أريحيات صبوة ومشيب
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أريحيات صبوة ومشيب | من سجايا الأريب شيء عجيب |
وبكاء اللبيب بعد ثلاث | وثلاثين في البطالة حوب |
فالندا بالرحيل حين ينادى | بحلول على الشباب مشيب |
إن ليلا تبسم الصبح فيه | عن زوال الظلام عنه قريب |
طالما قد سحبت ذيل التصابي | ورداء الشباب غض قشيب |
لعباً يستدر خف شبابي | حلب الدهر زينب ولعوب |
والغواني وإن غنين عفافاً | يطبيهن منه حسن وطيب |
فمتى شئت مال منها قضيب | ومتى شئت هال منها كثيب |
ولكم مقلة لذات دلال | مقلتني بالود وهي عذوب |
كنت إنسانها فصرت قذاها | من لها بالشباب وهو رطيب |
وعيون مزجن في ركايا | من ركايا الشؤون وهي الغروب |
مرهت للنوى فلما رأتني | كحلتها نحافة وشحوب |
نكبات عضضن حرا كريما | طاب فاستعذبته عضا نكوب |
لنيوب الزمان فيه صريف، | وبه من عضاضهن ندوب |
ثم أبقت بزعمها لي عودا | عجمته الخطوب وهو صليب |
وأخلاء عزمتي، عنتريس | وزماع ورحلة ودؤوب |
فإذا الغانيات أنكرن شخصي | عرفتني فدافد وسهوب |
وعزيم تخب بابن عزيم | جاذباه الإدلاج والتأويب |
فإلى العيس مفزعي والفيافي | كلما هزني الزمان العصيب |
وسراجي روية أرياني | من إليه أنحو وعمن أؤوب |
من بجدواه من صروف الليالي | فقئت أعين وفلت نيوب |
من إذا قلت: يا أبا زكريا، | سالمتني الأيام وهي حروب |
أرد البحر لا الثماد، فمثلي | لا يرويه جدول وقليب |
قد أهاب الرجاء بـ بابن المعلى | بلسان القريض وهو خطيب |
لفتى سؤود له نفحات | يعتفيها المحروب والمكروب |
نفحات يعدن بعد شماس | ريض الدهر وهو عود ركوب |
لعيون الخطوب بعد شماس | ولقلب الزمان منها وجيب |
وجدير بأن تلبيك منه | غدر جمة وروض عشيب |
فهو في هامة العلا حيث يأوي | من منادي الندى قريب مجيب |
وذراه فيه الحميم سواء | حين يعفوه والنزيع الجنيب |
مألف للغريب ما فيه إلف | من وفود العفاة إلا الغريب |
يرتجى من يمينه ما يرجى | من يمين الحيا مكان جديب |
عارض صوبه حجى وعفاف، و | ونوال من اللجين صبيب |
يمتريه الثناء والمجد ما لم | تمر أطباء ما يليها الجنوب |
وحبيب إذ قال، وهو مروق: | ديمة سمحة القياد سكوب |
لو رأت عينه حيا كف يحيى | لم ترقه الغيوث وهي تصوب |
مستخف يمد كفيه علما | أن للدهر نائبات تنوب |
فيميناه: جعفر وسعيد | وهما تارة شرى وشبيب |
وعديم الغريب طوراً ذعاف | شيب بالصاب وهو طوراً ضريب |
وبعين الوفاء والمجد فيه | كل هذاك أنه لا يحوب |
وإذا المشكلات ضافت ذراه | وعزته حوادث وخطوب |
تفرها تي و تلك هبة رأي، | يخطئ المشرفي وهي تصيب |
ما عليه ألا يكون حساماً | وله في الخطوب ذاك الهبوب |
كل يوم ترى سماحاً وبأسا | مكرمات، ويحلو بها ويطيب |
وفعال إلى قلوب المعالي | وقلوب الآمال منه حبيب |
وإذا عارض المنية أوفى | وبنوها يبلهم شؤبوب |
وأرتك الهيجاء منهم غروراً | لنجوم الرماح منها وجوب |
قام فيها بحجة البأس عنه | ذكر مرهف وباع رحيب |
فبدت بي إليك يابن المعلى | همة همة ودهر نكوب |
في بلاد ترى الكريم أكيلا | ثم للجدب والزمان خصيب |
ريب هذا الزمان فيه عضوض | ومحيا الزمان عنه قطوب |
قد شكونا إليك شكوى شكاها | عام محل إلى الغمام جدوب |
ورضينا بحكم غيثك فيها | أنه صائب، وأنت مصيب |