أصناف الناس في التعامل بالمال
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
أصناف الناس في التعامل بالمالالمال نعمة من الله عز وجل للعبد الصالح، به تقوم حياته، وبه ينفع إخوانه المسلمين.
وللتعامل بالمال ضوابط؛ منها:
♦ اجتناب الشبهات والمعاملات الربوية؛ لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أول ما ينتن من الإنسان بطنه, فمن استطاع ألا يأكل إلا طيبًا فليفعل»[1].
♦ والواجب على كل مسلم تحرِّي أكل الحلال, ولا ينخدع بتلك الإعلانات عن بعض المساهمات إلا بعد معرفة جواز التعامل بها.
أصناف الناس في التعامل بالمال:
1- صنف بخل بالمال على نفسه وأولاده, وحرَم نفسه من الاستمتاع به، وإظهار نعمة الله عز وجل عليه، تجد حياته في شقاء، وأولاده في عناء، فيتمنون فراقه اليوم قبل الغد.
2- صنف ينفق على أولاده ويقضي حوائجهم, وليس له إسهام في مجالات الخير والإحسان إلى الناس.
3- صنف يقوم بالنفقة على أهله، ويبذل الخير والإحسان إلى الناس, وهذا الصنف من أفضلهم.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "متى كان المال في يدك، وليس في قلبك لم يضـرَّك ولو كثُر".
وعلى العاقل اللبيب أن يبذل المال في طرقه، ويجتنب بذله في الحرام؛ لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: «وماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه...»[2].
والمال إذا لم تنتفع به في حياتك، انتفع به ورثتك من بعدك, والوسطية في الأمور مطلوبة؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]؛ أي: يعوِّضه عاجلًا أو آجلًا.
وإن كان الإنسان ذا مال كثير، فليجعل لنفسه حظًّا من الوقف.
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى: اعلم أن الوقف الذي هو تحبيس الأصل وتسبيل المنافع من أعظم ما يدخل في الإحسان، وأعلاها وأكثرها فائدة, وهو من الأعمال التي لا تنقطع بموت الإنسان، ومن الآثار التي تبقى؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية, أو علم يُنتفع به, أو ولد صالح يدعو له»[3].
فالصدقة الجارية؛ كالأوقاف الجاري نفعها في كل وقت وزمان, سواء كانت وقفًا للمصالح العامة كالمعلمين والمتعلمين, ومن يقوم بوظيفة من الوظائف الدينية، أو خاصة لطائفة أو أفراد، أو على فقراء ومساكين, فكل هذا من طرق الإحسان النافع, وإن كان يتفاوت نفعه, وحصول كمال وقفه.
[1] رواه البخاري.
[2] رواه الترمذي.
[3] رواه مسلم.