سقى دار ليلى حيث حلت رسومها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سَقَى دارَ لَيلى، حيثُ حَلّتْ رُسُومُها، | عِهَادٌ منَ الوَسميّ وُطْفٌ غُيُومُهَا |
فَكَمْ لَيْلَةٍ أهْدَتْ إليّ خَيَالَها، | وَسَهْلُ الفَيَافي دُونَها، وَحُزُومُها |
تَطيبُ بمَسرَاها البِلاَدُ إذا سَرَتْ، | فيَنْعَمُ رَيّاها، وَيَصْفُو نَسيمُهَا |
إذا ذَكَرَتْكِ النّفسُ شَوْقاً تَتابَعَتْ | لذِكْرِاكِ أُحدانُ الدّمُوعِ وَتُومُهَا |
قَضَى الله أنّي مِنْكِ ضَامِنُ لَوْعَةٍ | تَقَضّى اللّيالي، وَهْيَ باقٍ مُقيمُها |
أمِيلُ بقَلْبي عَنْكِ ثُمّ أرُدُّهُ، | وأعْذِرُ نَفْسِي فيكِ ثُمّ ألُومُها |
إذا المُهْتَدي بالله عُدّتْ خِلالُهُ، | حَسِبْتَ السّمَاءَ كاثَرَتْكَ نُجُومُهَا |
لَقَدْ خَوّلَ الله الإمَامَ مُحَمّداً | خُصُوصَ مَعَالٍ، في قُرَيشَ عُمُومُهَا |
أُبُوّتُهُ مِنْهَا خَلاَئِفُها الأُلَى | لَهَا فَضْلُها في النّائِبَاتِ، وَخِيمُها |
وَلَيْسَ حَديثُ المَكرُماتِ بكائنٍ، | يَدَ الدّهرِ، إلاّ حَيثُ كانَ قَديمُها |
أقَرّتْ لَهُ بالفَضْلِ أُمّةُ أحْمَدٍ، | فَدانَ لَهُ مُعْوَجُّهَا، وَقَوِيمُها |
وَلَوْ جَحَدَتهُ ذلكَ الحَقَّ لم تَكُنْ | لتَبرَحَ، إلاّ والنّجُومُ رُجُومُها |
هَنَتْكَ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، مَوَاهبٌ | مِنَ الله، مَشكُورٌ لَدَيْكَ جَسيمُها |
وَتأييدُ دِينِ الله، إذْ رُدّ أمْرُهُ | إلَيْكَ، فَرَوّى في الأُمُورِ عَليِمُهَا |
بَنُو هَاشِمٍ، في كلّ شَرْقٍ وَمَغرِبٍ، | كِرَامُ بني الدّنْيَا، وأنْتَ كَرِيمُها |
إذا ما مَشَتْ في جانِبَيْكَ بِأوْجُهٍ | تُهَضِّمُ أقْمَارَ الدّجَى وَتُضِيمُها |
رأيتَ قُرَيْشاً حَيثُ أُكمِلَ مَجدُها، | وَتَمّتْ مَساعيها، وَثَابَتْ حُلُومُها |
تُوَالي سَوَادَ الرّيشِ مِنْ عندِ صَالحٍ | إلَيْكَ، بأخْبَارٍ يَسُرُّ قُدُومُهَا |
مُحَلِّقَةٌ يُنبي عَنِ النّصرِ نُطْقُها | وَقَبلَكَ ما قَدْ كَانَ طَالَ وُجُومُها |
نُخَبِّرُ عَنْ تِلْكَ الخَوَارِجِ إنّهُ | هَوَى مُكرَهاً تحتَ السّيُوفِ عَظِيمُها |
أرَى حَوْزَةَ الإسْلامِ، حينَ وَليتَها، | تُخُرِّمَ باغِيها، وَحِيطَ حَرِيمُها |
تَدارَكَ مَظْلُومُ الرّعِيّةِ حَقَّهُ، | وَخَلّى لَهُ وَجْهَ الطّريقِ ظَلُومُهَا |
وَبَصْبَصَ أهلُ العَيثِ حينَ هَداهُمُ | أخُو سَطَوَاتٍ ما يُبَلُّ سَلِيمُها |
وَقَد أعطَتِ الرّومُ الذي طُولبَتْ بهِ | بأَبْزِيقَ لَمّا خُبّرَتْ مَنْ غَرِيمُهَا |
هَلِ الدّينُ، إلاّ في جِهَادٍ تَقُودُنا | إلَيْهِ عِجالاً، أوْ صَلاَةٍ تُقِيمُها |
تَقَضّتْ لَيالي الشّهْرِ، إلاّ بَقِيّةً، | تَهَجَّدُ فيها جاهِداً أو تَقُومُها |
وأيسَرُ ما قَدّمْتَ لله، طالِباً | لمَرْضَاتِهِ، أيّامُ فَرْضٍ تَصُومُها |
هَجَرْتَ المَلاهي حِسْبَةً وَتَفَرُّداً، | بآياتِ ذِكرِ الله يُتْلَى حَكيمُها |
وأخْلَلْتَ باللّذّاتِ، وَهْيَ أوَانِسٌ | مَرَابِعُها، مُسْتَحْسِنَاتٌ رُسُومُها |
وَما تَحسُنُ الدّنْيا، إذا هيَ لم تُعَنْ | بآخرَةٍ حَسْنَاءَ، يَبْقَى نَعيمُها |
بَقَاؤكَ فِينَا نِعْمَةُ الله عِنْدَنَا، | فَنَحْنُ بِأوْفَى شُكْرِهاِ نَسْتَدِيمُهَا |