ما الغيث يهمي صوب إسباله
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما الغيثُ يَهمي صَوْبُ إسبالِهِ، | واللّيثُ يَحمي خِيسَ أشبالِهِ |
كالمُستَعِينِ المُسْتَعَانِ، الذي | تَمّتْ لهُ النُّعمَى بإفْضالِهِ |
تِلْوُ رَسُولِ الله في هَدْيِهِ، | وابنُ النّجُومِ الزُّهْرِ مِنْ آلِهِ |
مَنْ يَحسُنُ الدُّنيا بإحسانِهِ، | ويَجْمُلُ الدَّهْرَ بإجْمَالِهِ |
وَيَحْفَظُ المُلْكَ بإشْرَافِهِ | على نَوَاحِيهِ، وإطْلاَلِهِ |
لابنِ الخَصِيبِ الوَيْلُ كَيفَ انبَرَى | بِإفْكِهِ المُرْدِي، وإبْطَالِهِ؟ |
كادَ أمِينَ الله في نَفسِهِ، | وفي مَوَاليهِ، وفي آلِهِ |
وَرَامَ في المُلْكِ الذي رَامَهُ | بِغِشّهِ فيهِ، وإدْغَالِهِ |
فأنْزَلَ الله بِهِ نَقْمَةً | غَيّرَتِ النّعمَةَ مِن حَالِهِ |
وَسَاقَهُ البَغْيُ إلى صَرْعَةٍ | للحَينِ، لمْ تَخطُرْ على بالِهِ |
دِينَ بِما دَانَ، وَعَادَتْ لَهُ | في نَفْسِهِ أسْوَأُ أعْمَالِهِ |
وأمّلَ المَكْرُوهَ في غَيْرِهِ، | فَنَالَهُ مَكْرُوهُ آمَالِهِ |
قَد أسْخَطَ الله بإعْزَازِهِ الـ | ـدّنْيَا، وأرْضَاهَا بإذْلالِهِ |
فَفَرْحَةُ النّاسِ بإدْبَارِهِ، | كَغَيْظِهِمْ كَانَ بإقْبَالِهِ |
تَشَوّفُوا أمْسِ إلى قَتْلِهِ، | وأمّلُوا سُرْعَةَ إعْجَالِهِ |
يا نَاصِرَ الدّينِ انتَصِرْ مُوشِكاً | مِنْ كائِدِ الدّينِ، وَمُغْتَالِهِ |
فَهْوَ حَلالُ الدّمِ والمَالِ إنْ | نَظَرْتَ في باطِنِ أحْوَالِهِ |
رَامَ الذي رَامَ، وَسَدّ الذي | سَدّاهُ مِنْ مُوبِقِ أفْعَالِهِ |
والرََّأيُ كلُّ الرَّأيِ في قَتْلِهِ | بالسّيفِ، واستِصْفَاءِ أمْوَالِهِ |