بالله أولى يمينا برة قسما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بِالله أَولَى يَمِيناً بَرّةً، قَسَمَا، | ما كانَ ما زَعمَ الوَاشِي كمَا زَعَمَا |
فكَيفَ يَترُكُني مَن لَستُ أتْرُكُهُ، | أسْيَانَ أنشُدُ حَبلاً منهُ مُنْصَرِما |
كمْ قد تَلَفّتُّ فيما فاتَ من عُمُرِي، | أستَبعِدُ العَهدَ من سُعدَى وَما قَدُما |
لا تَعْدُ أرْبُعَهَا السُّقْيَا، وَلا سِيَّما | رَبْعاً تَأبّدَ مَغْنَاهُ عَلى إضَمَا |
جارَتْ عليهِ صرُوفُ الدّهْرِ، إذْ حكمتْ، | وَالدّهرُ يَقرُبُ من جَوْرٍ إذا حَكَمَا |
إنِ التَمَستُ رُجُوعاً مِنْ بَشَاشَتِهِ، | لمْ أُلْفِ مُلْتَمَساً قَصْداً وَلا أَمَمَا |
متى جرَى الدّمعُ عَن بَينٍ تَقَدّمَهُ الـ | ـهِجرَانُ كانَ خَليقاً أنْ يكُونَ دَمَا |
يَهْوَى الوَداعَ وَجيهٌ عِندَ غاِيتِه | يَلْتَذُّ مُعْتَنِقاً مِنْها، وَمُلْتَزِما |
أحْلى مُعَاطيكَ كَأْساً أوْ مُنَاوَلَةً، | مُعطيكَ خَدّاً نَقيّاً صَحنُهُ، وَفَمَا |
ألنّاسُ إمّا أخُو شَكٍّ يُرَبّثُهُ | عَنْ شانِهِ، أوْ أخو عزمٍ مضَى قُدُمَا |
ما لي أرَى عُصَباً خَفّتْ إلى وَرَقِ الـ | ـدّنْيا، وَأغفَلَتِ الأخطارَ وَالهَمَمَا |
يُبتَدِرُونَ الحُطامَ المُسْتَعَارَ، ولَمْ | يُهدَوْا فيَبتَدرُوا الأخلاقَ وَالشّيَمَا |
إذا ابْتَدَا بُخَلاءُ النّاسِ عَارِفَةً، | يَتْبَعُها المَنُّ، فالمَرْزُوقُ مَنْ حُرِمَا |
خَلِّ الثّرَاءَ، إذا أخْزَتْ مَغَبّتُهُ، | وَاختَرْ علَيهِ، على نُقصَانِه، العَدَمَا |
إلى أبي يُوسُفٍ أَجتَابَتْ رَكَائِبُنَا | تِلكَ الدّآدىءَ، بالروْيَانِ، وَالظّلَمَا |
إلى مُقِلٍّ مِنَ الأكْفَاءِ، لوْ طَلَبوا | مكانَ مُشبِهِهِ، في الأرْضِ، ما عُلمَا |
إذا صَدَعْنا الدّجَى عَنّا بغُرّتِهِ، | خِلْنَا بِها قَبَساً نَجلُوهُ،قََدْ ضَرَمَا |
ما قالَ مُعتَمِداً إنّ الغَمَامَ حكَى | نَداهُ، إلاّ غَبيُّ الظّنّ، أوْ وَهَمَا |
تَعْنُو لَهُ وُزَرَاءُ المُلْكِ، خاضِعََةً، | وَعادَةُ السّيفِ أنْ يِستَخدمَ القَلَمَا |
إنْ كانَ أسلَمَ حُصْنُ البَمِّ أمس فما | أَلامَ فِيهِ بِمَا أَعْطَى ولا لَؤُمَا |
سارَتْ إلَيهِ زُحُوفٌ، إنْ نحَتْ بَلَداً | أعْطاهُ قَاطِنُهُ مِنْ خيفَةٍ سَلَمَا |
ولا ابْنُ جُسْتَانَ يَلْحَى فِي الفِرارِ، وَقد | رَأى أوَائِلَهَا، فانصَاعَ مُنْهَزِما |
وَما ابنُ هَرْثَمَةَ المَشهُورُ مَوْقِفُهُ، | إلاّ الحُسامُ أصَابَ الدّاءَ، فانحَسَمَا |
إنْ أطرَقَ استَوْحشتْ للخوْفِ أفئدَةٌ، | وَيَملأ الأرْضَ من أُنسٍ، إذا ابتسمَا |
ضَاهَتْ محَاسِنَهُ الحُسّادُ طامعةً | للّوْمِ مِنْ جَهلِها أنْ يَغمُرَ الكَرَمَا |
وَطاوَلُوهُ إلى العَلْيا، فَفَاتَهُمُ | نَجمُ السّماءِ تَعَلّى، فوْقَهمُ، وَسَمَا |
يأتي مُرَجّوهُ أفْوَاجاً لِنَائِلِهِ، | يَسْتَرشِدُ الفوْجُ بالفوْجِ الذي اقتَحَمَا |
ماضٍ على عَزْمِهِ في الجُودِ لوْ وَهبَ الـ | ـشّبابَ، يوْمَ لقاءِ البِيضِ، ما نَدِمَا |
لا يَبرَحُ الحَزْمُ يِستَوْفي عَزِيمَتَهُ، | أقَامَ مُبْتَدِئاً، أَمْ سَارَ مُعتَزِمَا |
أرْضَى خُرَاسانَ، حتّى لا ترَى عرَباً | تَنْبُو على حُكمِهِ فيها، ولا عَجَما |
سيْلٌ تَجَلّلَ قُطْرَيها، فطَبّقَهَا، | يَعُمُّ غائرَها المَخفوضَ، وَالأكَمَا |
بَلْ كانَ أقْرَبَهُمْ مِنْ سَيْبِهِ سبباً | مَن كانَ أبعدَهمْ من جِذمِهِ رَحِمَا |
لَوْلا تألُّفُهُ، والصّدْعُ مُنْفَرِجٌ، | بالقَوْمِ ما التَأمَ الشّعبُ الذي التَأمَا |
نَفسِي فِداؤكَ حُرّاً، للنّدَى عَبَداً، | وَهاضِماً باقتِدارِ السّطوِ مُهْتَضَمَا |
كانَتْ بَشاشَتُكَ الأولى التي ابْتَدأَتْ | بالبِشرِ، ثمّ اقتَبَلْنَا بَعدَها النّعَمَا |
كالمُزْنَةِ استُؤنِفَتْ، أُولى مَخيلَتِها، | ثمّ استَهَلّتْ بغَزْرٍ تَابَعَ الدِّيَمَا |