(17) الحاكم إذا لم يَستَشِرْ أهلَ العلم الربَّانيين - قضايا الحاكمية تأصيل وتوثيق - أبو فهر المسلم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
قال ابنُ خُويز مَنداد: "واجبٌ على الوُلاة؛ مُشاورةُ العلماء في ما لا يعلمون، وفي ما أُشكِل عليهم، من أمور الدين، ووجوه الجيش فيما يتعلق بالحرب، ووجوه الناس في ما يتعلق بالمصالح، ووجوه الكُتاب والوزراء والعمال، في ما يتعلق بمصالح البلاد وعمارتها".قال ابنُ عطية: "والشورى من قواعد الشريعة ، وعزائم الأحكام، مَن لا يستشير أهلَ العلم والدين؛ فعَزْلُه واجب! هذا ما لا خلافَ فيه، وقد مدحَ اللهُ المؤمنين بقوله: {...وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ...} [الشورى:38]" (القرطبي رحمه الله، في تفسيره).
قلتُ: والعلماء الذين يُعوَّل عليهم في الشُّورى والحَلِّ والعَقْد هم أهل العلم الربَّانيون، العالِمون العاملُون، الذين لا يخافون في الله لومَةَ لائِم، الناصرون للحقِّ والدليل، لا أصحاب الهوى، ولا المتزلِّفين إلى الحُكَّام رغبًا وطمعًا، فأمثالهم؛ لا يدخلون ابتداءً في أهل العلم، بل هم كما وصفهم نبينا عليه السلام: «...منافق عليم اللسان » (صحيح مسند أحمد:157/1).