أرشيف الشعر العربي

برح بي الطيف الذي يسري

برح بي الطيف الذي يسري

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
بَرّحَ بي الطّيفُ الذي يسْرِي، وَزَادَني سُكْراً إلى سُكْرِي
وَنَشْوَةُ الحُبّ، إذا أفْرَطَتْ بالصّبّ جازَتْ نَشوَةَ الخَمْرِ
لله مَا تَجني صُرُوفُ النّوَى على حَديثِ العَهْدِ بالهَجْرِ
مَهْزُورَةُ القَدّ، إذا ما انثَنَتْ في مَشْيِها، مَهْضُومَةُ الخَصرِ
يَلُومُني في حُبّهَا مَنْ يرَى أنّ لَجَاجَ اللّوْمِ لا يُغرِي
لَمْ أرَ كالمُعْتَزّ في حِلْمِهِ الـ ـوَافي، وَفي نَائِلِهِ الغَمْرِ
يُستَصْغرُ البَحرُ، إذا استُمطرَتْ يَدٌ له تُرْبي على البَحْرِ
عُلاهُ في أقصَى مَحَلّ العُلا، وَفَخرُهُ في مُنْتَهَى الفَخْرِ
بَينَ بَني المَنْصُورِ، وَالكامِلِ الـ ـأخلاقِ، وَالسّجّادِ، وَالحَبْرِ
خَليفَةٌ تَخْلُفُ أخْلاقُهُ الـ ـقَطْرَ، إذا غابَ حَيَا القَطْرِ
جنىا النّدَى مِنْ كَفّهِ يجْتَني، وَمَاؤهُ في وَجْهِهِ يَجْرِي
كأنّما التّاجُ، إذا ما عَلا غُرّتَهُ بالدُّرَرِ الزُّهْرِ
كَوَاكِبُ الفَكّةِ في أُفْقِها، دَنَتْ فحَفّتْ غُرّةَ البَدْرِ
يا وَاحِدَ الأملاكِ مِنْ هاشِمٍ، وَسَيّدَ الأشْرَافِ مِنْ فِهْرِ
أُعْطيتَ أقصَى مُدّةِ الدّهْرِ، مُمَتَّعاً بالعِزّ وَالنّصْرِ
جَدّدَ إحْسانُكَ لي دَوْلَتي، وَزَادَ في جاهي، وَفي قَدْرِي
في كُلّ يَوْمٍ مِنّةٌ لا يَفي، ببَعْضِها، حَمدي، وَلا شكرِي
إنْ كُنْتَ مُعْدِي على ظالمي، أثرَيتُ، أوْ زدْتُ على المُثرِي
ما صَاحبُ الدّيوَانِ بالمُرْتَضى، وَلا الحَميدِ الفِعْلِ في أمْرِي
أخّرَني عَنْ مَعْشَرٍ كُلُّهُمْ مُؤخَّرٌ عَنّي، وَعَنْ شِعرِي
يُجيبُني عَنْ غَيرِ قَوْلي، إذا عاتَبْتُهُ في الحِينِ وَالشّهْرِ
إنْ كانَ يَدْرِي، فَهوَ أُعجوبَةٌ، وَخِزْيَةٌ إنْ كانَ لا يَدْرِي
أقَلُّ مَا يُوجِبُهُ الحَقُّ أنّ الحَقّ بالدّارِيّ، أوْ نَصْرِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (البحتري) .

خان عهدي معاودا خون عهدي

منى النفس في أسماء لو يستطيعها

نفسي تقيك ووالداي كلاهما

جعلت فداك لي خبر طريف

سقى دار ليلى حيث حلت رسومها