يا مغاني الأحباب صرت رسوما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَا مَغَاني الأحْبَابِ صرْتِ رُسُومَا، | وَغَدَا الدّهْرُ فيكِ عِندي مَلُومَا |
ألِفَ البُؤسُ عَرْصَتَيكِ، وَقد كُنْـ | ـتِ لَنَا قَبْلُ روْضَةً، وَنَعيما |
رَحَلَ الظّاعِنُونَ عَنكِ، وأَبْقَوَا | في حَوَاشِي الأحْشاءِ حُزْناً مُقِيما |
أينَ تِلْكَ الظّبَاءُ أَصْبَحْنَ في الحُسْـ | ـنِ بُدوراً، وَفي البِعَادِ نجُومَا |
قَدْ وَجَدْنَ السّلُوّ بَرْداً سَلاماً، | إِذْ وَجَدْنا الهَوى عَذاباً ألِيمَا |
يا أبَا الفَضْلِ، والذي وَرِثَ الفَضْـ | ـلَ عَنِ الفَضْلِ حادِثاً، وَقَدِيمَا |
قد لَعمرِي أعدتْ شَمَائِلُكَ الدّهْـ | ـرَ، فأضْحَى مِنْ بَعْدِ لُؤمٍ كَرِيمَا |
لكَ مِنْ ذي الرّئاسَتَيْنِ خِلالٌ | مُعطَياتٌ في المَجْدِ حظّاً جَسيما |
جُمَّلٌ فيكَ، لَوْ قُسِمْنَ على النّا | سِ لَمَا أصْبَحَ اللّئيمُ لَئِيمَا |
شِيَمٌ غَضّةٌ، تَرُوحُ، وَتَغْدُو | أرَجاً في هُبُوبِها، وَنَسِيما |
قد تعالَتْ بكَ المآثِرُ حتى | قد حَسِبْناكَ للسّماكِ نَديماً |
كُلَّ يَوْمٍ آمَالُنَا فيكَ لِلأمْـ | ـرِ الرّئَاسيّ تَقتْضِيكَ النّجُومَا |
آلَ سَهْلٍ! أنْتُمْ غُيوثُ بني سا | سانَ جُوداً، ونَجْدَةً، وَحُلُوما |
أيُّ فَضْلٍ، وأيُّ بَذْلٍ وَجُودٍ، | لَمْ يُحالِفْ ذا الجُودِ إبْرَاهِيمَا |
كِسْرَوِيٌّ تَلقاهُ في الحَرْبِ لَيْثاً | قَسْوَرِيّاً، وفي النّدِيّ حَكِيمَا |
واضِحُ الوَجْهِ والفَعالِ، إذا ما | كَانََ وجْهُ الزّمَانِ جَهْاً بَهيما |
هِبرِزِيٌّ، قَدْ نَالَ منْ كُلِّ فَنٍّ، | من فنونَ الآدابِ، حظّاً عَظيمَا |
وَرَقيقُ الألْفاظِ يَرْصَفُ في الأسْـ | ـماعِ دُرّاً، وَلُؤلُؤاً مَنْظُوما |
أتْعَبَتْهُ العُلاَ، فأبْقَتْ نُدُوباً | مُتْعِبَاتٍ بجِسْمِهِ، وَكُلُومَا |
فَتَرَاهُ في حَالَةٍ مَحْسُوداً، | وَتَرَاهُ في حَالَةٍ مَرْحُومَا |
كُلَّ يَوْمٍ يُفيدُهُ البَذْلُ والجُو | دُ متى كانَ ظاعِناً، أو مُقِيمَا |
حَمْدَ عَافٍ، وَذَمَّ لاحٍ، فيَغدو | في جَزِيلِ اللُّهَى حَميداً ذَمِيما |