |
أخذتم بأحقادٍ قديمٍ وقودها | عليكم ونارُ الضغن تحرق باللفحِ |
و غاظت علاكم حاسديكم فنفرتْ | فتوقَ كبود لا تعالجَ بالنصحِ |
وجوهٌ اليكم ضاحكاتٌ وتحتها | دخائلُ نياتٍ معبسة ٍ كلحِ |
وددتكَ لم أذخر هواكَ نصيحة ً | أروح بها ملء الفؤادِ كما أضحى |
حببتكَ من سلمى وأغدو بشفرة ٍ | على عنقِ من أبغضتُ من منطقي أنحى |
و كم من فتاة ٍ قد منحتك رقها | على العزَّ لم أمننْ عليك بها منحى |
لها بين يوم المهرجان مواقفٌ | لديك وبين الصوم عندك والفصحِ |
أدلت بحسنٍ فهي تبرزُ سافرا | إذا اختمرتْ أخرى حياءً من القبحِ |
إذا المنشدُ الراوي بها قام خلتهُ | يناوبُ ترجيعَ الحمامة بالسجحِ |
و إن أبطأتْ عاما عليك سماؤها | فعندك سلفٌ من مرازمها الدلحِ |
و لا ذنبَ لي إن أعقمتني عوائقٌ | من الدهر يوما أن يقصر بي لقحي |