نفسي الفداء لمن أوده
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَفْسِي الفِداءُ لِمَنْ أوَدُّهْ، | وَإنِ استَحالَ، وَساءَ عَهدُهْ |
مُتَفاوِتُ الحُسْنَيْنِ يَثْـ | ـقُلُ رِدْفُهُ، وَيَخِفُّ قَدّهْ |
كَمَلَتْ مَحَاسِنُهُ لَنَا، | لَوْلا تَجَنّبُهُ وَصَدّهْ |
خَدٌّ يُعَضُّ، لحُمْرَةٍ، | تُفّاحُهُ، وَيُشَمُّ وَرْدُهْ |
وَفُتُورُ طَرْفٍ قَدْ يَجُدُّ | على المُتَيَّمِ ما يَجُدّهْ |
ما للمُحِبّ مِنَ الهَوَى | إلاّ صَبَابَتُهُ، وَوَجْدُهْ |
لِيَدُمْ لَنَا المُعْتَزُّ، | فَهْوَ إمَامُنَا المَرْجُوُّ رِفْدُهْ |
مُتَدَفّقٌ بِعَطَائِهِ، | كالنِّيلِ لَمّا جاشَ مَدّهْ |
لا العَذْلُ يَرْدَعُهُ، وَلا التّعنيـ | ـفُ عَنْ كَرَمٍ يَصُدّهْ |
وَزَرُ الهُدَى، وَمَغاثُهُ الـ | ـأدْنَى، وَمَفْزَعُهُ وَرِدّهْ |
يَنْفي الهُوَيْنَا حَزْمُهُ، | وَيَحُوطُ دِينَ الله جِدّهْ |
جَيْشٌ يُجَهّزُهُ لأرْ | ضِ الكُفْرِ أوْ ثَغْرٍ يَسُدّهْ |
لَقِيَتْ عَظيمَ الرّومِ مِنْـ | ـكَ عَزِيمَةٌ، فانفَضّ جُندُهْ |
وَتَطَاوَحَتْهُ كَتَائِبٌ | عُجُلٌ تُسائِلُ أينَ قَصْدُهْ |
فانْصَاعَ يَطلب ظِلَّهُ، | وَالخَيْلُ غادِيَةٌ تَكُدّهْ |
فَتْحٌ أتَاكَ بِأعْظَمِ الـ | ـبَرَكاتِ بُشْرَاهُ وَوَفْدُهْ |
كَثُرَ الذي نِلْنَاهُ مِنْ | نُعْمَاكَ، حتى ما نَحسُدّهْ |
وَلَنَا بِعَبْدِ الله بَحْـ | ـرٌ مُعْرِضٌ للنّاسِ وِرْدُهْ |
ثَاني الخَليفَةِ في النّدَى، | وَشَبيهُهُ كَرَماً، وَنِدّهْ |
أيْدٌ، شَديدٌ لَوْ يُصَا | رِعُ يَذْبُلاً أنْشَا يَهُدّهْ |
وَعَزِيمَةٌ يُمْضِي بِهَا | فَصْلَ الخطاب، فَما يَرُدّهْ |
كالسّيْفِ يَكسِرُ مَتْنُهُ | قَصَرَ العِدَى، وَيُبيرُ جِدّهْ |
إنْ أطْلُبِ الأمَلَ البَعيـ | ـدَ لَدَيْهِ يَدْنُ عَلَيّ بُعْدُهْ |
وَلَقَدْ تَضَمّنَ لي النّجَا | حَ غَرِيبُ جُودِ الكَفّ فَرْدُهْ |
وَعَلِقْتُ وَعْدَ مُنَاجِزٍ، | لا يَصْحَبُ التّسْوِيفَ وَعْدُهْ |
فَلَئِنْ أنَالَ بِطَوْلِهِ | مَا ذخْرُهُ بَاقٍ، وَحَمْدُهْ |
فَلَقَدْ تَوَلاّني أبُو | هُ بِأكْثَرِ النُّعْمَى، وَجَدّهْ |