عنوان الفتوى : مشاهدة الأفلام التي تحوي الاستهزاء بالدين والكفر
السؤال
هل مشاهدة مسلسل أو فيلم فيه استهزاء بالدِّين كفر؟ وهل يكفر من استمرّ في مشاهدته؟ مع العلم أنه يبغض الكلام، ولا يلقِي له بالًا، وقد رأيت فتوى أن ذلك لا يكفر، ولكن هل يجوز أن أستمر في مشاهدته، مع الإعراض عن اللقطات؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز مشاهدة مثل هذه الأفلام والمسلسلات؛ لما اشتملت عليه من الاستهزاء بالدِّين، والكفر.
ومثل هذه الأفلام والمسلسلات -وإن خلت من الكفر-، فلن تخلو من محرمات أخرى، كتبرج النساء، والموسيقى، والاختلاط، والكذب، والفجور، وتلك منكرات لا تجوز مشاهدتها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: لَا يجوز لأحد أَن يشْهد مجَالِس الْمُنْكَرَات بِاخْتِيَارِهِ. وَرفع إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز -رَضِي الله عَنهُ- قوم شربوا الْخمر، فَأمر بجلدهم، فَقيل: فيهم فلَان صَائِم، فَقَالَ: بِهِ ابدؤوا، أما سَمِعت الله تَعَالَى يَقُول: وَقد نزّل عَلَيْكُم فِي الْكتاب أَن إِذا سَمِعْتُمْ آيَات الله يكفر بهَا ويستهزأ بهَا فَلَا تقعدوا مَعَهم حَتَّى يخوضوا فِي حَدِيث غَيره إِنَّكُم إِذا مثلهم. فَجعل حَاضر الْمُنكر كفاعله. اهــ.
ويشتد الأمر تحريمًا إن اشتملت تلك المسلسلات على شيء من الكفر بالله تعالى.
ومشاهدة الكفر، وسماعه، داخل في النهي الوارد في الآية المذكورة آنفًا.
وأما هل يعتبر مشاهدة ذلك كفرًا مخرجًا من الملة؟
فالجواب: أن مجرد المشاهدة ليست كفرًا، وإنما الكفر هو الرضا بذلك، واستمراؤه.
وأما من كان كارهًا، فلا يكفر، لكنه يأثم، ما دام غير معذور.
وللفائدة انظر الفتاوى: 133676، 189453، 340987.
والله أعلم.