أمرتجعٌ لي فارطَ العيشِ بالحمى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أمرتجعٌ لي فارطَ العيشِ بالحمى | غرامي بتذكار الهوى وولوعي |
وكرِّي المطايا أشتكي غير ضامنٍ | وأدعو منَ الأطلالِ غيرَ سميعِ |
نعم يقنعُ المشتاقُ ما ليسَ طائلاً | وإنْ لمْ يكنْ قبلَ النَّوى بقنوعِ |
وقفنا بها أشباحَ وجدٍ ولوعة ٍ | وأشباهَ ذلٍّ للنّوى وخشوعِ |
نحولُ ركابٍ ضامها السَّيرُ فوقهُ | نحولُ جسومٍ في نحولِ ربوعِ |
لعمر البلى ما اقتادَ منْ ضوءِ ضارجٍ | سوى مسمحٌ للنَّائباتِ تبيعِ |
وقدْ كسيتْ أطلالُ قومٍ وعرِّيتْ | فما منعتْ دارٌ كأمِّ منيعِ |
رحيبة ُ باعِ الحسنِ طاولتِ الدَّمى | فزادتْ بمعنى ً في الجمالِ بديعِ |
خطتْ في الثَّرى خطو البطيءِ وقاسمتْ | لحاظاً لها في القلبِ مشيُ سريعِ |
كأنَّ مطيباً قال للعترة ِ افتقي | يقولُ لها جرِّي الذيولَ وضوعي |
واعهدها والدَّمعُ يجري بلونه | فتصبغهُ منْ خدَّها بنجيعِ |
كأنَّ شعاعَ النّضارِ في وجناتها | يطيرُ شرارَ النَّارِ بينَ ضلوعي |
وعصرُ الحمى عصري وضلعُ ظبائهِ | معي وربيعُ العيشِ فيهِ ربيعي |
لياليَ أغشى كلَّ جيّدٍ ومعصمٍ | يبيتُ وحيداً منْ فمي بضجيعِ |
إذا رعتها من وصلِ أخرى بزلَّة ٍ | تلافيتها منْ لمَّتي بشفيعِ |
وفحمة ُ ليلٍ كالشُّعورِ اهتديتها | بقدحة ِ برقٍ كالثُّغورِ لموعِ |
إلى حاجة ٍ منْ جانبِ الرَّملِ سخَّرتْ | لها الشَّمسُ حتى ما اهتدتْ لطلوعِ |
وجوهٌ تولَّتْ منْ زماني وما أرى | بأظهرها أمارة ً لرجوعِ |
تعيبُ عليَّ الشَّيبَ خنساءُ أنْ رأتْ | تطلَّعَ ضوءِ الفجرِ تحتَ هزيعِ |
وما شبتُ ولكنْ ضاعَ فيما بكيتكمْ | سوادُ عذارى في بياضِ دموعي |
وقالتْ تفرقنا ونمتَ على الهوى | سلي طيفكِ الزُّوَّارَ كيفَ هجوعي |
خلعتُ الهوى إلاَّ الحفاظَ ولمْ أكنْ | لأخدعَ فيهِ عنْ مقامِ خليعِ |
وكنتُ جنيباً للبطالة ِ فانثنى | زمامُ نزاعي في يمينِ نزوعي |
سأركبها خرقاءَ تذرعُ بوعها | فضا كلِّ خرقٍ في البلادِ وسيعِ |
إذا قطعتْ أرضاً اعدَّتْ لأختها | ظنابيبَ لمْ تقرعْ بمرِّ قطيعِ |
ضوامنٌ في الحاجاتِ كلَّ بعيدة ٍ | وصائلٌ في الآمالِ كلَّ قطوعِ |
تزورُ بني عبدِ الرَّحيمِ فتعتلي | بأخفافها خضراءَ كلّ ربيعِ |
تحطُّ بماءٍ للنَّدى مترقرقٍ | معينٍ ووادٍ للسَّماحِ مريعِ |
ترى المدحَ وسماً والثَّناءَ معلَّقاً | لهمْ بينَ اغراضٍ لها ونسوعِ |
وكائنْ لديهمْ منْ قراعٍ لنكبة ٍ | وللمجدِ فيهمْ منْ إخٍ وقريعِ |
وعندهمْ منْ نعمة ٍ صاحبيِّة ٍ | تربُّ أصولاً منْ علا لفروعِ |
حموا بالنَّدى أعراضهمْ فوقاهمُ | منَ العارِ ما لا يتَّقى بدروعِ |
ونالوا بأقلامٍ تجولُ بأنملٍ | مطارحَ أرماحٍ تطولُ ببوعِ |
بنو كلِّ مفطومٍ منَ اللَّؤمَ والخنا | وليد وتربٍ للسَّماحِ رضيعُ |
إذا حوملوا زادوا بأوفى موازنٍ | وإنْ فاخروا كالوا بأوفر صوعِ |
وإنْ ريعَ جارٌ أو تنكَّرَمنزلٌ | فربَّ جنابٍ للحسينِ مربعُ |
رعى اللهُ للآمالِ جامعَ شملها | مشتَّاً منَ الأموالِ كلَّ جميعِ |
وحافظَ سربِ المكرماتِ ولمْ تكنْ | لتحفظَ إلاَّ في يمينِ مضيعِ |
أخو الحربِ أنَّى ربُّها كانّ ربَّها | وأبطالها منْ سجَّدٍ وركوعِ |
وكالرَّاحِ أخلاقاً إذا امتزجتْ بهِ | ولكنَّهُ للكأسِ غيرُ صريعِ |
ومشفقة ٍ تنهاهُ منْ فرطِ جودهِ | ألا تعباً تنهينَ غيرَ مطيعِ |
تسومينَ كفَّ المزنِ أنْ تضبطَ الحيا | ولا تسلمْ الأسرارُ عندَ مذيعِ |
شددتْ بكمْ أيدي وسدِّدتْ خلَّتي | ورشتُ جناحي والتحمتُ صدوعي |
وأقنعني تجريبُ دهري وأهلهِ | بكمْ فحسمتمْ بذلتي وقنوعي |
فإنْ أنا لمْ أفصحْ بحسنِ بلائكمْ | بشكري فذموني بسوءِ صنيعي |
بكلِّ مطاعٍ في البلاغة ِ امرها | مخلَّى ً لها استطراقُ كلِّ بديعِ |
لها في القوافي ما لبيتكَ في العلا | سنامُ نصابٍ لا ينالُ رفيعِ |
إذا عريَ الشِّعرُ ارتدتْ منْ برودهِ | بكلِّ وسيمِ الطُّرتينِ وشيعِ |
أمدَّ بها كفَّاً صناعاً كأنَّني | أهيبُ بسيفٍ في الهياجِ صنيعِ |
على كلِّ يومٍ طارفِ الحسنِ طارفٌ | لها غيرُ مكرورٍ ولا برجيعِ |
هدايا لكمْ نفسي بها نفسُ باذلٍ | وصنِّي بها في النَّاسِ ضنُّ منوعِ |