عنوان الفتوى : صوم من خرج منه المذي بسبب التفكير عند المالكية
كنت صائمة، وقرأت رواية، وأحسست بخروج شيء، ولكني أكملت صيامي، ولم أغسل آثاره؛ لأني لا أعلم إن كان مذيا أم لا؟
فهل يجب علي إعادة الأيام كلها، أم فقط ذلك اليوم، علما أنني كنت أصوم أيام الحيض، وأنني أتبع المذهب المالكي؟
جزاكم الله تعالى خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت الرواية التي قرأتها مشتملة ما يثير الشهوة, فالظاهر أن الخارج الذي أحسستِ به، مذي؛ لأنه يخرج لأجل التفكر غالبا. وخروجُ المذي بسبب الفكر فيما يُشتهى، مبطل للصيام عند المالكية.
قال النفراوي في الفواكه الدواني -وهو مالكي-: وهو -أي المذي- ماء أبيض, رقيق, يخرج عند اللذة المعتادة -وهي الميل إلى الشيء, وإيثاره على غيره- بالإنعاظ, أي: قيام الذكر عند الملاعبة, أو التذكار ـ بفتح التاءـ أي: التذكر. انتهى.
وفي شرح الخرشي على مختصر خليل المالكي: وتقدم أن في المذي القضاء فقط، وإن لم يستدم سببه، على المشهور. انتهى.
وفي حاشية العدوي المالكي، على كفاية الطالب الرباني: والحاصل أن في المذي القضاء فقط، نشأ عن مباشرة، أو قبلة، أو فكر، أو نظر، استدام ما ذكر أو لا. انتهى.
وبناء على ما تقدم, فيجب عليك (عند المالكية) قضاء اليوم الذي فسد صومه فقط دون غيره. لكن المفتى به عندنا أن خروج المذي لا يبطل الصيام، وعلى هذا فصيامك صحيح, ولا قضاء عليك. وراجعي الفتوى: 184859.
والله أعلم.