أرشيف المقالات

فوائد من حفظ أبي هريرة رضي الله عنه للحديث

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
فوائد من حِفْظُ أبي هريرة رضي الله عنه
للحديث

قال أبو هريرة رضي الله عنه: إنكم تزعمون أنَّ أبا هريرة يُكثر الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموعِد، إني كنتُ امرأً مسكينًا، ألزَمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون يَشْغَلُهُم الصفق[1] بالأسواق، وكانت الأنصار يَشغلُهم القيام على أموالهم، فشهدتُ مِن رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وقال: ((مَن يَبسُط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يَقبضه، فلن ينسى شيئًا سمعه مني))، فبسطتُ بردةً كانت عليَّ، فوالذي بعثه بالحق، ما نسيتُ شيئًا سمعتُه[2].
 
من فوائد الحديث:
1- فضيلة ظاهرة لأبي هريرة.
2- حفظ العلم والمداوَمة عليه.
3- بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
4- التقليل من الدنيا، وإيثار طلب العلم على طلب المال.
5- يجوز للإنسان أن يُخبر عن نفسه بفضله؛ إذا اضطرَّ إلى ذلك لاعتذار عن شيء، أو ليُبيِّن ما لزمه تبيينه إذا لم يقصد بذلك الفخر.
6- عمل الصحابة في الحرث والزرع بأيديهم، وخدمة ذلك بأنفسهم.
7- الامتهان في طلب المعاش من فعل الصالحين، وأنه لا عارَ فيه، ولا نقيصة على أهل الفضل[3].
8- عدمُ نِسيان أبي هريرة رضي الله عنه جميع ما سمعه في عمره من النبي صلى الله عليه وسلم.
9- بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن مختصَّة بحفظ مقالة دون مقالة، بل كانت عامةً لكل ما يسمع أبو هريرة من مقالته، وهذا الذي يليق بالإعجاز والبركة[4].
10- لولا أن الله تعالى ذم الكاتمين للعلم، لما حدثهم رضي الله عنه، لكن لما كان الكتمان حرامًا، وجب الإظهار والتبليغ؛ فلهذا حصل منه الإكثار.
11- قوله: (على ملء بطني)؛ يعني: أنه كان يلازم قانعًا بالقوت، لا مشتغلاً بالتجارة ولا بالزراعة.
12- أنَّ عبدالله كان أكثر تحملاً، وأبو هريرة كان أكثر رواية، وعبدالله أكثر من جهة ضبطه بالكتابة وتقييده بها، وأبو هريرة أكثر من جهة مُطلَق السَّماع.
13- معجزة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث رفع من أبي هريرة النسيان، الذي هو من لوازم الإنسان.
14- قوله: "والله الموعد"؛ أي: وعند الله الموعد يوم القيامة، فالله تعالى يُحاسبني إن تعمَّدت كذبًا، ويحاسب من ظنَّ بي ظن السوء.
15- البسط المذكور والنسيان لا يَجتمعان؛ لأن البسط الذي بعده الجمع المتعقِّب للنسيان منفي، فعند وجود البسط ينعدم النسيان، وبالعكس[5].
16- إيثار الاشتغال بالعبادة على الاشتغال بالدنيا؛ لأن أبا هريرة رضي الله عنه صبر على الجوع في ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم، فشابَهَ حال النبي صلى الله عليه وسلم في إيثاره الفقر على الغنى، والعبودية على المُلك.
17- الافتخار بصحبة الأكابر إذا كان ذلك على معنى التحدث بالنعمة، والشكر لله، لا على وجه المُباهاة.
18- الاشتغال بالتجارة يُلهي الإنسان عن سماع العلم وملازمة العالم، حتى يسمع غيره منه ما لم يسمعه هو.
19- أطيب الكسب ما كان بعمل اليد، سواء في الزراعة، أو التجارة، ونحو ذلك.
20- من فضل العمل باليد الشغل بالأمر المُباح عن البطالة واللَّهْو وكسْر النفس بذلك، والتعفف عن ذلة السؤال والحاجة إلى الغير[6].
21- قوله: "وكان المُهاجرون يَشْغَلُهُم الصفق بالأسواق"؛ يعني: أنَّهم أهل تجارة، يبيعون ويشترون في الأسواق، وقوله: "وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم"؛ يعني: أنَّهم أهل حرث وزراعة.
22- سبب كثرة حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ملازمته له؛ ليجد ما يأكله؛ لأنه لم يكن له شيء يتَّجر فيه، ولا أرض يزرعها، ولا يعمل فيها.
23- كان أبو هريرة رضي الله عنه مسكينًا من مساكين الصُّفَّة[7].
24- لا تكاد تقرأ كتاب حديث، إلا ويطرق مسامعك اسمُ أبي هريرة رضي الله عنه.
25- تأثَّر أبو هريرة رضي الله عنه بالكلام الذي قيل فيه؛ فهو بشر.
26- كان رضي الله عنه أكثر الصحابة حديثًا على الإطلاق، حسب ما وصل إلينا.
27- فضل تبليغ حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
28- فضل وشرف مُلازمة النبي صلى الله عليه وسلم.
29- كان الجوع سبب خير لأبي هريرة رضي الله عنه؛ فبسببه حصلت الملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت الثمرة العظيمة: سماع حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
30- أثر الرفقة الصالحة والصاحب الطيِّب على المرء.
31- استغلال الفرصة إذا أتت، وعدم تضييعها أو التفريط فيها.
32- كان رضي الله عنه متعدي النفع، وإيجابيًّا بمعنى الكلمة، فلم يعش لذاته؛ وإنَّما خدم الأمَّة إلى قيام الساعة.



[1] الصفْقُ: أصله من تصفيق الأيدي بعضها عَلى بعض من المتبايعين عند العقد؛ (التوضيح لشرح الجامع الصحيح؛ لابن الملقن 3 / 606).


[2] صحيح البخاري 1 / 230 رقم: 7354.


[3]من 1 - 7 مستفاد من: التوضيح لشرح الجامع الصحيح؛ لابن الملقن 3 / 606 وما بعدها، 15 / 300.


[4] من 8 - 9 متسفاد من فيض الباري على صحيح البخاري؛ للكشميري 1 / 307، 3 / 557.


[5] من 8 - 15 مستفاد من: عمدة القاري شرح صحيح البخاري؛ للعيني 2 / 182، 12 / 187.


[6] من 17 - 20 مستفاد من: فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ لابن حجر 4 / 227، 299، 304، 305.


[7] من 21 - 23 مستفاد من: المرجع السابق 13 / 322، 323.

شارك الخبر

المرئيات-١