غروب دمع من الأجفان تنهمل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غُروبُ دَمْعِ مِنَ الأَجْفَانِ تَنْهَمِلُ | وحُرْقَةٌ بِغَلِيلِ الحُزْنِ تَشْتَعِلُ |
ولَيسَ يُطْفِىءُ نار الحُزْنِ إِذ وَقَدَتْ | عَلَى الجَوَانحِ إِلاَّ الوَاكِفُ الخَضِلُ |
إِنْ لَجَّ حُزْنٌ ، فَلا بِدْعٌ وَلاَ عَجَبٌ | أَو قَلَّ صَبْرٌ ، فَلاَ لَوْمٌ ولاَ عَذَلُ |
عَمْرِي ، لقَدْ فَدَحَ الخَطْبُ الَّذي طَرَقَتْ | بِهِ اللَّيَالِي ، وجَلَّ الحادِثُ الجَلَلُ |
لِلهِ أَيُّ يَدٍ بََانَ الحِمَامُ بها | مِنَّا ، وأَيَّةُ نَفْسٍ غالَها الأَجَلُ |
سَيِّدَةُ النَّاسِ حَقًّا بَعْد سَيّدِهِمْ | ومَنْ المأُثُرَاتُ الُّسبَّقُ الأُوَلُ |
جرَى لَهَا قَدَرٌ حَتْمٌ ، فَحلَّ بها | مَكْرُوهُه ُ ، وقضاءٌ مُوشِكٌ عَجِلُ |
فَكُلُّ عَيْنٍ لَهَا مِن عَبْرَةٍ دِرَرٌ | وكلُّ قَلْبٍ لهُ من حَسْرَةٍ شُغُلُ |
عَمَّ البُكَاءُ عَلَيْها والمُصَابُ بها | كَمَا يَعُمُّ سَحَابُ الدِّيمَةِ الهَطَلُ |
فالشَّرْقُ والغَرْبُ مَغْمُورانِ مِن أَسَفٍ | باقٍ لِفقْدَانِها ، والسَّهْلُ والجَبَلُ |
مَثُوبَةُ اللهِ مِمَّا فَارقَتْ عِوَضٌ | وجَنَّةُ الخُلْدِ مِمَّا خَلَّفَتْ بَدَلُ |
قُلْ لْلإِمامِ الَّذي آلاَؤْهُ جُمَلٌ | وبِشْرُهُ أَمَلٌ ، وسُخْطُهُ وَجَلُ |
لَكَ البَقَاءُ عَلَى الأَيامِ يَقْتَبِلُ | والعُمْرُ بَمْتَدُّ بالنُّعْمَى ويَتَّصِلُ |
والنَّاسُ كلُّهُمُ في كُلِّ حَادِثَةٍ | فِدَاءُ نَعْلِكَ أَنْ يَغْتَالَك الزَّلَلُ |
إِذا بَقْيتَ لِدِينِ اللهِ تَكُلأُهُ | فَكُلُّ رُزْءٍ صَغِيرُ القَدْرِ مُحْتَمَلُ |
لَئِنْ رُزِيتَ الَّتِي ما مِثْلُها امْرَأَةٌ | لَقَدْ أَتِيتَ الَّذي لَمْ يُؤْتَهُ رَجُلُ |
صبْراً ومَعْرِفَةً باللهِ صادِقةً ، | والصَّبْرُ أَجْمَلُ ثَوْبٍ حِين يُبْتًذَلُ |
عَزَّيْتَ نَفْسَكَ عَنْهَا بالنَّبِيَّ ، ومَا | في الخُلْدِ بَعْدَ النَّبِيِّ المُصْطَفَى أَمَلُ |
وَكَيْفَ نَرْجُو خُلُوداً لَمْ يُخَصَّ بهِ | مِنْ قبْلِنَا أَنْبِياءُ اللهِ والرَّسْلُ |
عمَّرَكَ الله في النَّعْمَاءِ مُبْتَهِجاً | بها ، وأَعْطَاكَ منْهَا فَوْقَ ما تَسَلُ |